في النسخة التاسعة من مهرجان أجيال…. إطلاق منصة لصناعة الأفلام

الرميحي: فخورة جدًا بتصميم وشغف ومهنية دفعة «صنع في قطر» لهذا العام، ومثابرتهم على تحقيق مشاريعهم على الرغم من القيود التي فرضها عليهم الوباء العالمي

النشرة الدولية –

الراية القطرية –

شهدت النسخة التاسعة من مهرجان أجيال السينمائي، الثلاثاء، عرض 10 أفلام ملهمة لمخرجين قطريين وصانعي أفلام مقيمين في قطر، وذلك ضمن برنامج «صنع في قطر»، الذي يتيح الفرص أمام المبدعين المحليين للانضمام إلى مجتمع الأفلام العالمي. وهو منصة فريدة لصانعي الأفلام الطموحين تعتمد على القوة الكامنة للسينما لأجل إنشاء محتوى أصلي وجذاب في المنطقة يساهم في تعزيز التفاهم العالمي من خلال الحوار الفني.

مديرة المهرجان والرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام، فاطمة حسن الرميحي، قالت: فخورة جدًا بتصميم وشغف ومهنية دفعة «صنع في قطر» لهذا العام، ومثابرتهم على تحقيق مشاريعهم على الرغم من القيود التي فرضها عليهم الوباء العالمي.

وستتنافس الأفلامُ القصيرة العشرة على جوائز صنع في قطر، التي اختارتها لجنة تحكيم تضمّ الممثلة الأمريكية شيلا فاند، عضو مجلس الإدارة والرئيس التنفيذيّ لأستوديوهات كتارا أحمد الباكر، وصانعة الأفلام الفلسطينيّة البريطانيّة فرح نابلسي المرشّحة لجائزة الأوسكار والحائزة جائزة البافتا عن فيلم «الهدية» المدعوم من مؤسّسة الدوحة للأفلام.

وتشمل مجموعة الأفلام المتنافسة ضمن البرنامج: فيلم «حدود» من إخراج خليفة آل ثاني، «حلم اليقظة» من إخراج آنيا هيندريكس وتويكز، «كان في ناس» من إخراج محمد الحمادي، «لا تأخذ راحتك» من إخراج شيماء التميمي، «عدسة تحت الماء» من إخراج فاطمة زهرة عبد الرحيم، «الصّوت الافتراضيّ» من إخراج سوزانا ميرغني، «أطلال» من إخراج بلقيس الجعفري وطوني الغزال، «لمّا بيروت كانت بيروت» من إخراج أليساندرا الشنطي، و«عليان» للمخرج خليفة المري، وفيلم «ومن ثمّ يحرقون البحر» للمُخرج ماجد الرميحي.

«أطلال».. يخوض رحلةً بين الماضي والحاضر 

يقول طوني الغزال: في وقتنا الراهن، أصبحنا ندرك مدى قوّة القصص التي نسردها، ودور صنّاع تلك القصص ومسؤوليتهم في إيصال رسائل قيّمة وهادفة. القصص قد تتمكن من إحداث تأثير أكبر حول القضايا الاجتماعية بالمقارنة مع الحقائق المباشرة، فالناس يتعاطفون مع الشخصيات والأحداث، وبالتالي يُمكننا إيصال الرسائل بطريقة غير مباشرة، وهنا تكمن قوّتها، ومن خلال أعماله، يسعى الغزال إلى مشاركة وسرد القصص ذات المغزى، وبطريقة تكون بسيطة ومحددة وذات تأثير عالمي. وفي هذا السياق تتمثل مشاركة الغزال بمسابقة صنع في قطر بفيلم «أطلال»، وهو فيلمٌ وثائقيّ خياليّ من إخراجه وبلقيس الجعفري، وتدور أحداثه حول رجل فلسطيني خمسينيّ يدعى بسّام «عبد الغني مقبول»، يخوض رحلةً بين الماضي والحاضر. وذكرياته الثّمينة من حياته في قطر بمدرسة قطر الإعدادية ونادي الدوحة وسينما الخليج.
ويغوص مخرج الفيلم «طوني الغزال» في تفاصيل قصص حياة بسام، بين أرشيفاتٍ شخصيّةٍ ومقابلاتٍ معه ومع زوجته ليلى «منال مقبول»، ونكتشف شيئًا فشيئًا حنين بسام إلى الماضي.
وتقول بلقيس إن أطلال يتحدث عن الذكريات الجميلة التي مر بها بسام في حياته منها الأماكن المهمة التي عاش بينها، مؤكدة أن الفيلم يتجسد من خلال حالة تخاطب الأحاسيس والمشاعر بالأساس.
يشار إلى أن طوني الغزال، مخرجٌ وصانع أفلامٍ لبنانيّ. أخرج عددًا من الأفلام الرّوائيّة القصيرة مستوحاة من حكاياتٍ خياليّةٍ وحقيقيّةٍ. تروي أفلامه قِصصًا من العالم العربيّ ذات صدىً عالمي.
وبلقيس الجعفري صانعة أفلام ومخرجة عراقية عملت سابقًا بالتصوير كمنتجة، مسجلة صوتية، مخرجة، مشرفة سيناريو ومونتاج، ولديها موهبة في النصوص التي تدور حول أحداث روائية وقضايا تحدث في الشرق الأوسط.

«حدود» .. دعوة للتسامح ونبذ العنصرية

يقول المخرج خليفة آل ثاني عن فيلم «حدود»: يحاول محمّد قطع الحدود لرؤيّة عائلته، ولكنه عليه أولًا فهم قواعد العالم الجديد وتنظيماته، فيبذل قصارى جهده لاتّباع هذا النّظام المعقّد، ولكن رحلته هذه ليست رحلة سهلة، فعند كلّ منعطف يواجه محمّد اللامبالاة المؤسّسيّة والشّكوك المتزايدة حول تاريخه ونواياه. تتحوّل الأحكام سريعًا إلى انحياز في عالم تحوّل فيه الجميع إلى رموز ملوّنة. مضيفًا: الفيلم عمل روائي قصير يتطرق للعديد من القضايا الإنسانية، التي تظهر من خلال رجل من الشرق الأوسط يحاول عبور الحدود إلى دولة أجنبية ما، إذ يصبح تجاوز الأمن رحلة شبه مستحيلة. والفيلم يحاول من خلال الأحداث توجيه عددٍ من الرسائل الإنسانية كقضية اللاجئين والعنصرية، دون توجيه الانتقاد أو الإساءة لدولة أو فئة أو ديانة بعينها. مؤكدًا أن فكرة الفيلم تركز على قضية مهمة ألا وهي الحكم المسبق والمتسرع على بعضنا البعض، وهو دعوة واضحة للتسامح بين الجميع.
وعن صناعة الأفلام المحلية يقول: نحتاج أن نتعلم ونطوّر من مهاراتنا في صناعة الأفلام، ونحن هنا في قطر تتوفر لنا فرصة ذهبية، حيث إن أبرز الصنّاع يحضرون إلينا هنا كل عام، ليقدموا لنا خبراتهم السينمائية، ونتعرف من خلالهم كيف يمكننا أن نذهب بأعمالنا خارج الحدود الإقليمية، خاصة أن هناك الكثير من القصص الموجودة داخل بيئتنا بحاجة أن تُسرد للعالم في شكل أعمال سينمائية، لذلك علينا أن نعمل على استثمار هذه المفاهيم التي نتعلمها هنا ونطوّرها لكي نصل إلى ما نطمح إليه ونحقق ذاتنا في هذا المجال، ونصل إلى المستوى الأفضل لكي نستطيع المنافسة في المحافل الدوليّة التي تؤهلنا لها مؤسسة الدوحة للأفلام من خلال مشاركاتها الخارجيّة.

الحمادي يوثق تداعيات انفجار بيروت

يوثق المخرج محمد الحمادي من خلال فيلمه «كان في ناس» قصص اللّبنانيّين ومعاناتهم اليوميّة، في أعقاب الانفجار المأساويّ الذي هزّ مدينة بيروت في أغسطس عام 2020، وعن الفيلم يقول الحمادي: يطرح الفيلم أسئلة مؤثرة عن قدرة الأفراد على التعايش مع الظروف الصعبة، والحياة المأساوية التي فرضت عليهم بشكل مفاجئ وبدون مقدمات. مضيفًا: سيبقى ما عاشه الشعب ذلك اليوم ملازمًا له طوال حياته، واليوم قد عاد عدد كبير جدًا من سكان الأحياء إلى منازلهم فيما تهدمت بعض المباني بالكامل ولا يزال عدد من الناس مُشردين. يُشار إلى أن الحمادي مذيع مهتم بالمواضيع الإنسانيّة والثّقافيّة، وقد تخرّج في كلية القانون في جامعة قطر عام 2021، انطلق مشواره عام ٢٠١٠ في تلفزيون قطر، وتنقّل بين محطات إذاعيّة محليّة.

«ومن ثم يحرقون البحر».. فيلم عن ألم الفقدان

وعلى صعيد الأفلام الوثائقيّة القصيرة يشارك فيلم «ومن ثم يحرقون البحر» للمخرج ماجد الرميحي، الذي يُعدّ قصيدة رثاء لوالدته التي لا تزال حيّة ولكن ضاعت منها ذكرياتها فجأة خلال صناعة هذا العمل.
ويتأمل العمل، الذي يحمل طابعًا رثائيًا، الذاكرة الأسرية وألم الفقدان، حيث يمزج بين الأرشيف العائلي والأحلام المُعاد تصويرها والطقوس المتأصلة، مُبرهنًا على قدرة السينما على الإمساك بخيوط الذكريات.
وعن الفيلم يقول المخرج ماجد الرميحي في تصريحات ل الراية: «ومن ثم يحرقون البحر» هو فيلم وثائقي تم إنتاجُه تحت مظلة مشروع صندوق الفيلم القطري، لكنني قبل العمل على تطوير القصة، شاركت في العديد من الورش الخاصة بصناعة الأفلام الوثائقيّة، مع المُخرج الكمبودي الفرنسي ريثي بان.

«عليان».. صداقة بين الإنسان والحيوان

قال المخرج القطري خليفة المري: إن فيلمه «عليان» يدور في حقبة التسعينيات حول فتى بدوي يُدعى حمد، يُدرك أن صديقه المفضل الجمل «عليان» سيباع في سوق الجمال فينطلق لإنقاذه وإعادته إلى منزله. مشيرًا إلى أن الفيلم تم تصويره بمنطقتي زكريت، ولِعريق. لافتًا إلى أن «حمد» هي الشخصية الرئيسية في الفيلم وهو الطفل الذي يبدأ بكونه خجولًا بعض الشيء، لكنه يتحوّل إلى شخصية أقوى من أجل إنقاذ صديقه.
وفي سياق آخر، قال المري: إن السينما القطرية أصبح لها حضور مميّز في أقوى المهرجانات العالميّة، وتلك المشاركة تعكس الجهود الكبيرة التي تقوم بها قطر في تعزيز المشهد السينمائي، وأصبحت الأفلام القطرية موجودة في أعرق المهرجانات السينمائيّة.

«التميمي» تسلط الضوء على تبعات الهجرة

تشارك المخرجة اليمنية شيماء التميمي بفيلم «لا ترتاح كثيرًا» حيث تقدّم من خلاله رسالة تأمليّة وجّهتها إلى جدّها المتوفى، وتعود فيها إلى ماضي عائلتها، الذي شكّلت ملامحه الهجرات المستمرّة وما كان لها من تبعات جذريّة على ثلاثة أجيال مختلفة. وتدور أحداث الفيلم عندما عزم جَدّ المخرجة شيماء التّميمي على الهجرة من اليمن إلى زنجبار قبل نصف قرن، بحثًا عن عمل؛ لم يكن يعرف أنّه قد فرض على أجيالٍ من عائلته مصير التّرحال المستمرّ، حيث عاصر الرّجل الثّورة الدّموية التي اندلعت مطلع السّتينيّات في وجه الاستعمار البريطانيّ ليعود إلى اليمن مع بعض أفراد عائلته، ومنهم أبو شيماء. وتدور عقارب الزمن 55 عامًا تَنقّلت فيها عائلة شيماء بين خمسة بلدانٍ مختلفة، واليوم تجد شيماء نفسها بين جيل من اليمنيين تشكّلت معالم حياتهم على يد الحيرة والتّهميش والحرمان من الفرص بسبب القيود التي تلازم حاملي جواز السّفر اليمنيّ، حتى عندما يعيشون خارج بلادهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى