تركيا.. أردوغان!!
بقلم: صالح القلاب

النشرة الدولية –

حتى رغم إنحياز نظام بشار الأسد للتحالف الإيراني والمذهبي والطائفي.. فإنّه لا يمكن أنْ يقبل أيُّ عربيٍ تسري في شرايينه وقلبه الدماء العربية أنْ تتدخّل تركيا رجب طيب أردوغان كلَّ هذا التدخّل الإحتلالي في سوريا، التي سنبقى نصفها بأنها “قلب العروبة النابض” حتى بعد ما وصلت إلى ما وصلت إليه بعد إنقلاب حافظ الأسد على من كانوا يعتبرون رفاقه في حركة الثالث والعشرين من “فبراير” شباط عام 1963. وحقيقةً بعدما أصبحت “مسرحاً” للإنقلابات العسكرية التي كانت قد تلاحقت قبل وبعد أنْ أصبحت جزءاً من الجمهورية العربية المتحدة..ولو لفترةٍ قصيرةٍ ومحدودة.

إنّ هذا: “الرجب طيّب أردوغان” بات يتصرّف وبخاصةٍ تجاه سوريا على أنه أحد سلاطين الدولة العثمانية في ذروة “تألّقها” وإنّ قواته باتت تحتل، على اعتبار انه أمير مؤمنين هذا العصر، معظم محافظات حلب السورية، أيّ الرقة والحسكة وعفرين وتل أبيض ورأس العين والباب وأعزاز وداتب ومناطق شمالي سوريا كلها التي تُشكل ما مساحتها 8835 كيلو مترا مربعاً وتضمُّ ألف بلدةٍ من بينها هذه الآنفة الذكر.

وحقيقةَ أنّ سوريا دولةٌ محتلةٌ وأنّ هذا الإحتلال، بعد هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل وألحقتها بإحتلالها لكلِّ ما احتلته من فلسطين التاريخية، بات يشمل ريف حلب الشمالي كله وبعض المدن السورية الرئيسية في مناطق اللاذقية على البحر الأبيض المتوسط ومما يعني أنّ القوات التركية باتت قوات محتلةً في سوريا وأنّ نظام رجب طيب أردوغان بات يسعى إلى ضمِّ العديد من مناطق وبعض مدن اللاذقية الرئيسية إلى إمبراطوريته وعلى اعتبار أنه وريث الدولة العثمانية.

وهنا فإن ما بات واضحاً، لا بل ومؤكداً، إنّ رجب طيب أردوغان بات يتصرف على أنه أمير مؤمني الدولة العثمانية وإلّا ما معنى أنْ يعتبر شرقي البحر الأبيض المتوسط وفي إطاره جزيرة قبرص كلها جزءاً من “إمبراطوريته” هذه؟! وإنه لم يكتفِ بالجزء الذي وضع يده عليه في إفريقيا لا بل أنه بات يسعى جدياً للتمدّد في القارة الإفريقية كلها وأنّ تركيا حسب بعض التقديرات باتت علاقاتها بالدول الإفريقية تشهد تقدماً مذهلاً وأنّ عدد سفاراتها في دول هذه القارة وصل إلى ثلاث وأربعين سفارة وأنها باتت تمتلك ،كما يقال، واحدةً من أكثر الشبكات الدبلوماسية تعقيدا وتركيزاً في دول القارة السمراء.

وعليه وفي النهاية فإنه في الحقيقة يسعد العرب كلهم، وفي مقدمتهم الأشقاء السوريون، أنْ تكون هناك دولة إسلامية أيّ هذه الدولة التركية رديفة للدول العربية وعلى أساس أنْ لا تكون لها تطلعات رجب طيب أردوغان “الإمبراطورية” والذي من الواضح إنه إنْ لم يقمْ بإنقلابٍ عسكريٍ دمويٍ ويصبح أكثر “ديكتاتورية” على ما هو عليه الآن فإنه سينضمُّ إلى رؤساء تركيا السابقين الذين على رأسهم مصطفى كمال (أتاتورك)!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى