هل تخسر أميركا حرباً ضد الصين بسبب تايوان؟

النشرة الدولية –

قالت مجلة “ناشونال إنترست” الأميركية إن عصر التفوق العسكري للولايات المتحدة قد ولّى متسائلة إن كان هذا المعطى سيرجّح فرضية خسارة أميركا أي حرب محتملة في المستقبل ضد الصين بسبب جزيرة تايوان.

وذكرت المجلة -في تقرير لغراهام أليسون الكاتب والأكاديمي الأميركي بجامعة هارفارد- أن نائبة وزير الدفاع الحالية كاثلين هيكس وزملاءها أعضاء “لجنة مراجعة إستراتيجية الدفاع الوطني” حينما فحصوا هذا السؤال عام 2018 خلصوا إلى أن أميركا “ربما” تخسر أي حرب من هذا النوع.

كذلك، أوضح هؤلاء أن الولايات المتحدة “قد تكافح من أجل الانتصار، أو ربما تخسر حربا ضد الصين” إذا شنّت بكين هجوما عسكريا على تايوان ردا على أي تحرك استفزازي من جانب هذه الجزيرة القريبة من برها الرئيسي قرب كوبا من الولايات المتحدة، وقد تنجح فعليا في السيطرة عليها قبل أن يستطيع الجيش الأميركي تحريك ما يكفي من أصول عسكرية نحو المنطقة.

وأعلن النائب السابق لرئيس هيئة الأركان المشتركة الأدميرال جيمس وينفيلد، والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه” (CIA) مايكل موريل العام الماضي أن الصين لديها القدرة على فرض أمر واقع في تايوان حتى قبل أن تتمكن واشنطن من تحديد كيفية الرد على أي تصعيد محتمل.

وكان نائب وزير الدفاع السابق بوب وورك، الذي خدم تحت إمرة 3 وزراء دفاع قبل تقاعده عام 2017، أكثر وضوحا بشأن هذه المسألة إذ أعلن صراحة أنه “في أكثر السيناريوهات الواقعية التي تمكن البنتاغون من وضعها لمحاكاة حرب محتملة على تايوان، كانت النتيجة 18 مقابل صفر، والـ18 لم تكن للفريق الأميركي”.

وقالت المجلة إن هذه الحصة قد تكون صادمة للأميركيين الذين يتذكرون أزمة مضيق تايوان بين عامي 1995 و1996 حينما أجرت الصين ما أسمتها حينئذ “تجارب صاروخية” على مقربة من تايوان، فنشرت واشنطن مستعرضة تفوقها العسكري حاملتي طائرات في المياه المجاورة للجزيرة مما أجبر الصين على التراجع. واليوم، لا يوجد هذا الخيار حتى في قائمة الردود المحتملة التي قد يقدمها رئيس الأركان للرئيس جو بايدن.

وتؤكد ناشونال إنترست أن السبب هو انتهاء التفوق العسكري الأميركي كما عكس ذلك بوضوح وزير الدفاع السابق جيم ماتيس في إستراتيجيته للدفاع الوطني عام 2018، حين قال إن “الولايات المتحدة تمتعت على مدى عقود بتفوق لا جدال فيه في كل المجالات العملياتية. كان بإمكاننا عموما نشر قواتنا حينما نشاء وتجميعها حيثما نشاء والعمل بالطريقة التي نشاء. لكن اليوم باتت كل المجالات محل نزاع، الجو والبر والبحر والفضاء والفضاء الإلكتروني”.

بيد أنه في الحالة التايوانية تحديداً -تضيف المجلة- هناك العديد من الأشياء التي يمكن أن تفعلها تايبيه لجعل نفسها هدفا أكثر صعوبة للصين، بما في ذلك نشر حاجز وقائي من الألغام الذكية على طول سواحلها، كما يمكن للجيش الأميركي نشر العديد من الأنظمة غير المتماثلة لزيادة تكلفة ومخاطر أي هجوم عسكري صيني محتمل.

وهناك مبادرات عديدة على المدى البعيد أكثر تأثيرا تستطيع واشنطن -حسب المجلة- تسخيرها بالتوازي مع أدوات القوة الأميركية الأخرى (الدبلوماسية والمعلوماتية والعسكرية والاقتصادية)، من شأنها أن تجعل القادة الصينيين قلقين من أن تكون تكاليف ومخاطر أي هجوم على تايوان أكبر بكثير من فوائده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى