اشتقنا للهدوء
بقلم: أسرار جوهر حيات

النشرة الدولية –

وأنا أتابع أحداث الجلسة الأولى لدور الانعقاد الثاني، تذكرت كم أضعنا من فرص التطور والعمل والتنمية لمصلحة الضجيج وعدم الاستقرار والصراع.. على أهداف أغلبيتها، كان من الممكن أن تحل على طاولة نقاش، لو تركنا العناد السياسي جانباً، واستفدنا من الحكمة التي لطالما كانت ملازمة للديموقراطية الكويتية.

وكم أسأنا إلى ديموقراطيتنا الفريدة في المنطقة، وحوّلناها إلى نموذج سيئ، كرّه من حولنا فيها، لكننا اليوم أمام فرصة تاريخية لنعيد لديموقراطيتنا زهوّها السابق، ونلتفت قليلاً للكويت التي نسينا أنها بحاجة إلى العمل الفعلي، ولخطوات إصلاح اقتصادي واجتماعي وتنموي عاجلة.. بل عاجلة جداً.

اليوم، ندخل دور الانعقاد الثاني بأوضاع مختلفة، فلا الاحتقان السياسي هو ذاته، ولا الخلافات ذاتها، فنتائج الحوار الوطني على ما يبدو مبشرة حتى الآن، ونأمل أن ننتهي من ملف العفو قريباً، وبضوابط، متناسبة ورغبة المصالحة الوطنية.

وفي ظل هذه الأوضاع المبشرة بالخير، تبدو أي ذريعة للتكاسل نحو العمل باطلة، فاليوم يجب أن يكون دور الانعقاد فاعلاً ومثمراً، بل وتعويضياً عن الفاقد التشريعي ودور الانعقاد الذي أضعناه في لعبة الكراسي والميكروفونات وغيرها.

وفي وجود تكهنات بتعديل حكومي، أو استقالة الحكومة وتشكيل أخرى، نأمل أن يكون التعديل أو التشكيل متناسباً ووضع المصالحة الذي نأمله، وأن يأتي متسقاً مع حالة امتصاص الخلاف النيابي الحكومي، وأن يتم اختيار الوزراء بعناية بالغة وبقراءة سياسية للمشهد بالكامل، مع الأخذ بالاعتبار ضرورة اختيار كفاءات تنجز وتعمل.

اليوم، نحن أحوج ما يكون إلى تفعيل مواد الدستور الرامية إلى تعاون السلطات، فما أضعناه في ظل عدم التعاون بين الحكومة والمجلس كان كثيراً، فنحن لم نتعثر في تنميتنا فقط، بل تخلفنا، لأن الآخرين سبقونا بأعوام، ونحن ما زلنا قابعين تحت خلافاتنا من دون أن نعي أن التشريع والرقابة بوابتا المضي قدماً نحو كويت جديدة.

الجلسة الأولى بدت مبشرة، وتشكيل اللجان كذلك، رغم بعض اللغط الذي صاحب بعضها، إلا أن المشهد العام بدا هادئاً، وكم اشتقنا إلى هذا الهدوء السياسي في سنوات الضجيج التي مرت على الكويت، وهنا لا ألوم طرفاً وأبرئ الآخر، فالجميع بلا استثناء كان مخطئاً، أو على الأقل شاهداً على الخطأ من دون تحريك ساكن، لكننا اليوم أمام فرصة التغيير للأفضل، وفرصة اقتناص الهدوء للإنجاز.. فرفقاً بالكويت، واستمروا في الهدوء حتى نقطف ثماره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى