الأمم المتحدة: 39 مليون طفل “لم يحصلوا” على تعلم عن بُعد في الشرق الأوسط خلال فترة الجائحة
النشرة الدولية –
لم يحصل نحو 39 مليون طفل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على التعلم عن بُعد أثناء فترة إغلاق المدارس؛ بسبب جائحة كورونا، وفق ما أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” الثلاثاء.
وعزت “يونيسف” ذلك في بيان إلى “الفقر الرقمي – أي الحصول على الإنترنت بشكل متقطّع أو عدمه و/أو عدم توافر أجهزة رقمية كافية في المنازل”، مشيرة إلى أن “بعض البلدان، مثل ليبيا والسودان وسوريا واليمن، تقل نسبة الحصول فيها على الإنترنت عن 35%”.
وأعادت 18 دولة فتح المدارس في المنطقة، على ما ذكرت “يونيسف” التي قالت، إن معظم المدارس “تُطبِّق نهجًا مدمجاً للأطفال والمعلمين يجمع بين التعلّم الوجاهي والتعلم عن بُعد”.
أغلقت المدارس أبوابها في جميع أنحاء المنطقة لفترة بين أربعة إلى ستة أسابيع أكثر من المتوسط العالمي للإغلاق، بحسب “يونيسف”. بشكل إجمالي، أُغلِقت معظم المدارس لمدة ثلثي العام الدراسي؛ مما “أثر على تعلم ورفاه ملايين الأطفال من كل الفئات العمرية”.
ووفرت جميع البلدان في كافة أنحاء المنطقة منصة واحدة على الأقل عبر الإنترنت؛ لتمكين التعلم من المنزل أثناء فترة إغلاق المدارس وفق “يونيسف”.
المدير الإقليمي لـ”يونيسف” في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تيد شيبان، قال، إن “إعادة فتح المدارس هو أمر بالغ الأهمية، ليس لتعليم الأطفال فحسب، بل من أجل رفاههم أيضًا. لقد كان لإغلاق المدارس تأثير بالغ على الصحة النفسية للأطفال”.
وقالت المنظمة، إن الحكومات في جميع أنحاء المنطقة “تنفق 14% فقط من ميزانياتها على التعليم، وهو ما يقل عن المتوسط الدولي والهدف العالمي” وطالبت في هذا الجانب “زيادة الميزانيات الحكومية لإصلاح أنظمة التعليم”.
وأشارت إلى أن جائحة كورونا أدت إلى “تفاقم أزمة التعليم لملايين الأطفال في المنطقة”.
وبلغ عدد الأطفال الذين لا يذهبون إلى المدرسة قبل الجائحة نحو 15 مليون طفل، ولفتت “يونيسف” إلى أنه “لم يتمكن قُرابة ثلثي أطفال المنطقة ممن هم في سن العاشرة من قراءة وفهم نص بسيط يتناسب وعمرهم”.
شيبان أوضح: “لا يكفي مجرد إعادة فتح أبواب الصفوف الدراسية، فقد آن الأوان لإعطاء الأولوية في جميع أنحاء المنطقة للتعلم، ليس فقط من خلال الميزانيات والتمويل، بل أيضاً من خلال التركيز على المهارات الحياتية والحد من الفقر الرقمي، الذي يشمل العمل على زيادة سعة حزمة الإنترنت، وجعل الأجهزة والمعدات الرقمية متاحة بشكل أكبر وبأسعار معقولة لسد الفجوة الرقمية”.
ودعت “يونيسف” إلى “دعم جميع الأطفال في المنطقة لاستئناف التعلم الوجاهي الشخصي في أقرب وقت ممكن، بحيث تُستخدم برامج التعلم الاستدراكي لتعويض ما فاتهم”.
وكذلك “إعطاء الأولوية لتلقيح المعلمين في حملات التلقيح الوطنية” وذكرت أنه “ينبغي ألّا يكون التلقيح شرطا مسبقًا لإعادة فتح المدارس؛ لذا يستدعي الأمر اتخاذ تدابير وقائية إضافية في المدارس”.
وطالبت بـ “تجهيز المعلمين بالمهارات التي يحتاجون إليها، ومن ضمنها المهارات الرقمية”.
“يونيسف” دعت أيضا إلى “زيادة سعة حزم الإنترنت والبنية التحتية للشبكة، وتوفير خيارات ميسورة التكلفة للعائلات والمعلمين والمدارس؛ لتقليل الفجوة الرقمية، بما في ذلك المناطق الفقيرة والريفية والنائية”.
وتقول المنظمة، إنها “تعمل مع الحكومات لتصميم وتنفيذ برامج شاملة مُعَجَّلة واستدراكية؛ لمساعدة الأطفال على التعافي وتسريع تعلمهم من خلال عودتهم إلى التعلّم الوجاهي الكامل”.