هذا هو المطلوب في قمة الهدف الواحد
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
هدف واحد يسعى الجميع لرفعته، هدف واحد يستشهد الأبطال لحمايته والذود عن حياضه وحريته، هدف واحد يهدف العقلاء لرقية وسؤدده ومنعته، هدف واحد يجمع الجميع على محبته وأمانه، هدف واحد لا تفرقة “جلدة” منفوخة تتقاذفها الأقدام ذات القمصان الملونة، هدف واحد يعلو فوق الهامات وفوق الانتصارات الزائفة والبطولات الزائلة، هدف واحد لا يمكن أن يكون هدفين أو ثلاثة، إنه الأردن الوطن والأم والحاضنة الآمنة والذي يجمع ولا يُفرق بين أبنائه.
نعم هو الوطن، أهم من لقاء بين الفيصلي والوحدات، وأهم من نيل الألقاب ومن حديث الإدارات ومن كذب المحللين، وأهم من عبث أطفال “الديجتال” الذين لم يرتقي فكرهم لفكر الرجال أصحاب القيم والمباديء، هو الوطن الثابت والباقي أعظم من لقب يتغير في كل موسم، ومن فريق يمثل لعبة ومن ألوان فقدت قيمتها، كون اللون الثابت هو علم الأردن ليبقى شامخاً يرفرق في سماء الوطن.
هو الوطن الذي لأجله يجب أن يتغير شكل لقاء القمة، ليكون الهدف النجاة بالوطن من عبث الجهلاء ومن غرور الباحثين عن المجد الهزلي، هو الوطن الذي يوجب على المنظمين أن يسيطروا على حدة اللقاء بعقلانية، بتوجيه الأنظار صوب حياة المواطنين وأمانهم وسلامة اللاعبين، وهناك طرق عديدة توجب على إدارات الناديين والمنظمين التعامل معها بذكاء، وهي ليست معجزة ولا تحتاج لسحرة فرعون، لكن يا ليت قومي يعلمون.
واستغرب ماذا يحصل لو بقي لقاء القطبين في مدينة الملك عبدالله الثاني بن الحسين بدلاً من نقله لمدينة اربد، وتم تزينها بصور جلالة الملك وأعلام الأردن؟، وماذا يحدث لو تواجدت موسيقى القوات المسلحة تعزف ألحانها الوطنية الشجية قبل اللقاء وبين الشوطين؟، وماذا يحدث لو دخل لاعبو الفريقين سويا إلى أرض الملعب كل لاعب وراءه لاعب من الفريق الآخر ويتبادل قائدا الفريقان شارتي القيادة امام الجماهير؟، وماذا سيحدث لو وقف رئيسي الناديين في وسط الملعب وارتدى كل منهما قميص الفريق الآخر وتبادلا العناق والتحية مع الجمهور؟، وماذا يحصل لو حضر اللقاء وزير الشباب ولجنة الرياضة في مجلس النواب وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد؟، وماذا سيكون رد الفعل حين تهتف الجماهير للوطن والملك بدلاً من تبادل الشتائم؟، وماذا يحدث لو جلس أعضاء الإدارتين جنباً إلى جنب.؟
ما يحدث وقتها ان الجمهور سيدرك بأن إدارات الأندية ولاعبيها يتحدون في حب الوطن والخوف عليه من الغوغاء، وان المباراة لا تتعدى وقتها المحدد وأنها تنتهي بصافرة الحكم، ويعود الجميع إلى بيوتهم ليجلسوا مع عائلاتهم بأمان، وأن ما يحصل هو مجرد لقاء كروي ينتهي بالفوز أو التعادل ونيل أحدهما لقب الدوري ولا قيمة له أكثر من ذلك، وعندها لن يجد أطفال “الديجتال” ما يتحدثون عنه غير الصورة الإيجابية للفكر والفعل الأردني، وعندها يظفر الوطن بلقب كأس القلوب وهذا هو المطلوب.