شافي العجمي وأبناء الطائفة الأخرى
بقلم: احمد الصراف
النشرة الدولية –
قضت محكمة التمييز بسجن مدرس الشريعة، شافي العجمي، سبع سنوات مع الشغل، وتغريمه 700 ألف دينار، بتهمة شملت شقيقه وهي تمويل الإرهاب وبالأخص جبهة النصرة، في أوج الحرب الأهلية في سوريا.. الشقيقة! كما صادرت المحكمة 686 ألف دينار من أمواله، وهو ما تبقى من التبرعات التي سبق أن جمعها، ورهط من السياسيين ورجال الدين والدعاة، لتمويل العمليات الحربية في سوريا. ويقال ان بداية القضية كانت قبل عام تقريبا عندما اعتقلت السلطات شافي وشقيقه بتهمة جمع تبرعات بصورة غير مشروعة، وتمويل جماعات متطرفة.
كما سبق أن اتهمت واشنطن العجمي في عام 2014 بنفس التهم، وربما كانت وراء اعتقاله عندما فرضت عليه عقوبات إلى جانب اثنين آخرين أحدهما حجاج العجمي، من بين من شاركوا في حملة الكويت الكبرى، التي هدفت لتجهيز 12 ألف غازٍ للمشاركة في الحرب في سوريا، وحددوا مبلغ 700 دينار لتجهيز كل فرد منهم، وهو مبلغ بالكاد يكفي لتغطية تكاليف وصولهم لسوريا، فماذا عن سلاحهم وملابسهم وأكلهم ومصاريف أسرهم أثناء غيابهم؟
من الجمل الشهيرة التي وردت على لسان شافي العجمي حينها، وتصدرت الصحف، وورد نصها في منطوق الحكم عليه، مطالبته «المجاهدين» في سوريا بنحر أبناء طائفة مسلمة محددة، وأن يتركوا له عشرة منهم لكي «يتلذذ» بنحرهم(!!).
ومن منطلق التضامن مع شافي العجمي وقضيته صدر عن رجل الدين الكويتي «عجيل النشمي» تصريح بيّن فيه تعاطفه الشديد مع العجمي ومدحه بقوة، مؤكدا معرفته القوية به، وأنه لم يجد فيه إلا كل علم وخلق وإخلاص وصدق!
للحقيقة والتاريخ، وشهودي على ذلك كُثر، لست منتميا لأي مذهب، وليس في هذا ما يعيب أو يدعو للفخر، فهي قناعات شخصية وستبقى كذلك، ولا علاقة لأحد بها. وبالتالي لست في معرض الدفاع عن هذه الفئة أو تلك، بل لدي كإنسان ومواطن، تساؤلاتي المشروعة:
هل من العقل والحكمة والإنسانية مثلا، أن يطالب، حتى معتوه، وليس «مربي أجيال» بترك عدد من البشر لينحرهم بيده، فقط لأنهم ينتمون لطائفة غير طائفته؟
هل سيؤدي ذلك لأن يغير أبناء تلك الطائفة مذهبهم لآخر؟
هل ستكون تلك بداية فناء تلك الطائفة، وأعدادهم بمئات الملايين؟
هل سينتج عن نحر عشرة أو ألف أو أكثر من طائفة هذا عددها انتصار فريق على آخر؟
هل سيكون الفريق المضاد لهؤلاء بخير بعدها، وسيعم الأرض السلام والمحبة؟ وهل للمحبة والسلام أصلا مكان في قلوب أمثال هؤلاء أو حتى عقولهم؟
ألم يرتوِ هؤلاء من أنهار الدم التي تسببوا في إسالتها في بيوتهم وبين أهاليهم وأوطانهم؟ ألم تشبع عيونهم من رؤية كل هذه المذابح، وكل هذا الدمار، وما تسببوا به من تخلف حضاري واقتصادي وثقافي وإنساني، سهل على الغير التحكم بنا واستغلالنا؟
ما الذي يمكن أن يجنيه هؤلاء من بث الفرقة بين مكونات الأمة، وزرع كل هذا الحقد والبغضاء في نفوس الجهلة؟
أمر محير حقا، ويبدو أننا سنموت قبل معرفة الإجابة عن أسئلتنا!!