السوشيال ميديا سلاح بلونين

فوز حمزة

النشرة الدولية –

الذي حفزني لكتابة هذا المقال ما أشاهده ومعي جمهور كبير على وسائل الاتصال الاجتماعي أو ما يسمى بالسوشيال ميديا  والذي يدعونا لطرح أسئلة مهمة : هل خدمت تلك الوسائل الفنان بما تقدمه له من انتشار وتسليط الأضواء عليه دون أن يكون هناك ثمن لذلك ؟؟  وسؤال آخر وهو محور المقال .. هل أساء الفنان نفسه استخدام تلك الوسائل لجهله بمخاطرها  فلم تكن النتائج في صالحه ؟؟

تطلق مفردة نجم على كل من حقق شهرة واسعة في مجال عمله الفني وأصبح معروفًا للغير يشار إليه بالبنان أما المعنى المجازي الآخر لمفردة نجم  فأنها تعني أن المسافة البعيدة تمنحه  شيئ من الغموض  والبريق .. فيشغلنا وهجه ونوره  دون أن نفكر لمرة واحدة ماهي مكونات ذلك النجم والذي هو في الأساس جسم معتم  وما ذلك النور إلا إنعكاسًا لضياء الشمس الساقط عليه في النهار ..

ما يحصل الآن على مواقع التواصل وما وفرته تلك المواقع  من سرعة الوصول للمتلقي جعلت من بعض الفنانيين والفنانات ممن لم يدركوا أن الاقتراب من الجمهور إلى حد إشراكهم بمشاهدة حجرات نومهم ومطابخهم وفي بعض الاحيان خزائن ملابسهم وعدد أحذيتهم  والطامة الكبرى تحدث حين تصبح مشاكلهم العائلية وعلاقاتهم الخاصة ومعاركهم الشخصية مادة دسمة للصحافة أو متعاطي الصحافة أو ممكن يبغون جمع المال عن طريق الفيديوات التي لا هم لها سوى عرض الفضائح وكشف الأسرار  وفي غالب الأحيان يكون للكذب والتلفيق الدور الأكبر في ذلك مما يفقدهم ذلك الوهج والذي هو في أساسه كان إعجابًا واحترامًا بفنه نمى وكبر ليصبح هالة تحيط بالفنان وسيرته كما حدث مع فناني الماضي الذين ربما خدمهم الزمن الذي كان خاليًا من تلك الوسائل ومن المتطفلين على الأعلام بالشكل الذي نراه الآن .. لكن وهذا هو السؤال الخطير .. من يتحمل الوزر الأكبر لكل ما يحدث ؟؟ هل هو الفنان نفسه حين أنساق بغباء وراء أضواء السوشيال ميديا والتي في نهايتها وجد الظلام بانتظاره أم الحرية التي وفرتها تلك المواقع لكل من يرغب في السير في هذا الطريق ؟؟

الإجابة نجدها لدى الفنانين الذي لم يسمحوا للمتطفلين في دخول حياتهم وبيوتهم وتفاصيلهم العبث بها  ..

لم نعد نكن الاحترام للكثير من الفنانين  بعد أن شاهدنا أفعالهم غير المتزنة  وجريهم وراء الشهرة بأي ثمن وأقوال بعضهم التي تدل على جهلهم وقلة وعيهم التي فضحتها تلك الوسائل ..

الذكاء الاجتماعي الذي يجب أن يتحلى به الفنان لا يقل أهمية عن الموهبة التي تحقق له عمرًا  أطول وسيرة أجمل ..

اعتقد أن فناني اليوم ستعيش سيرهم وفضائحهم أطول من أعمالهم الفنية عكس ما حصل لفناني الأمس والذي على أقل تقدير سارت جنبًا لجنب سيرة حياتهم مع أعمالهم ومنجزاتهم .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى