وأخيراً نطق الحزب
بقلم: الكاتب الصحفي نضال العضايلة

النشرة الدولية –

بعد أيام وأيام يخرج حزب الله اللبناني في بيان يندد بالضجة التي أثارتها تصريحات وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي حول اليمن والتي أثارت تفاعلا واسعا على كافة المستويات الرسمية والشعبية.

بيان الحزب الذي جاء ليشيد بالموقف الشريف “حسب ما ورد فيه” الذي اتخذه وزير الإعلام جورج قرداحي واصفاً إياه بالأخلاقي والوطني والذي يقف دفاعا عن شعب اليمن، حمل العديد من معالم الأزمة التي يبدو أن الحزب اخذ على عاتقه إدارتها من الضاحية الجنوبية عاصمة دولة الولي الفقيه في لبنان المجرد من السيادة، باعتبار أن الحزب من اقوى المؤيدين لجماعة الحوثي الإيرانية.

الحزب الذي وصف ما حدث بالحملة الظالمة التي تقودها السعودية والإمارات ومجلس التعاون الخليجي ضده قرداحي، اعتبرها اعتداءً على سيادة لبنان وحرية المواطن اللبناني بالتعبير عن آرائه ومواقفه، متهماً السعودية ودول الخليج بابتزازا اللبنانيين والذي يطعن في كرامة كل لبناني، ولعل الحزب قد تناسى أن زعيمه لم يترك مجالاً للتدخل في شؤون الآخرين، أن يتهمهم، ولم يترك مجالاً لابتزاز الشعب والمسؤولين اللبنانيين مهدداً اياهم بما يمتلكه من ترسانة أسلحة من المفروض أن تكون موجهة لعدو خارجي وليس الداخل اللبناني.

وييدو واضحاً من خلال البيان أن قرار استقالة قرداحي في يد الحزب الذي اعلن صراحة عن رفضه لهذه الإستقالة، معتبرا ان الدعوة لاستقالة قرداحي اعتداء سافر على لبنان وكرامته وسيادته.

والحزب الذي ندد بمواقف بعض السياسيين اللبنانيين المأجورين وضعاف النفوس كان يقصد سمير جعجع تحديداً واصفاً إياه بالمأجور وضعيف النفس، واما الاعلاميين ووسائل الاعلام اللبنانية التي شاركت في هذه الحملة المدفوعة الثمن على حد وصف الحزب، فقد وصفه بأنه إعلام ساقط اخلاقياً.

يبدو أن حزب الله قد تناسى أن منهجيته المتبعة في لبنان تهدف بالدرجة الأولى إلى كم الأفواه والتنكر للحريات العامة، وفي طليعتها حرية التعبير وإبداء الرأي، كما هي إفراز متوقع لحال الاحتقان الناجمة عن فشل سياساته، مما يجعله يكابر ويرفض كل نقد أو اعتراض على أخطاء ارتكبها ويرتكبها، وآخرها ما حدث حول قصر العدل في بيروت، كما أن سياسته تستخف بكل نصح يلزم منه إعادة النظر في تلك السياسات.

وفي الوقت الذي يحاول نجيب ميقاتي الضغط على قرداحي للاستقالة يقف حزب الله موقفاً مناوئا لموقف ميقاتي رافضاً رفضاً تاماً استقالة رجل المسابقات الشهير.

خروج حزب الله اليوم لتداول الأوراق الخاصة بقضية قرداحي تعطي نفس الانطباع المتعارف عليه وهو أن الحزب لا يستطيع أن يكون رأي الا بعد الحصول على التعليمات الخاصة من طهران، وهذا ما شاهدناه ونشاهده في كل الأحداث التي تدور في فلك لبنان.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى