الشعب الفلسطيني لم يرحل عبر جزيرة غوري يا بلفور
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

يقف الشعب الفلسطيني في هذا اليوم على أعتاب دول العالم يستصرخهم ليكونوا في جانب الحق، لكن هيهات لصوت مقهور يبقى خافتاً مهما ارتفع أن يتجاوز صوت صُناع القهر والموت، وينظر الفلسطينيون صوب قبلتهم الأولى وحلمهم الأخير النابع من حقيقة ثابتة بأن الأرض يرثها الثابتون على المواقف، الصامدون في وجه الظلم مهما طال أمده، فهم متمسكون بحق العودة الذي لا يسقط بالتقادم، ولم ولن يرتضوا أن تكون حدود وطنهم التي خرجوا منها كجزيرة غوري السنغالية، فهم ليسوا عبيد بل أحرار رضعوا الحرية كابر عن كابر حتى احتار العالم بصمود المتواجدين فيها والحنين الساكن في قلوب البعيدين عنها، لذا فشلت النظرية الصهيونية في إقناع الفلسطينين حين دخلوا دول العالم مُهجرين ومهاجرين بكلمات دانتي “أنتم يا من تدخلون هذا الباب اتركوا ورائكم كل أمل لديكم”.

وانتظرنا أن تصرخ بريطانيا وتعتذر للشعب الفلسطيني، كما فعلت إيطاليا التي اعتذرت لليبيين عما فعلته بهم في سنوات الإستعمار، لتكون بريطانيا أسوء من فرنسا في حديثها والتي رفضت أن تدين جرائمها وفسادها الذي نشرته في افريقيا، لتكون بريطانيا وفرنسا وجهان لعملة قاتلة واحدة، وتبعتهما الولايات المتحدة الوليد الجديد في السيطرة على العالم وأخذت تقف مع الظُلم حيثما كان، واستطاعت أن تلعب دور “سنوبول” في قصة “حديقة الحيوان” بخداع الشعوب وتحويل الألوان، فهم يعتقدون أن الدم المسكوب للمسلمين في العالم يختلف عن غيره من الدماء، فيما الدم الفلسطيني المُستباح على أرض فلسطين أصبح بلا لون في نظر واشنطن، لتسقط إنسانيتهم في بئر الصهيونية العميق حين أصبحوا بعظمتهم مجرد رقم في الكتاب الصهيوني.

وظننا أن العرب بجامعتهم التي لا تُجيد تدريس التاريخ ولا المستقبل وتفشل في صناعة الحاضر ستكون السند لأبناء القدس، لكن هيهات بعد أن تحولت الأموال العربية لصناعة العبث واللهو بدلاً من صناعة المستقبل والأمل، لنجد أن الأموال الكثيرة غارت في جحر الفأر الأمريكي، وأن الشعب الفلسطيني لم يجد من يسانده على حقه إلا عدد محدود من دول العالم البعيدة عن حدوده، ففي عالم السياسة والقوة العسكرية لا يجد الإنسان صديقاً حين تهاجمه الذئاب، وكذلك الشعب الفلسطيني الذي يقف في خندق التحدي وكتفه بالكتف مع شقيقه الأردني وحيدين يصارعان عالم من الظُلم والقهر.

وظن الصهاينة ومن تبعهم من العجم والعرب أن القضية ستموت، وأن وعد بلفور باق ما دامت الحياة، متناسين أن الفلسطينيون والأردنيون يعلمون ويدربون أبنائهم منذ اليوم الأول لولادتهم، أن فلسطين عربية وان نهر الاردن واصل بين قلب واحد ، ليكون الشعبان خير شعوب الأرض كونهما يمسكان بالفكرة والقضية منذ ولادتهم حتى تنفيذها والنصر، ليبقى العار يغطى كل من يحبوا صوب تل الربيع المحتلة وهو قادر على صنع الأمل للشعب الفلسطيني، ليرافقهم العار في مسيرتهم كونهم قادرين على الفعل ولم يفعلوا شيئاً لفلسطين، التي لن تندثر قضيتها ولن يموت شعبها ولن يستكين حتى يُسقط وعد بلفور ويعود مكللاً بالمجد والغار.

– – – – – – – – – – – – –

جزيرة غوري: تقع في السنغال وكان يتم شحن العبيد الأفارقة منها للأمريكتين.

سنوبول: خنزير في قصة مزرعة الحيوان قادر على تغير الألون بكلامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى