هل وصلتكم رسالتنا .. الأردن وفلسطين ليسا للبيع
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
أسقطنا كاردنيين وفلسطينين صفقة القرن وقبلها خطة إيغال آلون، ورفض الصهاينة الإعتراف بقرارات الأمم المتحدة والمبادرة العربية للسلام، وتمسكوا بالأفكار الإستعمارية الإستيطانية القائمة على سلب الأرض من شعبها، والتوسع على حساب دول الجوهر وتهجير السكان الأصليين، وصمدنا أمام الضغوط العالمية والعربية متمسكين بحل الدولتين والهويتين الاردنية والفلسطينية، رافضين الإنصياع للقوى الدولية الباحثة عن إرضاء الصهاينة، لننتصر عليهم في شتى المواقف بفضل التلاحم الشعبي الملكي وعدم التنازل عن الحقوق التاريخية الأردنية والتي لا يمكن المساومة عليها.
لتدرك الدول أن الأردن صلب وغير قابل للإنهيار، حتى إن فرضوا عليه الحصار لسنوات سبع عجاف وأكثر، فالتلاحم الأردني الفلسطيني قائم على الحق الأبلج الذي لا يقبل القسمة على إثنين، ولا تخفيه الأكاذيب ولن تجعلنا الضغوط الإقتصادية نخضع للصهاينة وأعوانهم، لتتراجع القارة الأروبية عن دعم خطة كوشنير ورئيسه البائد ترامب، كما بدأت بعض الدول العربية الغارقة في مستنقع صفقة القرن بتغير مواقفها في العلن، وتعد العدة بالتعاون مع الدول الراعية للصهيونية لإطلاق صفقات شبيهة بالصفقة في السر، على أمل أن تساهم هذه المخططات في إنقاذ الكيان الصهيوني من الإنغلاق المفروض عليه وفتح أسواق تجارية جديدة، وهنا ارتعبت أن تُعلن عن خططها كخارطة طريق، لتحرك أصابعها في المنطقة ليطلوا علينا بمقالات وأفكار غريبة عجيبة كان أعذرها أقبح من الذنوب التي روجوا لها.
ويبدوا أن من روجوا لطرق جديدة لإنهاء القضية الفلسطينية والحكم عليها بالإعدام تحت ستار الحفاظ على البقية الباقية من أرض فلسطين، لم يدركوا الخطورة الأعظم التي يروجون لها والطريق الأعوج الذي يسيرون به، كونهم يمنحنون المستعمرات الصهيونية الحق في الوجود ويمنحوها الشرعية القانونية لإقامتها على الأراضي الفلسطينية، بل يمنحوا الصهاينة الغاصبين الحق بالهوية الأردنية، مما يعني أن الكتبة منحوا الصهاينة الحق في بناء مستعمرات جديدة في الأردن كونهم أردنيون، والقانون لا يمنع أبناء الوطن من بناء البيوت والشقق وحتى المجمعات السكنية في شتى مناطق الأردن، لذا قد نجدهم يتملكون في البتراء لسلب الحضارة الاردنية وتحويل المنطقة للصبغة اليهودية التي يسعون ورائها منذ سنوات طوال.
وندرك ويدرك الشعب الاردني العظيم ، وقيادته الحكيمة والتي عبر عنها جلالة الملك بكلماته الواثقة ورؤيته الواضحة لما يجري في الإقليم، حين التقى ببدو الوسط قائلاً “هنالك حملة على الأردن، ولا يزال هنالك من يريد التخريب ويبني الشكوك”، وهذا ما حصل بترويج البعض لخطط مستقبلية تسعى لدمار الاردن وفلسطين تحت شعارات خادعة، وهي خطط أحبطنا ما هو أعظم منها وسنظل صامدين في وجهها، فالاردن هو الاردن العظيم، وفلسطين هي فلسطين البطولة والفداء، وعندما يريد الشعبان فقط سيتم دمج عظمة الأردن بشجاعة وفداء فلسطين، وعندها سنصبح الدولة التي تقود المنطقة بأسرها، وهنا يكمن الفارق الكبير بين أن نصبح مجرد رقم في الإقليم أو أن نكون اصحاب المواقف التاريخية لبناء الأمل والحلم العربي، فهل وصلت الرسالة.؟