بين نسيم الجبل ونسيم الوادي
بقلم: نقولا ابو فيصل

النشرة الدولية –

بحث نقولا ابو فيصل

يبدو إنه من الصعب جدًا التنبؤ بالظواهر الطبيعية والأصعب من ذلك هو منع المتغييرات التي تجلبها هذه الظواهر على الناس والبيئةً إيجابًا أو سلبياً والتي بمعظمها ذات تأثيرات مؤقتة أو دائمة وتشمل الظواهر الطبيعية مثل الضباب والرعد والعواصف والأعاصير والمد والجزر والأمواج والتآكل والكسوف والخسوف والكوارث الطبيعية مثل البراكين والزلازل، اما ظاهرة نسيم الجبل ونسيم الوادي فإنها تَنتج الرياح المحلية أو الرياح الإقليمية وتتكون بسبب إختلاف معدلات السخونة السطحية وتفاوت الضغط الجوي،

أو التغيرات في التضاريس وشكل وارتفاع سطح الأرض، وبغض النظر عن سببها، فإنّ للرياح المحلية خصائصها والعديد من الأسماء المثيرة للاهتمام.

يتشكل نسيم الجبل بمجرد أن تغرب الشمس حيث يبدأ سطح الجبل في فقدان حرارته وصعودها إلى الغلاف الجوي عن طريق التبريد الإشعاعي، وهو حركة الحرارة من الأرض إلى الأعلى، مما يؤدي إلى انخفاض حرارة طبقة الهواء الملامسة لسطح الجبل، وهذا بدورهِ يدفع الهواء السطحي البارد الكثيف إلى أسفل الجبل ليحل محل الهواء الساخن في الوادي في عملية تبديلية تُسمى نسيم الجبل أو ما يُعرف برياح الصرف أو رياح الجاذبية، وعادةً ما تكون الرياح الناتجة عن نسيم الجبل أقوى من الرياح الناتجة عن نسيم الوادي، كما تُعدّ كل منهما عملية معاكسة للأخرى

ويتشكل نسيم الوادي خلال النهار بعد وقت قصير من شروق الشمس، وذلك بتعرض الهواء الأقرب لسطح الجبال إلى أشعة الشمس، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارته وانخفاض كثافته مقارنةً بالهواء المحيط، وهذا بدورهِ يُفسح المجال أمام هواء الوادي للتدفق لأعلى محدثًا ما يُسمى نسيم الوادي وتحدث هذه الظاهرة في أغلب الأحيان خلال الأيام الصافية المشمسة ، ونظرًا لأنّ المنحدرات المواجهة للشرق هي أول المنحدرات التي ينتهي بها المطاف في الظل، فإنّ نسيم الوادي هناك يتوقف عمومًا في وقت متأخر بعد الظهر، ونورد أنواع أخرى من النسائم أو الرياح المحلية مثل ظاهرة نسيم البحر ونسيم البر التي تنتج أيضًا بسبب الاختلافات في درجة الحرارة وضغط الهواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى