الأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين
بقلم: رمضان الرواشدة
النشرة الدولية –
يبدو أنني مضطر للكتابة، مرة اخرى، عن هذا الموضوع الذي اكده جلالة الملك عبدالله الثاني عدة مرات على نظرية «تأكيد المؤكد» بعد اللغط الكبير من اقلام وشخصيات من خارج الاردن وتلقفها من بعض المعارضين للتشكيك بالموقف الاردني من القضية الفلسطينية واخرها مقال «مدفوع الأجر» لرجل اعمال في مجلة «الفورين بولسي» الاميركية الذي يدعو فيه لضم السكان الفلسطينيين ويهود المستعمرات وعددهم 450 الفا في الضفة الفلسطينية الى الاردن وتمثيلهم بالبرلمان الاردني واقامة ما يسمى «المملكة الاردنية الفلسطينية الهاشمية».
وهنا افرد بعض الحقائق المهمة حول الموقف الاردني الرافض لحل القضية الفلسطينية على حساب الاردن والشعب الاردني او اي حل لا يفضي الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس:
اولا – اعلن الملك والاردن رفض ما يسمى «صفقة القرن» التي اعلن عنها الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب لانها لا تفضي الى حل عادل للقضية الفلسطينية وطموحات الشعب الفلسطيني باقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس والاقرار بحق العودة للاجئين الفلسطينيين وتمحو مسألة القدس من الوجود والانتقاص ايضا من الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس ناهيك عن اثارها على مستقبل الاردن. وقد رفض الملك والاردن اغراءات مالية كبيرة من ادارة ترامب وبعض الدول العربية، كما تعرض للضغوطات والتهديد بزعزعة امن واستقرار الاردن نتيجة هذا الرفض.
ثانيا–اعلن الملك عبدالله الثاني اكثر من مرة، لاءاته الثلاثة المشهورة وهي: لا للوطن البديل، لا للتوطين، لا للتخلي عن الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس.
ثالثا- اكد الملك اثناء لقائه عددا من المثقفين قبل سنوات رفضه للوطن البديل وقال (هل يعقل ان يكون الاردن وطنا بديلا ونحن جالسون لا نحرك ساكنا، لدينا جيش ومستعدون ان نقاتل من اجل وطننا ومستقبل الاردن، ويجب ان نتحدث بقوة ولا نسمح حتى لمجرد هذه الفكرة ان تبقى في عقول بعضنا)- انتهى الاقتباس.
رابعا – بالنسبة لدعوة السيد كاتب المقال لضم سكان الضفة الفلسطينية للاردن فقد اكد جلالة الملك في مقابلته مع شبكة سي ان ان وردا على سؤال للاعلامي فريد زكريا حول ضم سكان الضفة للاردن بقوله (الاردن هو الاردن، والفلسطينيون لا يريدون ان يكونوا بالاردن، انهم يريدون ارضهم، ورايتهم ليرفعوها فوق بيوتهم، ومنتخبهم الوطني لكرة القدم).
خامسا – يقول الكاتب في مقاله ان نسبة الفلسطينيين في الاردن هي 75% وهذا ترديد لمقولة مستشار نتنياهو دوري غولد وهو ما رفضه بشكل كامل، بما فيه المبالغة بالنسبة، جلالة الملك في حديثه للسي ان ان.
سادسا – يقع الكاتب مرة اخرى بالغلط او يريد تشويه الحقائق بقصد عندما يردد – مرة اخرى – مقولة دوري غولد ان حل الدولتين هو بالاردن ويقول الكاتب ردا على المنتقدين له ان استطلاع مركز «نماء» اكد ان 33% من الاردنيين يؤيدون حل الدولة الواحد اي ضم الضفة للاردن، ويبدو انه – ومن يكتب له – لم يقرأوا الاستطلاع مما دفع الدكتور فارس بريزات الوزير الاسبق وعضو اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية ورئيس مركز «نماء» للرد عليه بقوله ان فكرة الدولة الواحدة التي طرحها الاستطلاع هي بين الفلسطينيين واسرائيل وليس مع الاردن. وهذه فكرة تزايد طرحها بين المثقفين الفلسطينيين، مؤخرا، وتدعو الى دولة اسرائيلية–فلسطينية واحدة ثنائية القومية فيها حقوق متساوية لجميع مواطنيها.
سابعا–اما الحديث عن موضوع وحدة الضفتين عام 1950 والدعوة للعودة اليه فلا بد من التذكير انه عند قيام الوحدة كتب المغفور له الملك عبدالله الاول، طيب الله ثراه، على القرار «ان الضفة الغربية وديعة لدى الاردن الى ان يتم تقرير وضعها في الحل النهائي».
وان اي حديث عن كونفدرالية بين دولة اردنية مستقلة وتملك قرارها السيادي مع سلطة حكم ذاتي محدود لا تملك السيادة على الارض والسماء هو حل مريح لدولة الاحتلال يخلصها من تبعات قرارات الشرعية الدولية باعتباره «قوة محتلة» عليها الرحيل من الاراضي الفلسطينية التي احتلتها ويقدم هذا الطرح خدمة مجانية للعدو الصهيوني.
ثامنا–الاردن بقيادة جلالة الملك متمسك بحل الدولتين وهو ما لقي ترحيبا لدى الرئيس الاميركي جو بايدن خلال لقاء جلالة الملك به في البيت الابيض قبل شهرين وهو ايضا ما اكده الرئيس بايدن باول اتصال هاتفي بعد فوزه مع جلالة الملك.. وهو الحل الذي يضمن اقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس واقرار حق اللاجئين بالعودة الى ديارهم التي هجروا منها.
… وللحديث بقية