مغامرة حكومية أو مقامرة!
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

يتساءل البعض عن صمت الشعب الأردني على تنمر حكومته عليه، وهل هو ضعف واستكانة أم أن أحوالهم رغدة أو أن ما يجري لا يهمهم، فالأزمات تتفاقم والصعوبات تتجاوز حد المعقول ورغم ذلك فالشعب صامد يدافع عن وطنه، لتظهر الحقيقة جلية واضحة كالشمس في كبد السماء بأن الأردنيين النشامى يخافون على الوطن ويرفضون ان يمر الاردن بالتجارب السورية واليمنية والليبية، وهذا دليل على النضج الفكري والوطني لدى المواطنين، وأنهم سبقوا العديد من الشعوب في الإحتمال لأجل المصلحة العليا الوطنية، وليس مصلحة الأفراد الذين يشكلون مجموع السلطات، لنشهد بأن الفوارق كبيرة بين شعوب ناضجة وسلطات تنفيذية تشريعية هاوية تبحث عن مكاسبها.

فالحكومة وبقوة تشريعات مجلس النواب المُعين بالإنتخابات الصورية، ومجلس الأعيان المختار حسب تركيبة معينة تُحكمُ قبضتها على القرار، وتفعل ما تريد دون أن نشعر بأن مجلس الأمة يمثل الأمة بقدر تمثيله للحكومة، لتزيد الحكومة من ضغطها على الشعب لاستخراج آخر كريات الدم من دمه، بقرارات متنوعة تركز جميعها على جعل حياة المواطن أسوء، لكنها لن تكون أسوء من الفتنة الداخلية التي يتجنبها الشعب والأجهزة الأمنية والقوات المسلحة، وهؤلاء جميعاً يتحملون على كاهلهم عبء القرار الإقتصادي الحكومي، ويعملون للإبقاء على الأردن وطناً للأمن والأمان في وقت تغامر الحكومة إن لم تكن تقامر بمستقبل الوطن.

وللحق وللتاريخ فإن الحكومة الحالية بعد التعديل الخامس تعتبر الأكثر كارثية في تاريخ الوطن خلال مئويته الأولى، كما أن مجلس النواب هو الاسوء منذ بداية الحياة النيابية، والأعيان بثوبه الجديد مجهول الفكر، ليدفع المواطن وحيداً ثمن هذه التوليفة الغريبة، فيما الحكومة لم تتعظ من حكومات سابقة أسقطها الشعب وتسير في غيها وضغطها على الشعب الذي لو انفجر سيكون هذا الإنفجار بالدوار الرابع وساكنيه، ولن يمس الوطن بسوء كون القرارات الكارثية لها مصدرها والمطلوب الخلاص من المصدر وليس من الوطن، وهذا مؤشر للسلامة الوطنية الفكرية الشعبية الاردنية.

وتحدت الحكومة الشعب حين استقدمت أسوء أنواع المطربين الراقصين لصناعة ثقافة منحدرة مرفوضة شعبياً، ليظهر وجودهم الإختلال الطبقي في المجتمع، فيما تُحارب البطاله والفقر بطريقة السلحفاة، لنشعر بأننا في وطن يتفوق شعبه على حكومته بالغيرة على كل ذرة تراب فيه، لذا اعتقد ومعي غالبية الشعب ان مرحلة التغيير قد حانت، وان والإحلال والتبديل الخامس لن يكون كافياً لحماية الشعب والوطن من تغول الحكومة التي اوصلتنا لموت سريري في الاقتصاد والثقافة والرياضة والاعلام، والأخير في العديد من مفاصله ضل طريقه وتحول لمجرد تابع يهتف كما تريد الحكومة ويُحمل الشعب وزر المصائب، لذا حان وقت التغيير والاعتذار من الشعب على أخطاء الحكومة بحقه، ومكافأة الشعب على صبره بقيام الحكومة القادمة بالعمل على نشر ثقافة الحوار ببرامج تصل للجميع، وتسريع محاربة الفقر والبطالة لعل القادم يكون أفضل، أقول دوماً لعل كون الكلمات تطير في الهواء.!!

زر الذهاب إلى الأعلى