تسريبات فيسبوك.. انقسام داخلي بسبب موقع “بريتبارت” المحافظ
النشرة الدولية –
الحرة –
كشفت تسريبات وثائق داخلية حصلت عليها صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الخدمة الإخبارية بموقع فيسبوك، لا تطبق اللوائح الخاصة بمنع نشر الأخبار المضللة أو التي تحض على الكراهية والعنصرية بحق محتوى موقع “بريتبارت” المحافظة.
وذكرت الصحيفة أن الموقع لعب دورا هاما في إيصال الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض في العام 2016.
وأظهرت الوثائق أن عدم تطبيق القواعد على ذلك الموقع وغيره من المنافذ الإخبارية المحافظة يعود إلى الخوف من ردود الفعل السلبية، ولحرص إدارة فيسبوك على عدم الظهور بمظهر “المتحيز” لأطراف معينة.
وبحسب الوثائق المسربة، فإن موظفي “فيسبوك” تحدثوا بشكل خاص عن موقع “بريتبارت”، منتقدين عرض محتوياته في “النافذة الإخبارية” لعملاق منصات التواصل الاجتماعي، وبالتالي مساعدة تلك الشبكة الإخبارية في الحصول على المزيد من الإعلانات والموارد المادية.
ويقول بعض الموظفين في الخدمة الإخبارية أن فيسبوك قد منح معاملة خاصة لبريتبارت وناشرين محافظين آخرين، مما ساعدهم على تجنب العقوبات جراء نشر معلومات مضللة أو خطاب يحض على الكراهية، بحسب الصحيفة الأميركية.
ووفقًا لبيانات من شركة الأبحاث “News Whip” فإن المواقع اليمينية تعد دائمًا من بين أفضل الناشرين أداءً على المنصة من حيث المشاركة بين المستخدمين، وهذا يشكل محور انتقاد لمهاجمي فيسبوك، الذين يقولون إن الخوارزميات “تكافئ المحتوى اليميني المتطرف” على حد تعبيرهم.
وفي المقابل، تؤكد شركة فيسبوك أنها تفرض القواعد واللوائح المعمول بها على قدم المساواة، وفي هذا الصدد يقول المتحدث باسم فيسبوك، آندي ستون: “نجري تغييرات لتقليل المحتوى الإشكالي أو منخفض الجودة لتحسين تجارب المستدخمين على المنصة، وليس بسبب وجهة النظر السياسية لهذا لمنصة الإخبارية أو تلك”.
وتابع: “عندما يتعلق الأمر بالتغييرات التي ستؤثر على الصفحات العامة مثل المواقع الإخبارية، فإننا بالطبع نحلل تأثير التغيير المقترح قبل إجرائه”.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، مارك زوكربيرغ، قد رد على سؤال حول إدراج موقع “بريتبارت” ضمن المواقع المتضمنة في الخدمة الإخبارية، قائلا: ” الهدف من ذلك هو أن يكون في النافذة مجموعة متنوعة من وجهات النظر”.
وفي مذكرة وداع لزملائه في أواخر العام 2020، قال موظف بفريق النزاهة في فيسبوك، والذي يسعى إلى التخفيف من السلوك السلبي على المنصة، إن “بريتبارت” يقوض جهود الشركة لـ”مكافحة خطاب الكراهية”.
وأشارت الوثائق إلى أن مقتل المواطن الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد، قبل بضعة أشهر من الانتخابات الرئاسية الأميركية قد أدى إلى تأجيج التوترات السياسية في جميع أنحاء البلاد في العام 2020.
وفي هذا السياق، كتب أحد الموظفين خلال المحادثات الداخلية بشأن “العدالة العرقية” في الولايات المتحدة: “أستطيع أن أفهم ضرورة عدم الاكتفاء بنشر محتويات لمؤسسات الإخبارية الواقعية التقدمية وأنه يجب نشر محتوى المنافذ الإخبارية ذات الميول المحافظة.. ولكن يجب أن يجري ذلك بدون تضمين تقارير وأخبار موقع بريتبارت”.
لكن، بحسب الوثائق، كتب أحد كبار الباحثين أنه سيكون من الصعب إزالة محتوى ذلك الموقع. وقال إنه إذا أزالت الشركة مواد المنافذ التي انخفضت درجات جودتها والثقة بها، فإن موقع “بريتبارت” سوف يكون من ضمن تلك الشبكات، مضيفا: “ولكن هل سوف يتم تطبيق نفس الأمر على منافذ أخرى، فأنا استطيع أن أخبركم أننا رأينا انخفاضا في الثقة بشأن شبكة (سي إن إن) منذ عامين، فهل نحن قادرون على تطبيق نفس القواعد على الجميع؟”.
وشدد ذلك الباحث على أن “بريتبارت” قد تضرر بالفعل من التغييرات التي طرأت على خوارزميات فيسبوك، التي أصبحت تعطي الأفضلية للمحتويات التي تعتبر جديرة بالثقة.
كانت دراسة أجراها باحثو فيسبوك في أغسطس من العام 2019 قد وجدت أن “بريتبارت” أقل مصدر إخباري موثوق به، من بين العشرات من المصادر التي كان يتصفحها الناس في أنحاء الولايات المتحدة وبريطانيا.
ولكن متحدثة باسم “بريتبارت” أكدت أن محتوى شبكتها كان أكثر دقة بكثير وأكثر شيوعًا لدى مستخدمي فيسبوك من منافسيها من وسائل الإعلام الإخبارية المعروفة والتي تدفع مقابل الترويج لموادها.