وزيرة الثقافة المصرية تفتتح مهرجان الموسيقى العربية بالعزف على الفلوت
القاهرة – عزفت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبدالدايم، لنصف ساعة معزوفتين على آلة الفلوت وذلك خلال حفل افتتاح مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، مساء الاثنين.
وكانت مشاركة الوزيرة بالعزف كانت الفقرة الأبرز ضمن افتتاح الدورة الثلاثين للمهرجان على مسرح النافورة بدار الأوبرا، والذي لم يتضمّن اسما بارزا من نجوم الغناء المصريين أو العرب ككل عام.
وكانت عبدالدايم رئيسة لقسم آلات النفخ والإيقاع في الكونسرفتوار وعضوا في أوركسترا القاهرة السيمفوني قبل أن تعيّن رئيسة لدار الأوبرا المصرية عام 2012 ثم وزيرة للثقافة في 2018.
وشمل برنامج افتتاح المهرجان تكريم تسع عشرة شخصية ساهمت في إثراء الحياة الفنية بمصر والمنطقة العربية، منها المطرب السعودي عبادي الجوهر والمغني اللبناني مروان خوري والموسيقار السوداني محمد الأمين وعازف القانون العراقي فرات قدوري والموسيقار المصري هشام نزيه والشاعر المصري مدحت العدل.
كما كرّم المهرجان اسمي الموسيقار جمال سلامة (1945-2021) وعازف الكمان عبده داغر (1936-2021) الذي يهدي دورته هذا العام لروحهما.
وبالتزامن مع حفل القاهرة انطلقت فعاليات المهرجان على مسرح مكتبة الإسكندرية بحفل للمغني اللبناني عاصي الحلاني بمصاحبة مجموعة الحفني بقيادة المايسترو أحمد عامر ومشاركة كل من نهاد فتحي وحسام حسني ونيفين رجب.
ويضمّ المهرجان الذي تستمرّ فعاليات دورته الثلاثين حتى الخامس عشر من نوفمبر الجاري، ثلاثة وثلاثين حفلا غنائيا وموسيقيا، بمشاركة أكثر من مئة فنان من عشر دول عربية، هي: مصر ولبنان والمغرب والسعودية والعراق وسوريا وتونس وفلسطين والأردن وعُمان.
وفي وقت سابق تمّ افتتاح معرضين لفنون الخط العربي، الأول مشترك للفنانين أحمد إبراهيم ومكرم إبراهيم بقاعة صلاح طاهر، والثاني جماعي متنوّع بقاعة زياد بكير.
ويشمل برنامج المهرجان في هذه الدورة حفلا غنائيا وموسيقيا بمشاركة فنانين من عشر دول إضافة إلى فرق من دار الأوبرا المصرية وأخرى عربية.
ومن أبرز المغنين العرب المشاركين سميرة سعيد وجنات وأيوب التجاني من المغرب، وصابر الرباعي من تونس، ومحمد عساف من فلسطين، وهمام إبراهيم من العراق، وأصالة نصري وفايا يونان ووعد البحري من سوريا، ووائل جسار وزياد برجي وسعد رمضان وماجدة الرومي من لبنان.
ومن مصر علي الحجار ومدحت صالح ومحمد الحلو وهاني شاكر وعفاف راضي ونادية مصطفى وريهام عبدالحكيم ومروة ناجي وياسر سليمان وآيات فاروق ومحمد رشاد وكارمن سليمان ومحمد محسن.
كما يشمل البرنامج حفلات للموسيقار عمر خيرت وسداسي شرارة وفرقة عبدالحليم نويرة للموسيقى العربية والفرقة القومية العربية للموسيقى وفرقة ضفاف دجلة من العراق وفرقة سلطنة عمان.
وفي السابع من نوفمبر الجاري يحيي المهرجان مئوية ميلاد الفنان اللبناني وديع الصافي (1921 – 2013) بحفل يشارك فيه أنطوان وديع الصافي والمطرب معين شريف من لبنان والمطربة أميرة أحمد من مصر.
وتقام العروض على المسرحين الكبير والصغير ومسرح النافورة بالمقر الرئيسي للأوبرا ومسرح الجمهورية ومسرح معهد الموسيقى العربية، وخارج العاصمة المصرية القاهرة على مسارح الأوبرا في دمنهور والإسكندرية.
وتتضمّن فعاليات المهرجان عددا من المسابقات، أبرزها المسابقة الكبرى التي تشترط أن تكون الأغنية جديدة، ومسابقة الارتجال في العزف على آلات التخت الشرقي، ومسابقة الفنانة رتيبة الحفني للغناء العربي لشباب وأطفال ذوي القدرات الخاصة.
وبالتوازي مع المهرجان يُقام مؤتمر الموسيقى العربية تحت عنوان “الآلات الموسيقية في الإبداع الموسيقي العربي المعاصر” بمشاركة باحثين من مصر ولبنان وسوريا والعراق والأردن وتونس والمغرب وليبيا والسعودية والكويت والبحرين والسودان.
والمؤتمر تديره هذا العام الفنانة جيهان مرسي في الفترة الممتدة بين غرة نوفمبر وحتى الخامس عشر منه، حيث أعدّت اللجنة العلمية للمؤتمر برئاسة الباحثة رشا طموم أربعة محاور تشمل “خصوصية الأداء على الآلات الموسيقية العربية”، ويتناول هذا المحور الذي ينقسم إلى خمسة محاور فرعية، تقاليد الأداء على الآلات الموسيقية العربية التقليدية في الماضي والحاضر، وذلك وفق خصوصية كل آلة، إضافة إلى أثر التكوين الفني والمعرفي للعازف العربي وما يتميّز به من خيال إبداعي ومهارة أدائية تعينه على تقديم تأويل خلاّق وجديد.
وذلك من خلال: أولا، التقاسيم بوصفها أحد أهم تقاليد الأداء في الموسيقى العربية. ثانيا، مصاحبة الغناء، وإلى أي مدى تكون مصاحبة العازف المنفرد، أو الفرقة الموسيقية موحية للمغني وداعمة لأدائه ومؤكّدة على التقاليد في الغناء العربي.
وثالثا، التأويل الخلاّق للنص اللحني مسموعا أو مدوّنا، وإلى أي مدى يستطيع العازف المنفرد أن يضفي بأدائه بصمة خاصة مميّزة في كل مرة يؤدّي فيها اللحن بإضافاته النغمية والمقامية والأدائية تبعا لتقاليد الأداء على الآلة.
رابعا، الأداء المنفرد للأغنيات بالآلة الموسيقية، وما يحمله من إبراز لقدرة العازف على بيان خصوصية واختلاف الأداء لمفردات النص الغنائي بآلته الموسيقية. وأخيرا، تجارب استخدام الآلات الغربية في الإبداع الموسيقى العربي، مالها وما عليها “رؤى نقدية”.
وفي المحور الثاني سيتمّ التباحث حول “إبداع الموسيقى العربية بين التخت والأوركسترا”، ويتناول هذا المحور ثلاث نقاط أساسية هي: الإبداع المعاصر لآلات الموسيقى العربية ضمن مجموعات صغيرة وتجارب دمجها مع آلات أخرى، وتجارب الكتابة لآلات الموسيقى العربية في صياغة أوركسترالية، وأخيرا، تأثير تطبيقات الكمبيوتر على الإبداع العربي المعاصر للآلات الموسيقية العربية.
وضمن المحور الثالث الذي يتناول “تعليم آلات الموسيقى العربية وصناعتها” سيتمّ التباحث أيضا في ثلاث نقاط محورية، أولها، تجارب تعليم الأطفال العزف على آلات الموسيقى العربية التقليدية والشعبية، ثم الرؤى المستقبلية لتعليم آلات الموسيقى العربية داخل وخارج الوطن العربي. وأخيرا، تجارب صناعة آلات الموسيقى العربية وتطويرها وفق منظومة متكاملة تزيد إمكانيات العزف عليها.
في حين يناقش المحور الرابع والأخير من المؤتمر العلمي “دور الآلات الشعبية في الإبداع الموسيقي العربي”، ويهتم هذا المحور بالتباحث حول استخدام الآلات الشعبية في الإبداع المعاصر للموسيقى العربية، والتجارب الفنية في أداء تراث الموسيقى العربية التقليدية على الآلات الشعبية في الوطن العربي.