مازال الطريق طويلاً وشاقاً
بقلم: حسن العيسى
النشرة الدولية –
شكراً لسمو أمير البلاد على مبادرة العفو الإنسانية عن المهجرين والمغردين، وشكراً للنواب الذين تجاوبوا مع المبادرة، وكم نتمنى أن تكون مثل هذه الخطوة شمعة أمل للقادم في قضايا الرأي والحرية! ومع ذلك هناك طريق طويل وشاق في مسألة حرية التعبير، وهذا لن يكون بغير قبر كل القوانين التي صدرت في السنوات القليلة الماضية، والتي أحالت الدولة إلى سجن كبير لأصحاب الرأي، وهذه مهمة النواب والحكومة معاً، فلا يصح أن يتعذر أي من الطرفين الحكومي أو النيابي بمسائل مثل الخصوصية للعادات والتقاليد أو غيرها لتكميم أفواه البشر حين يمارسون النقد.
لا يقل أهمية عما سبق ذكره مواجهة التحدي الاقتصادي الكبير للدولة، فمثلما أبدت السلطة التفهم لمسألة العفو، يفترض أن تكون هناك مرونة من النواب لتقبل الكثير من الإصلاحات الاقتصادية، والتضحيات التي يجب إعمالها دون تأخير، مع الأخذ في الاعتبار أصحاب الدخول البسيطة والمتوسطة، وإعمال قواعد العدالة الاجتماعية، ولا يصح أن يكون ارتفاع سعر برميل النفط اليوم أداة لتسويف الحلول الجذرية لمسألة هذا الاقتصاد الريعي، المعتمد على أحادية مصدر الدخل، فنحن نتابع يومياً تسابق دول الخليج لفتح أبوابها لتشجيع الاستثمار والسياحة، بينما الوضع هنا يتسم بالجمود واللامبالاة، ويلقي كل طرف، سواء كان حكومياً أو نيابياً، اللوم على الآخر.
لا نملك في هذا المقام غير الأمل بالتغيير، هو تغيير بالمفاهيم والوعي بالمستقبل وتحدياته، ولاحظنا في بيان النواب الموقعين لمحة نور لهذا الواقع الاقتصادي. قضايا الفساد الإداري والمالي والواسطة والمحسوبية، وكلها أمراض قديمة مستوطنة في جوف الدولة، يجب أن تكون من الأولويات، حتى يشعر الجميع بالعدالة، وبالتالي يمكن أن يتقبلوا بالتضحيات المطلوبة. ليس لنا غير الأمل فلننتظر.