الصهاينة متأكدون.. نهايتهم قبل نهايتنا فأوقفوا زحفكم للتطبيع
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
يُدركون الحقيقة ويعلمون أنهم ارتكبوا الخطأ الأعظم في مسيرتهم الذليلة في هذه الحياة، لذا سيزولون مبكراً وقبل العديد من الشعوب التي احتلوا أراضيها وحكموا شعوبها بالحديد والنار، يعلمون علم اليقين بأن ظهور احتلالهم الأخير في العالم كآخر معاقل للقهر والتعذيب سيكون مقدمة لأعلان الحرية للبشرية جمعاء، فهم سطر في كتاب انتهى الكاتب من تأليفه، والغريب أنهم لم يلتفتوا لبقية الكلمات في معاجم الحياة، التي تنذر بنهايتهم كما بشر بها العديد من الاستشرافيين القادرين على رؤية المستقبل ومنهم ياكوف مرشي شاريت، فهذا لا يعيش على هامش الحياة بل ولد في بيت سياسي فوالده مرشي كان أول وزير لخارجية الكيان الصهيوني وثاني رئيس للوزراء، وكان رئيس القسم السياسي بالوكالة اليهودية، وقال الإبن بعد أن عايش مراحل بناء الكيان مع والده” ان الدولة والمشروع الصهيوني ولدا بخطيئة، وهذه الخطيئة تُلاحقنا وستظل تُلاحقنا وتخيم فوقنا، ونحن نبررها وأصبحت خوفاً وجودياً يعبر عن نفسه بشتى الطرق، هناك عاصفة تحت سطح المياة”.
هذه ليست كلمات محدودة أو حروف بلا قيمة رغم قلة عددها، لكنها واقع حال يُكتب على الأرض، ويهدد الجاثمين على ركبهم والحابين على بطونهم وجباههم صوب تل الربيع المحتلة، معتقدين أنها المكان الآمن والملاذ المأمول للباحثين عن الخلود، غير مدركين لجهلهم وقلة حيلتهم أنها الطريق الأسرع للموت والإنزلاق صوب النهاية المحتومة، وبما ان المنبطحين يؤمنون بالنظرية اليهودية أكثر من الرؤيا الاسلامية كونهم كاليهود يبحثون عن حياة وأي حياة، فعليهم متابعة حاخامات الصهاينة وهم يرددون “الخطيئة الكبرى قيام الدولة كونها بداية الزوال”، مما يُشير إلى أن أبطال التطبيع يُراهنون على صهيوني ميت متناسين الفلسطيني الحي، الفلسطيني الذي سيظل واقفاً كالجبال الشامخات مطرزاً بالزيتون الأخضر والدحنون الأحمر معطراً بالياسمين والقرنفل، راسماً أجمل اللوحات وصانعاً أروع البطولات، ليكون قرارهم الخاطيء سبباً في تعاسة شعوبهم كون القراد الصهيوني سيمتص دمائهم حتى القطرة الأخيرة.
لقد ثبت بالوجه القطعي أن الصهاينة ليسوا بأذكى من العرب، لكنهم يعرفون كيف يتلاعبون بالكلمات ويعبثون بأحلام التائهين المرعوبين والذين يحسبون كل صرخة عليهم، فيصنعون المجد اللحظي الزائل على أكتاف الجبناء من الصامتين، فيما ترتعد وترتجف فرائصهم من المناضلين الذين اتخذوا من السلاح وسيلة للحوار معهم، وهي لغة لا يُجيدها الباحثون عن حياة هامشية حتى لو كانت بمرتبة عبد أو جاسوس وحتى خائن، كون حياة العز ثمنها غال ونفيس فيما حياة الذل تضمن المزيد من أيام الضياع للجبناء، وهؤلاء الزائفون الزائلون لا يدركون ما ندركه وما يدركه الصهاينة، بأن نهايتهم ستكون قبل نهاية أهل فلسطين الذين سيرثون الأرض لكن بعض الجهلاء لا يعلمون، وربما يرفضون أن يشاهدوا الصورة المستقبلية الكبرى بأن الصهيونية ستنتهي وستختفي ما دام هناك طفل فلسطيني يحمل حجرا، وشيخ كبير يحمل في قلبه أملا وأم لشهداء تتمسك بحلما، فهذا شعب سيبقى فيما لصوص الأوطان والتاريخ سيختفون.
- – – – – – –
القراد : اسم شائع لكائنات مفصلية الأرجل صغيرة الحجم تعود لصنف العنكبيات ولها ثمانية أرجل.
الفرائص: لحمة بين الكتف والصدر ترتعد عن الفزع وهما فريصتان.