ريم محجوب: نأمل أن تأخذ المرأة التونسيّة مكانة تستحقّها
النشرة الدولية –
النهار العربي – روزي الخوري
النائبة التونسية الدكتورة ريم محجوب هي عضو المجلس التأسيسي لحزب “آفاق تونس” ورئيسة مكتبه السياسي، ومن هذا الموقع شاركت في صوغ دستور بلادها. تتطلع بكثير من الأمل الى تخطي بلادها المحنة السياسية، والى تعزيز دور المرأة، خصوصاً بعد ترؤس امراة رئاسة الحكومة. محجوب تحدثت الى “النهار العربي” عن تجربتها.
- المرأة التونسية هل يمكن أن تصبح نائبةً ما لم يدعمها حزب؟
– نظرياً يمكنها أن تصبح نائبة، لكن في الواقع لم تترشح امراة مستقلّة. فكل النساء اللواتي دخلن مجلس الشعب منذ عام 2011 كنّ على قوائم حزبية، وذلك يعود الى أن المرأة يجب أن يكون لديها موارد مالية للترشح، كما أنّه لا يمكن المرأة أن تترشح منفردة لأنّها لا تزال تخاف من العالم السياسي.
- هل تعتبرين أن انضمامك الى حزب “آفاق تونس” هو الذي يساندك سياسياً أم العكس؟
– أنا عضو مؤسس للحزب منذ عام 2011، وشاركت في نشأة الحزب وانتشاره وعضو مجلس تأسيسي. شاركت في صوغ الدستور وأمثّل الحزب داخل البرلمان منذ عام 2011. وأعتبر أنني أضفت الى الحزب، وهو بدوره أضاف إليّ لكوني دخلت عالم السياسة عبره وتكوّنت سياسياً داخله، ولم أكن قبله أهتم بالشأن السياسي.
- اختصاصك الطب وانخرطت في العمل السياسي، هل من رابط بين المجالين في التشخيص وإيجاد الحلول؟
– أنا دكتورة متخصصة بالتصوير بالأشعة. لم أكن أهتم بالشأن السياسي قبل عام 2011، لأني كنت أعتبر أن لا فائدة من السياسة بما أننا في بلد لا يعيش الديموقراطية، وما لم تكن قريباً من النظام فلا يمكنك الوصول الى أي منصب. ولكن بعد الثورة وما أحدثته من انتقال ديموقراطي، تحمّست لدخول عالم السياسة. إنه عالم مختلف تماماً عن الطب حيث السرعة في التشخيص ضرورية لنجاة حياة إنسان. أما في السياسة فالصبر هو المطلوب، بالإضافة الى النقاشات. هما عالمان مختلفان، ولست بتاتاً نادمة على تجربة السياسة وأنا اليوم أتخصص في العلوم السياسية وأناقش أطروحتي هذا العام. وكلّ ما تعلّمته عن طريق السياسة أجسّده بطريقة علمية.
- كيف تنظرين الى دور المرأة السياسي في تونس؟
– عبر التاريخ كان للمرأة التونسية دور من خلال النضالات. لقد كانت في كل المراحل التاريخية، وكان عليها أن تقلع عن الدور السياسي لأننا نعيش في عالم ذكوري، ودور المرأة لم يكن في مراكز القرار. ولكن ما نعيشه اليوم مختلف، من خلال تعيين امراة على رأس الحكومة، ولدينا 9 وزيرات، نأمل أن تأخذ المرأة المكان الذي تستحقّه من خلال هذا المنعطف التاريخي. فكما هو معلوم، المرأة تكون عادة في الموقع الخلفي، ولكن يجب أن تستمر في الدفاع عن حقوقها وهذا ليس بالأمر السهل.
- ماذا يعني لك حلول امرأة على رأس السلطة التنفيذية؟ أي دور تنتظرونه منها، خصوصاً لجهة دعم المرأة؟
– تعيين امراة على رأس الحكومة له أكثر من دلالة ورمزية. هي امرأة كفوءة ومعروفة باستقامتها وكفاءتها. ولكن في الظرف الذي عيّنت فيه هي رئيسة وزراء أكثر منها رئيسة حكومة، ولا نعلم كم ستكون المدة ولا البرنامج. ولكن نتمنى أن تنجح لأن نجاحها هو نجاح للمرأة التونسية ككل. ولا نريد القول لأنها امرأة أخفقت في مهمتها، مع العلم أن كل رؤساء الحكومة سابقاً أخفقوا. إن نجاحها يعزز دور المرأة ونضالها.
- هل القانون ينصف المرأة التونسية؟ وهل من مواد بحاجة الى تعديل؟
– العديد من القوانين التونسية تنصف المرأة، خصوصاً القانون الأخير الذي صادقنا عليه عام 2017 والمناهض للعنف ضد المرأة. لكن تطبيق القوانين ليس بالصفة المطلوبة، وهذا ما يجب العمل عليه. كما أنه يجب أن يكون هناك إصلاح في القضاء والعدالة، وهذا ما نتمناه، لأنّ دولة ديموقراطية لا تكون إلا بدولة القانون.
- كيف يمكن أن تخرج تونس من واقعها السياسي المأزوم؟
– تشهد تونس اليوم منعطفاً تاريخياً. فقد أسقطنا منظومة غير مأسوف عليها، ونتمنى النجاح في هذه الفترة الانتقالية. نحن نعيش في مرحلة ضبابية، ونأمل النجاح لأننا إذا أخفقنا يكون قد سقط مسارنا. ونتمنى أن يكون الرئيس أكثر تشاركاً مع المجتمع المدني والأحزاب السياسية والقوة الفاعلة في البلاد لنضع خريطة طريق، فالمؤهلات لنجاح تونس موجودة ولا نريد خسارة ما أنجزناه، مع العلم أن هناك العديد من النقص والأخطاء، ولكن يجب أن نبني على النجاحات، مع العلم أن الوضع لا يزال خطراً ومأزوماً. نأمل الخروج من هذه الضبابية في أقرب وقت، وأنا متفائلة على أمل عدم العودة الى ما قبل عام 2011.
- هل تطمحين الى دور سياسي أكبر لإرضاء طموحك؟
– حالياً أنا رئيسة المكتب السياسي لحزب” آفاق تونس” وسأترشّح لمركز نائبة رئيس الحزب إذا كان المجال مفتوحاً للحياة الحزبية في تونس. وسأستمر بدوري السياسي إرضاءً لطموحي وحباً بالعمل السياسي الذي هو من أجل تحسين ظروف المواطن وإرجاع الأمل الى الشباب المهاجر الذي فقد الحلم. طموحي أن أرى تونس الجديدة التي نحلم بها، وأن أترك بصمة للتاريخ ولأولادي وأحفادي.