التوتر الجزائري المغربي المتصاعد.. هل يُدخل المنطقة في حرب مفتوحة؟
النشرة الدولية –
يستمر التوتر بين المغرب والجزائر في التصاعد، منذ إعلان الأخيرة قطع العلاقات بين البلدين ثم حظر الطيران المدني والعسكري المغربي فوق الأجواء الجزائرية.
توتر متصاعد
وبناء على ما سمته “استمرار المغرب في أعمال عدائية”، أوقفت الجزائر بعد ذلك ضخ الغاز إلى إسبانيا عبر خط الأنابيب المغاربي الذي يمر على الأراضي المغربية، ورد المغرب بأن “قرار الجزائر بعدم تجديد الاتفاق بشأن خط أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي، لن يكون له حاليا سوى تأثير ضئيل على أداء نظام الكهرباء الوطني”.
وجاء حادث مقتل ثلاثة جزائريين ليلة الفاتح نوفمبر الجاري “بسلاح متطور”، وفق بيان الرئاسة الجزائرية “أثناء تنقلهم بين نواكشوط (العاصمة الموريتانية) وورقلة (ولاية جزائرية)”، ليزيد من حدة التوتر بين البلدين.
حيث اتهم بيان للرئاسة الجزائرية المغرب بقتل السائقين قائلا “إن عدة عناصر تشير إلى ضلوع قوات الاحتلال المغربية، بالصحراء الغربية، في ارتكاب هذا الاغتيال الجبان”، وأضافت الرئاسة بأن ما حدث “لن يمرّ دون عقاب”.
وردّا على اتهامات الجزائر، قال المتحدث باسم الحكومة المغربية، مصطفى بايتاس، الخميس، إن المغرب “يعتمد ويتمسك بالاحترام الدقيق جدا لمبادئ حسن الجوار مع الجميع”، وقال مصدر مغربي، أمس الأربعاء، لم يكشف عن هويته لوكالة الأنباء الفرنسية، إن الاتهامات الجزائرية “مجانية، والمغرب لم ولن يستهدف أي مواطن جزائري، مهما كانت الظروف والاستفزازات”.
فإلى أين يمضي التصعيد في المنطقة بين البلدين؟ هل يخيّم شبح الحرب بين الجزائر والمغرب أم إن الأمور لن تصل إلى “مستوى الحرب”؟
العربي الشريف: التحكيم الدولي
قال العقيد السابق في المخابرات الجزائرية، عبد الحميد العربي الشريف، إن ما سيحدث بعد حادثة مقتل السائقين الثلاثة هو “تحقيق في القضية وملابساتها، والجزائر ستلجأ إلى التحكيم الدولي من أجل هذا ولن تنجرّ إلى الحرب”.
وأوضح العربي الشريف بأن السائقين الجزائريين “كانوا في منطقة محررة تابعة لجبهة البوليساريو ولم يكونوا يشكلون أي خطر، فلماذا تم قصفهم؟ لقد كانوا متوقفين بسبب عطب في عجلة إحدى الشاحنتين، وكانت الشاحنتان فارغتان.. وعليه فإن ما يريده المغرب هو التصعيد وتحويل الصراع من مغربي صحراوي إلى مغربي جزائري وتنشب حرب ويتدخل مجلس الأمن، وهذا لن تنجر إليه الجزائر”.
الشيات: المغرب لن يسعى للحرب
قال الدكتور خالد الشيات، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة في المغرب، إن “ما يسمى بالهجوم المغربي على قافلة مدنية بين تيندوف والزويرات حدث تضليل بشأنه، حيث لم تذكر الجزائر المكان الذي حدث فيه الهجوم، حتى نتمكن من تحديد المسؤوليات”.
وأضاف “ليس هناك رد رسمي مغربي حتى الآن، لكن التفسير الأساسي في المغرب هو وجود قافلة عسكرية اصطدمت بلغم في مناطق داخل التراب المغربي.. هناك حاجة جزائرية لاستفزاز المغرب.. المغرب لن يسعى للحرب مع الجزائر لأن ذلك سيكون على حساب المجهود التنموي، ولن يسجل على المغرب أنه دخل في حرب بين أخوين ولكنه سيدافع عن أراضيه كيفما كان التهديد”.
المصدر: أصوات مغاربية