سقوط رجال المال في مزادات الأوطان
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
تزايدت مزادات رجال الأعمال في العالم العربي، وأصبحوا يعرضون بضاعتهم الفاسدة، فهذا يتحدث عن جائحة كورونا وآخر عن بقاء وانهيار الإمبراطوريات، ويأتي من يُجيد الفلسفة للحديث في التاريخ فيزوره، ويهل علينا آخرهم واضعاً الحلول النهائية للقضية الفلسطينية، فالمزادات لم تُغلق بل تتعاظم بسبب القوة المالية لهؤلاء الرجال، القادرين على فتح الأبواب المُغلقة من قنوات فضائية وصحف ومجلات ومواقع إلكترونية، ليحيطوا بالمجتمعات من كل حدب وصوب متمسكين بفكرهم المريض الباحث عن دمار الدول ، والكارثة الكُبرى ان كل منهم يدعي أنه حامل مشعل الحرية وأنه منارة العلم وصاحب الرؤية، فينثرون ترفهم عذراً “قرفهم” الثقافي في مجتمعات تفتقد للحماية من الفكر القاتل بحق الدول ومستقبلها، ويتسلح المترفون بجموع يسيرون ورائهم باحثين عن الفائدة المرحلية كونهم ضائعون بلا أمل، فيصفقون ويهللون ويطبلون لعل الحظ يبتسم لهم ويصبحوا من ندماء رجال المال، الذين يُجيدون فنون الأعمال مهما كان نوعها لزيادة رصيد المال.
فسيطر هؤلاء على القوة الإعلامية بفضل الإعلانات والدعم، لنجد صورهم في شتى المواقع على أنهم مبدعوا الصنائع وأجلاء الطبائع، فهذا صانع الطب وذاك مبدع التعليم والآخر خبير التجارة والصناعة، وفي النهاية نتفاجأ بأن جميع هذه المؤسسات تعاني بل وصلت حد الإنهيار، ورغم ذلك تتسابق المؤسسات الإعلامية للنشر على أمل الإبقاء على العلاقات الطيبة ونهر المال المتدفق، لنجد أن الاعلام يمدح والشعراء يتغنون، ورغم ذلك فإن الاقتصاد في خطر والبطالة تنخر في المجتمع، ليسأل رجل رشيد صاحب فكر سديد، كيف “نهلل” لمن أسقطونا ورفعوا الاسعار علينا؟، كيف “نطبل” لمن أرعبونا بصراخ الاطفال وبكاء النساء جوعاً ومرضاً؟، وكيف “نُسحج” لمن منعوا عنا الفرح وحولوا حياتنا لأتراح متلاحقة من موت بالجوع وشهوة الطعام وارتفاع أسعار العلاج؟، بل كيف نُغني لمن عصروا الوطن عصراً لاستخلاص كل ما فيه من خيرات، ونستغرب حين يطالب بعض المتسلقين على أسوار الأثرياء في مقالاتهم وأحاديثهم من شرفاء الأمة بتقبيل أيادي هؤلاء لأنهم تكرموا على المجتمع ببعض الفتات.؟
وينادي صاحب الفكر السديد متألماً غاضباً، يا رجال المال لا الأعمال، أقولها لكم بصراحة ان كل من “يطبل” لكم أطرش، أصم أذنية عن سماع حقيقتكم حتى يستسيغ المال الذي تهبونه له، وكل من “يُهلل” لكم أخرس لن يتحرك لسانه بسرد حقائقكم، ومن “يُسحج” لكم مقطوع الأيادي بلا سند ولا قوة ويبحث عن “حائط” يستند إليه، وهؤلاء يا رجال المال عزلوا أنفسهم عن المجتمع وعرضوا ما بقي من كرامتهم في سوق النخاسة والعبيد، فيما صمد في وجه إغراءاتكم رجال يعلمون سرائركم، ولا يخطف أبصارهم النور الساطع لذهبكم ولا تلال أموالكم، وسيظلون يصرخون بأن أموالكم عليهم حرام كون البضاعة التي تسعون للسيطرة عليها غالية، ولا يفي حقها جميع كنوز الأرض لأنها وطن غير قابل للإستبدال، ولأنه شعب قل نظيره في العالمين.
عذراً لكم يا تُجار الهُلام، فبضاعتكم فاسدة ولن نسمح لها أن تستحوذ على عقولنا، فغالبيتنا العظمى في الأردن نسمعكم ولا نُصدقكم ونعرف خبايا نفوسكم وما تعلنون، فأنتم وان كثرت أموالكم فهي لكم لتتضخموا أكثر وأكثر مالياً وليس فكرياً كون الفكر والوطنية والقومية لا تُشترى بالمال، وهذه أمور يعجز عن فهمها المؤلفة قلوبهم لغير أوطانهم، وسنكتشف ان أقوالكم تطغى على أفعالكم كما تعلمتم في مباديء العلاقات العامة الخادعة والذي تجيدونه، ولن يرفع من قيمتكم جيش عبدالله بن سلول بما يضم من منافقين يبحثون عن رضاكم قبل رضى الله والوطن، وحتى ان صنعوا منكم آلهة وأوثان يعبدها الجهلاء، كونكم تتناسون أو تجهلون أننا في عصر النور والمعرفة حيث لا تخفى على الناس خافية، فحافظوا على أعمالكم ولا تتدخلوا في أشياء إن تبدوا لكم تسؤكم، كونها تُظهر الحقيقة المُرة لطريق المال ودرب الأعمال، لذا أريحونا من شروركم وفلسفتكم الزائفة واخلعوا أقنعتكم فنحن نرفض تزاوج المال مع السلطة، فيكف سنتقبل أن يكون المال هو السلطة، عذراً ليس لدينا ما تشتهون فنحن أصحاب فكر وأنتم تجهلون.!!
—–
لا أقصد رجل أعمال بشخصه ولا صحفي بذاته ولا كاتب باسمه، وكل من يشك بنفسه فهو أخبر بها مني ..