مجلس الأمن الدولي والرئيس الأمريكي يطالبان بإعادة سلطة الحكومة الانتقالية في السودان

طالب الرئيس الأميركي، جو بايدن،  القيادة العسكرية السودانية بإعادة سلطة الحكومة الانتقالية ومنح المواطنين السودانيين حق التظاهر سلميا.
وقال بايدن، في بيان نشره الخميس: “أجمع قادة ومنظمات من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون الإسلامي والبنك الدولي على إدانة الانقلاب العسكري في السودان والعنف ضد المتظاهرين السلميين”.

وتابع: “اليوم، أضاف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة صوته إلى هذه الجوقة الدولية. اليوم رسالتنا المشتركة إلى السلطات العسكرية السودانية ساحقة وواضحة: يجب السماح للشعب السوداني بالاحتجاج سلميا ومن الضروري إعادة الحكومة الانتقالية التي يقودها المدنيون”.

وأردف: “أحث القادة العسكريين في السودان على الإفراج فورا عن المعتقلين وإعادة مؤسسات الحكومة الانتقالية بالتوافق مع الإعلان الدستوري الصادر عام 2019 واتفاقية جوبا للسلام المبرمة عام 2020”.

واعتبر الرئيس الأميركي أن “الأحداث التي وقعت في الأيام الأخيرة في السودان تمثل انتكاسة خطيرة”، لكنه شدد على أن الولايات المتحدة ستواصل الوقوف مع الشعب السوداني ونضاله السلمي لتطوير أهداف الثورة السودانية”.

وبالتزامن، دعا أعضاء مجلس الأمن الدولي، بعودة الحكومة المدنية في السودان التي أطاح بها العسكريون مطلع الأسبوع الجاري.

وفي بيان أصدره أعضاء مجلس الأمن الدولي، الخميس، عبروا عن قلقهم البالغ إزاء “الاستيلاء العسكري على السلطة” في السودان، في 25 تشرين الأول/ أكتوبر، وتعليق بعض المؤسسات الانتقالية، وإعلان حالة الطوارئ، واحتجاز رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، فضلا عن أعضاء مدنيين آخرين في الحكومة الانتقالية.

وطالب أعضاء المجلس، في بيان صادر صباح اليوم الخميس، بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين لدى السلطات العسكرية. وفي هذا الصدد، أحاط الأعضاء علما بما تردد عن عودة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك إلى مقر إقامته.

كما دعا الأعضاء جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن استخدام العنف، وشددوا على أهمية الاحترام الكامل لحقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير.

ودعا أعضاء مجلس الأمن السلطات العسكرية السودانية إلى استعادة الحكومة الانتقالية بقيادة مدنية، على أساس الوثيقة الدستورية وغيرها من الوثائق التأسيسية للمرحلة الانتقالية.

وحثوا جميع أصحاب المصلحة على الانخراط في حوار، دون شروط مسبقة، من أجل تمكين التنفيذ الكامل للوثيقة الدستورية واتفاق جوبا للسلام، والذي يدعم التحول الديمقراطي في السودان.

وأعرب أعضاء مجلس الأمن عن تضامنهم مع الشعب السوداني، مؤكدين استعدادهم لدعم الجهود المبذولة لتحقيق التحول الديمقراطي في السودان، بما يحقق آمال وتطلعات الشعب السوداني في مستقبل شامل وسلمي ومستقر وديمقراطي ومزدهر.

وأكد أعضاء مجلس الأمن أن أي محاولة لتقويض عملية التحول الديمقراطي في السودان تعرض أمنه واستقراره وتنميته للخطر. وجددوا تأكيد التزامهم القوي بسيادة السودان واستقلاله وسلامته الإقليمية ووحدته الوطنية.

وأعرب الأعضاء في بيانهم عن دعمهم القوي للجهود الإقليمية ودون الإقليمية، بما في ذلك الجهود التي تبذلها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، وشددوا على أهمية استمرار انخراطهم مع السودان.

وفي هذا الصدد، أحاط أعضاء مجلس الأمن علما ببيان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي الصادر في 26 تشرين الأول/أكتوبر 2021.

وجدد الأعضاء دعمهم الكامل لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة الانتقالية في السودان(يونيتامس) في تنفيذ ولايتها، معربين عن عزمهم الاستمرار في مراقبة الوضع في السودان عن كثب.

وكان ممثل الأمين العام الخاص إلى السودان، فولكر بيرتس، قد التقى يوم أمس الأربعاء مع الجنرال عبد الفتاح البرهان، كما حظي بفرصة لقاء رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، في حبسه المنزلي.

وشدد على أهمية العودة إلى العملية الانتقالية، كما نصت عليها الوثيقة الدستورية، والإفراج الفوري عن جميع من تم احتجازهم تعسفيا.

وأعلن، قائد الجيش والمجلس العسكري في السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الاثنين، حل مجلس السيادة والحكومة وفرض حال الطوارئ في البلاد، بعدما أوقف الجيش معظم الوزراء والمسؤولين المدنيين في السلطة، فيما تتصاعد الضغوط الدولية من أجل عودة المدنيين الى السلطة.

وحاول الجيش استيعاب الانتقاد الدولي عبر إعادة رئيس الوزراء المقال، عبد الله حمدوك، الذي كان بين الموقوفين، الى منزله، بعد تشديد دول غربية والأمم المتحدة على ضرورة الإفراج عنه.

لكن مكتبه قال إنه لا يزال “تحت حراسة مشددة”، مشيرا الى أن “عددا من الوزراء والقادة السياسيين لا يزالون قيد الاعتقال في أماكن مجهولة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى