أكتوبر الوردي: شهر التوعية لتجنب الإصابة بسرطان الثدي

غزلان الرايس، طبيبة أخصائية في علاج السرطان: رغم التقدم العلمي الكبير فيما يخص العلاجات المتاحة لمرضى السرطان يبقى الكشف المبكر هو أساس العلاج الفعال

أكادير / المغرب – مليكة أقستور

خلال رحلتي مع مرضى السرطان، التقيت بالعديد من المرضى، كل وقصته وكل وحزنه العميق اتجاه هذا المرض الذي يطلق عليه “المرض الخبيث”.

 أغلب المصابين اللذين التقيت بهم من النساء، وأغلبهن أصبن بسرطان الثدي وبما أننا في شهر أكتوبر أو ما يسمى ب “أكتوبر الوردي”، ننضم للمناسبة العالمية والتي من خلالها تبدأ التوعية حول مخاطر الإصابة بسرطان الثدي عند النساء، لنبدأ التعبئة وتوعية النساء لتجنب الإصابة بسرطان الثدي وسبل الوقاية منه.

أسئلة كثيرة تدور في أذهان الناس بعد سماع “السرطان” أو “المرض الخايب” كما يلقبه المغاربة. ولنجد الإجابات توجهنا للمركز الجهوي للأنكولوجيا بمدينة أكادير حيث استقبلتنا الدكتوراه غزلان الرايس، طبيبة أخصائية في علاج السرطان.

تقول ” السرطان هو مرض سببه تحولات جينية وراثية، بمعنى تحولات في جينات الخلايا التي تصاب بالسرطان والتي تتكاثر الى أن تصبح خلايا سرطانية”

وهل يمكن أن يكون مرض السرطان وراثي؟

يمكن أن يكون وراثيا في بعض الحالات، بنسبة لا تتجاوز 10 بالمئة، كسرطان الثدي والقولون.

في رحلتي مع المرضى، التقيت بمصابين، أصيبوا به مجددا بعد أن نجحوا في التغلب عليه في المعركة الاولى، هل سيواصل المرض العودة الى أجسام المرضى؟

يمكن للسرطان في بعض الحالات أن يعود للجسم، سواء في نفس المكان الذي كان فيه أو في أمكنة أخرى. عادة ما تكون له علاقة بخصائص المرض الأول، يعني إذا كان المرض عدواني وخصائصه خبيثة جدا فهو قابل أن يعود في ظرف سنة حتى العشر سنوات من الإصابة الأولى. ولهذا فنحن بعد الانتهاء من العلاج الكامل من مرض السرطان نبقى على تواصل مع المريض لمدة طويلة وتتم المواكبة كل ثلاثة أشهر ثم كل ستة أشهر الى ان تكون المتابعة يشكل سنوي.

ما نسبة عودته الى المصاب؟

نسبة العودة تتعلق بالمرض الاول وخطورته وبعض خصائص خلايا السرطان وخصائص متعلقة بالمريض نفسه. مثلا سرطان الثدي، إذا تمت الإصابة به في سن صغيرة تكون حينها أكثر عرضة الى أن تقع مضاعفات ويعود مرة أخرى وله علاقة كذلك بالمرحلة المرضية، إذا كانت مرحلة متقدمة وخصوصا ما إذا انتقل الى الغدد اللمفاوية.

هل يمكن أن نحمي أنفسنا قبل أن نصاب؟

نعم، يمكن أن نحمي أنفسنا، لان السرطان تسببه الكثير من العوامل، مثل التدخين وعوامل أخرى لها علاقة بالأكل، بطريقة العيش كذلك، قلة الحركة وقلة الأنشطة، التلوث، بالإضافة الى عوامل هرمونية. إذا قاومنا وحاربنا بعض هذه العوامل يمكن ان نتجنب الإصابة به، فالحماية هي أهم شيء.

ما هي أهم النصائح للوقاية من مرض السرطان؟

هناك طريقتين للحماية من مرض السرطان

الحماية الأولية: تجنب كل ما يسبب السرطان كما ذكرت سابقا، كما ننصح بشرب الماء الكافي وممارسة الرياضة وتجنب بعض الاغدية التي يمكن أن تسبب سرطان القولون، وتجنب أكل اللحوم الحمراء بكثرة.

اما الحماية الثانية فهي مرتبطة أساسا بالفحص، ننصح بالفحص المبكر لتجنب الإصابة بالسرطان والامر يتعلق بنوعين من السرطان في المغرب، سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم لهذا ننصح النساء بإجراء التحاليل المناسبة للكشف عن السرطان.

وإذا ما أحس المريض بألم في المعدة، يجب أن يتم الفحص للتأكد ما إذا كان هناك مكروب الذي قذ يسبب التهاب مما يؤذي للإصابة بسرطان المعدة فيما بعد.

كيف يتم التعامل مع التعامل مع المصاب بعد التشخيص؟

أولا يتم ابلاغ المريض بإصابته بهذا المرض الخطير مع مراعاة لحالته النفسية، نقوم أولا باختيار مكان هادئ، ونخبره بإصابته.

بعد التشخيص نقوم بعدد من التحاليل والاشعة لمعرفة مرحلة المرض بعدها نقرر طريقة العلاج، بعد موافقة المصاب.

ماذا عن الدعم النفسي؟ كيف يكون العلاج النفسي لمرضى السرطان؟

إذا احتاج المريض للمساندة النفسية نوجهه للمختصين، سواء أطباء مختصين في علم النفس أو أطباء نفسيين الذين يقومون بإعطائه أدوية خاصة في حالة ما أصيب المريض باكتئاب بسب تلقيه خبر اصابته بمرض السرطان.

إضافة هناك الكثير من المتخصصين الذين يساهمون في مساعدة المرضى، مثل المساعدات الاجتماعية والمتطوعين في مؤسسة لالا سلمى التي تقدم مساعدات للمرضى.

ماهي فرصة أن يبقى المصاب على قيد الحياة؟

فرصة أن يبقى المصاب على قيد الحياة تبقى أساسا متعلقة بمرحلة المرض، إذا اكتشف المرض في مرحلة مبكرة فالعلاج يكون من 99 بالمئة الى 100 بالمئة.

أما إذا اكتشف المرض في مراحل متقدمة بعد أن انتشر في الغدد اللمفاوية أو في أعضاء أخرى من الجسم بعيدة عن العضو المصاب، فحينها سيتطلب العلاج وقت وسيمر من مراحل كثيرة ولا يعني العلاج الكامل، لهذا نحن نطلب من الناس أن يقدموا على الفحص المبكر، إذا ظهرت عليهم أعراض تتطلب الاشعة التكميلية أو تحاليل، لأنه إذا تم الكشف عنه في المراحل الأولى يكون العلاج أسهل بكثير أما إذا كان في المرحلة الثالثة أو الرابعة فيكون العلاج صعب ويتطلب الكثير من الوقت والكثير من العلاجات.

وأضافت “ورغم كل هذا، هناك تقدم علمي كبير فيما يخص العلاجات المتاحة لمرضى السرطان، كأدوية مناعتيه التي سمحت بإطالة عمر المرضى المصابين في المراحل المتقدمة من المرض وبفضل هذه الادوية تم علاج العديد من المرضى رغم وصول المرض لمراحله المتقدمة، ولكن يبقى الكشف المبكر هو أساس العلاج الفعال.”

سرطان الثدي تقديم نفس العلاج للنساء في جميع أنحاء العالم

مع الموافقة على الإرشادات الدولية الجديدة ، يمكن لمرضى سرطان الثدي الآن الحصول على أفضل علاج في أي مكان في العالم لنوع السرطان الذي يعانون منه، وهو مايعتبر”ثورة للأطباء و للنساء” ، حيث تشمل المؤشرات العالمية لدليل الممارسة السريرية جميع التطورات الرئيسية في السنوات الأخيرة ، وتقدم صورة شاملة في الإدارة المتقدمة لسرطان الثدي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى