أزمة سياسية قبل موعد الانتخابات اللبنانية
النشرة الدولية –
لبنان 24 – ايناس كريمة
في إطار التحضيرات للانتخابات النيابية المُقبلة بات من الواضح أن جميع القوى السياسية في لبنان بدأت تعاني من شُحّ في التحالفات، الأمر الذي لم يعُد حكراً على التيار “الوطني الحر” الذي لا يبدو اليوم وحيداً في هذا المأزق.
فبعد حراك 17 تشرين الذي طال كل الطبقة السياسية تحت شعار “كلن يعني كلن” والنقمة الشعبية العارمة التي نتجت عنه، وجدت بعض الأحزاب الداخلية نفسها مضطرة للذهاب بعيدا في رفع سقفها السياسي والإعلامي في مواجهة بعضها البعض بهدف لململة شعبيتها من جديد وشدّ عصب قواعدها ما أدّى الى انقطاع جسور التواصل وجعلها غير قادرة على إعادة فتح قنوات حوارية من جديد.
هذا الأمر، تسبّب في إرباك السلطة السياسية، وبعد أشهر من الخطاب المُحتدم أصبحت عاجزة عن خوض تحالفات في ما بينها لأن ذلك من شأنه أن يكشفها أمام جمهورها ويظهرها بصورة الضعيف أمام الرأي العام ما قد حتماً يلحق بها خسائر شعبية جديدة. وبالتالي فإن أي تراجع من قِبلها عن خطواتها التصعيدية تجاه خصومها التقليديين او المستجدّين سيؤدي بلا شكّ الى تهشيمها، إذ ان بيئتها الحاضنة لن تتقبل بأي شكل من الأشكال فكرة التحالف مع من بلغ الكباش السياسي معهم منتهاه، غير أن البقاء بلا تحالفات سيشكّل أيضاً عائقاً انتخابياً لديها.
ووفق مصادر مطلّعة فإنّ تيار “المستقبل”، الذي يعاني بدوره من أزمة تحالفات، قد بدأ رحلة البحث عن حلول جدّية للتخلّص من أزمته وتحقيق نتائج مرجوّة في الانتخابات النيابية المُقبلة.
وبحسب المصادر فإن “التيار الأزرق” يوسّع اليوم هامش اتصالاته مع جزء كبير من القوى السُّنية، سواء تلك الحليفة له او التي دخل معها في خصومة طويلة وذلك في محاولة لبناء ائتلافات جديّة توصد الأبواب داخل الساحة السنيّة الى حدّ بعيد لتمنع المجتمع المدني من تحقيق أي خروقات على المستوى النيابي في الدوائر ذات الغالبية السُنية.
من هنا ينطلق التيار، وبعيدا عن نجاحه من عدمه، في مفاوضاته مع عدد كبير من الشخصيات السنية الوازنة والقوى السياسية من الطائفة نفسها.
بالإضافة الى ذلك، فإن التيار يبدو منهمكاً في البحث أيضاً عن حلفاء مسيحيين خصوصًا وأنه بعد طول فراق مع كل من التيار “الوطني الحر” وحزب “القوات اللبنانية” و”الكتائب” لن يتمكّن من نسج خيوط جديدة معهم مدركاً ان الأمر يؤذيه في السياسة أكثر من الانتخابات، لذلك كان التقارب الكبير الذي لاح في الأفق مع تيار “المردة” والذي من المرجح أن يؤدي الى نتائج إيجابية من بينها التحالف في أكثر من دائرة انتخابية.
وتشير المصادر الى أن “المستقبل”، وبعكس ما يُحكى، قد بدأ نشاطاً انتخابياً لافتاً في العديد من الدوائر الانتخابية، ليس في تلك التي يملك فيها غالبية شعبية وحسب بل أيضاً في تلك التي يشكّل واقعه الشعبي فيها “بيضة القبّان”، اذ يعمل على دراسة أرضيته لمعرفة كيفية إدارة الانتخابات وما هي الاسماء التي سيرشحها من أجل دعم حليف من هنا او هناك، وهذا ينطبق على دوائر مختلفة منها دائرة الشمال المسيحية.