ما الذي ينتظره العالم من قمة المناخ في غلاسكو؟

النشرة الدولية –

الطريق بالقطار الكهربائي السريع إلى مدينة غلاسكو في اسكتلندا من لندن مليئة بمناظر التلال الخضراء الخلابة، يكتسيها سحر خاص مع هطول الأمطار.

في أماكن أخرى حول العالم، الصورة أقل جمالا لا بل صادمة .. جفاف وسهول شبه جرداء وصحاري متمددة وبلدات تغمرها مياه الفيضانات بسبب الاضطرابات الجوية القاسية.

والسبب في ذلك، كما بتنا نعرف وكما أكده العلماء، هو الغازات الدفيئة التي تتسبب بالاحتباس الحراري والذي بدوره يجعل دورات الطقس تتطرف أكثر فأكثر.

يسأل الجميع: هل يمكن لنا وقف ذلك؟

الجواب العلمي الصريح: يمكن فقط إبطاء وتيرة الاحتباس الحراري وليس وقفه تماما، وبالتالي تأخير حجم الضرر وتقليصه حتى نهاية القرن الحالي على أمل أن نتمكن من التعايش كجنس بشري مع المتغيرات التي تسببنا نحن بها.

وحذر تقرير أممي صادر منذ أيام من فشل الدول في إبقاء زيادة درجة الحرارة العالمية أقل من 1.5 درجة مئوية هذا القرن

الحل يكمن في تصفير الانبعاثات الغازية خلال العقود الثلاثة المقبلة والإبقاء على ارتفاع معدل حرارة كوكب الأرض بنسبة لا تتخطى درجة ونصف مئوية، واتخاذ قرارات جريئة وشجاعة والالتزام بتنفيذها حرفيا.

منذ انعقاد قمة الأرض في ريو دي جانيرو عام 1992، اتخذت معظم دول العالم وبدرجات متفاوتة قرارات للتعامل مع هذه المشكلة التي أصبحت مستعصية غير أن الالتزام بهذه القرارات تعثر، وبقي أحيانا مجرد حبر على ورق لأن تنفيذ هذه القرارات بات مكلفا اقتصاديا ولا سيما بالنسبة للدول الصناعية، الملوث الأساسي لكوكبنا، والجميع يعرف أن لكل قائد دولة حسابات خاصة داخلية وخارجية.

ماذا الآن؟

على قادة أكثر من مائتي دولة يجتمعون هنا في غلاسكو على مدى ثلاثة عشر يوما، الاختيار بين الرفاهية الاقتصادية ورغد العيش لدولهم، ورفاهية نسبية لدول أخرى أو تغيير جذري لنمط الاستهلاك في مجال الطاقة وموارد الأرض.

القرارات الشجاعة التي يفترض أن تنفذ تدريجيا خلال العقود المقبلة تتطلب:

– خفض نسبة انبعاث غازات ثاني أكسيد الكربون والميثان وغيرها.

– الابتعاد التدريجي لكن بشكل نهائي عن الوقود الأحفوري كمصدر للطاقة والتحول للطاقة المتجددة.

– كل السيارات والعربات يفترض أن تعمل بالطاقة الكهربائية مع حلول عام 2050.

– حماية الغابات وتشجير المساحات الجرداء والهدف هو تصفير انبعاثات الكربون.

العقبات أمام تنفيذ كل ذلك هي اقتصادية محضة، وعلى مجموعات المفاوضين ثم قادة الدول في مرحلة لاحقة الالتزام بشكل واضح في قمة غلاسكو والاتفاق على آلية لمراقبة هذه الالتزامات، وهذا هو الاختبار الحقيقي لجدية هؤلاء.

13 يوما في غلاسكو ستكون مفصلية لنا جميعا، فكيف سيقوم المعنيون بالتفاوض؟ وما مدى الالتزامات واضحة المعالم؟ وما حجم التعهدات المالية التي ستقدمها الدول الغنية للدول الفقيرة؟ وأيضا ماذا عن دور الأمم المتحدة والمجتمع المدني؟

أسئلة وغيرها تنتظر إجابات خلال الأسبوعين المقبلين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى