لماذا؟.. أرشيف الذاكرة وصور البذل والعطاء
بقلم: فريدة العبيدلي

ضرورة تضافر جهود السلطات الثلاث لتعزيز منظومة قيم العمل المنتج

النشرة الدولية –

الراية القطرية –

دعوة صاحب السّموّ الشّيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله ورعاه التي وردت في سياق خطاب سموّه في الاجتماع الأول لمجلس الشورى المنتخب؛ بأن يسأل كل فرد منا نفسه عن: ماذا عمل؟وما مساهماته في بناء هذا الوطن؟ هل يقوم بعمله على أكمل وجه؟ هل يقدّر عمل الآخرين؟

تساؤلات أعادتني إلى أرشيف الذاكرة الغنيّ بصور التآخي والبذل والعطاء، وحب التعلّم والاجتهاد في البحث عن المعلومة للمشاركة في عملية بناء الوطن، ومواجهة مختلف التحديات الحياتية والتغلب عليها بمختلف الإمكانات المتوفرة في ذلك الوقت، البحث عن المعلومة الموصّلة للمعرفة كان هدفًا وغاية سائدة على مستوى الأفراد والأسر، في وقت لم تكن الألقاب فيه هاجسًا، ولا التشبث بالكراسي هدفًا، ولا تهميش الكفاءات الوطنية سلوكًا ساريًا.

معظم أفراد المجتمع يعملون وكأنهم في سباق مع الزمن على اختلاف فئاتهم العمرية ومؤهلاتهم التعليمية، وبيئات أعمالهم، كلّ في مجال عمله وتخصصه المعلمون، الأطباء، المهندسون، الإداريون، والفنيون العاملون، في وزارات الدولة الأمنية والخدمية وقطاع الطاقة، والتعليم والصحة.

خلايا نحل تعمل بهمة واجتهاد لإرساء هياكل تنظيمية ولوائح إدارية تنفيذية تتطلب جهدًا ووعيًا في البحث عن المعلومة للارتقاء بمنظومة العمل التأسيسية للدولة الحديثة.

روح البذل والعطاء والتآخي كانت هي السائدة في حقب زمنية متتالية: مرحلة ما قبل النفط بقساوتها، وبعد اكتشافه بمعاناتها التي عاصرها الأجداد والآباء الذين قضوا حياتهم عمّالًا في شركات البترول، وما أعقبها من العمل الجاد الدؤوب لترك بصمة وأثر لدولة قطر في مختلف المجالات الإقليمية والدولية.

أرشيف الذاكرة غنيّ بتجربة بدايات حياتنا العملية في حقل التربية والتعليم، عندما كانت التربية تتلقف أبناءها من خريجي الثانوية العامة، وتستقطبهم للعمل في المدارس وَفقًا لتخصصاتهم الأدبية والعلمية، منهم من واصل تعليمه الجامعي في الخارج، ومنهم من أكمل مشوار تعليمه الجامعي عن طريق الانتساب، وساهموا بجهودهم المخلصة في تطوير مسارات وزارة التربية والتعليم، ورفْد الميدان التربوي بكفاءات تربوية، كان لها دور فاعل في مختلف المراحل التعليمية.

التغيّرات المتلاحقة والمتسارعة في العالم من حولنا كان لها أثرها على الحراك الاجتماعي والاقتصادي، وقيم الاستهلاك المُنفلت، والتقليد الأعمى الذي استشرى بين فئات المجتمع على اختلاف أوضاعهم الاقتصادية مُخلفًا آثاره السلبية على القيم الاجتماعية، جميعها شكلت تحديات اجتماعية واقتصادية وثقافية وسياسية تستوجب تضافر جهود السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية، لتعزيز منظومة قيم العمل المنتج وأخلاقياته في مختلف قطاعات العمل وبيئاته.

لو عاد كلٌّ منا لأرشيف الذكريات الغنيّ بالصور والمواقف، سيجد أن لكل فرد وأسرة بصمة ودورًا في مسيرة النهوض بالوطن ورفعته، وما وصلت إليه قطر اليوم وحققته على مختلف المستويات والصعد الإقليمية والدولية، بفضل من الله سبحانه وتعالى، وتلاحم القيادة والشعب الذي كان أنموذجًا يحتذى به في مواجهة الأزمات، وما زال مَضرِبًا للأمثال بسواعد وهمَم أبنائها ممن يجتهدون في مختلف الأعمال والقطاعات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى