الأمم المتحدة حذرت من خطر انزلاق إثيوبيا في حرب أهلية واسعة النطاق
النشرة الدولية –
أعلنت الولايات المتحدة أن مبعوثها إلى منطقة القرن الأفريقي جيفري فيلتمان عاد إلى أديس أبابا، الإثنين، الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني)، بعد محطة قصيرة في كينيا، لاستكمال جهوده الدبلوماسية الرامية لحل النزاع في إثيوبيا، معربة عن اعتقادها بوجود “نافذة صغيرة” للتوصل لحل سلمي عن طريق وساطة يقودها الاتحاد الأفريقي.
وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، “نعتقد أنه لا تزال هناك نافذة صغيرة” لإحراز تقدّم عبر جهود الوساطة التي يبذلها الممثل الأعلى للاتحاد الأفريقي في منطقة القرن الأفريقي أولوسيغون أوباسانجو، وأضاف أنّ الدبلوماسية الأميركية تجري مباحثات مع الحكومة الإثيوبية ولكن كذلك “أيضاً مع جبهة تحرير شعب تيغراي” للتوصل إلى اتّفاق على وقف لإطلاق النار بين الطرفين.
من جهتها، دعت ليندا توماس غرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، خلال نقاش في مجلس الأمن الدولي حول الأزمة الإثيوبية طرفي النزاع إلى الانخراط في مفاوضات فورية من دون شروط مسبقة للتوصل لاتفاق على وقف لإطلاق النار، وقالت إن الوضع في إثيوبيا “لا يتمثل بوجود الأخيار في جانب والأشرار في الجانب الآخر. ليس هناك سوى ضحايا من كلا الجانبين”، وأضافت مخاطبة المتقاتلين من طرفي النزاع، “آن الأوان لأن تلقوا أسلحتكم. واسمحوا لي أن أكرّر ذلك، آن الأوان لأن تلقوا أسلحتكم. هذه الحرب الدائرة بين رجال غاضبين متحاربين والتي يروح ضحيتها النساء والأطفال، يجب أن تتوقف”.
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت من أن خطر انزلاق إثيوبيا في حرب أهلية واسعة النطاق “حقيقي للغاية”، وقدم كل من مبعوث الاتحاد الأفريقي للقرن الأفريقي الرئيس النيجيري السابق أولوسيجون أوباسانجو ومنسقة الشؤون السياسية بالأمم المتحدة روزماري ديكارلو إحاطة لمجلس الأمن الدولي.
وقال أوباسانجو متحدثاً من إثيوبيا إنه بحلول نهاية الأسبوع “نأمل في التوصل إلى برنامج يوضح” كيف يمكنهم السماح بوصول المساعدات الإنسانية وانسحاب للقوات يرضي جميع الأطراف، وأبلغ أوباسانجو مجلس الأمن قائلاً، “كل هؤلاء القادة هنا في أديس أبابا وفي الشمال يتفقون على نحو فردي بأن الخلافات بينهم سياسية وتتطلب حلاً سياسياً من خلال الحوار”، لكن أوباسانجو أكد أن “الفرصة التي لدينا ضئيلة والوقت قصير”.
وعقد الاتحاد الأفريقي، الإثنين، اجتماعاً مغلقاً لبحث الأزمة.
وسط هذه الأجواء، أكد قائد مجموعة من المتمردين “الأورومو” المتحالفة مع متمردي “تيغراي” أن قواته اقتربت من العاصمة وتتحضر لشن هجوم، متوقعاً نهاية “قريبة جداً” للنزاع في وقت شهدت الأيام الأخيرة جهوداً دبلوماسية مكثفة سعياً لوقف إطلاق نار.
وقال جال مورو، قائد جيش تحرير “أورومو” ، الجماعة المسلحة من إتنية “أورومو”، لوكالة الصحافة الفرنسية في مقابلة عبر الهاتف الأحد إن المقاتلين الموالين للحكومة بدأوا الانشقاق وإن المتمردين أصبحوا قريبين للغاية من النصر.
وأضاف جال واسمه الحقيقي كومسا ديريبا “ما أنا متأكد منه هو أن الامر سينتهي قريباً جداً”. وأكد “نحن نتحضر من أجل انطلاق آخر وهجوم آخر. الحكومة تحاول فقط كسب الوقت ويحاولون إثارة حرب أهلية في البلد ولهذا يدعون الشعب إلى القتال”.
وبعدما أعلنوا نهاية الأسبوع الماضي استعادة مدينتين استراتيجيتين على مسافة 400 كلم من العاصمة، لم يستبعد مقاتلو جبهة تحرير شعب “تيغراي” وحلفاؤهم من جيش تحرير “أورومو” الزحف نحو أديس أبابا.
وتحالفت الجماعتان في أغسطس (آب) الماضي. وبحسب جال فإن مقاتليه باتوا أقرب، على نحو 40 كم من العاصمة أديس أبابا، و”لم يتراجعوا شبراً واحداً” من الأراضي التي يسيطرون عليها، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
من جهتها، تنفي الحكومة أي تقدّم للمتمردين أو تهديد للعاصمة. إلا أنها أعلنت حال الطوارئ وطلبت سلطات أديس أبابا من السكان تنظيم أنفسهم للدفاع عن المدينة.
وتجمّع الأحد عشرات الآلاف من سكان العاصمة في ساحة مسكل الشهيرة دعماً للحكومة وتعهّدوا التصدي للمتمردين.
وأكد رئيس الوزراء آبي أحمد الإثنين على تويتر “في الوقت الذي نختبر فيه على جبهات عدة، فإن عزمنا الجماعي على اتمام المسار الذي باشرناه، يقوينا”.
من جانبها، قالت الناطقة باسم الحكومة سيلاماويت كاسا إن الجيش نفذ ضربات جوية الإثنين في “تيغراي” وموقع “استراتيجي” بين “أمهرة” و”عفر” من دون أن تذكر مزيداً من التفاصيل. ويقول المتمردون إنهم سيطروا على بلدات استراتيجية في جنوب شرق “أمهرة” قرب الحدود مع عفر.
وأفادت المنظمة غير الحكومية المتخصصة “نتبلوكس” مساء الإثنين عن بلبلة في الوصول إلى شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، عازية ذلك إلى احتمال تسريب مواضيع امتحانات وطنية.
ودعت دول عدة رعاياها إلى مغادرة إثيوبيا. وأمرت الحكومة الأميركية السبت دبلوماسييها غير الأساسيين بمغادرة إثيوبيا.
وفي مذكرة داخلية صادرة السبت قررت الأمم المتحدة تعليق السفر غير الضروري لأديس أبابا بسبب ما وصفته بـ”تدهور الأوضاع الأمنية في أجزاء من إثيوبيا، بما في ذلك إمكان حصول تداعيات أمنية خطيرة للغاية” في العاصمة.