متى ننتبه للخطر الكبير؟
بقلم: أحمد الصراف

النشرة الدولية –

لو قامت جهة ما، وليست وزارة التربية المختطفة من القوى الدينية، بزيارة بعض المدارس، خصوصاً التي تقع في مناطق نفوذ هذه القوى أو البعيدة عن العاصمة، لوجدت أن الولاء فيها ليس للوطن، بل لجهات أخرى. ولوجدت أيضاً أن الأنشطة الدينية فيها مكثفة، وهناك شحن أيديولوجي يومي حتى من خلال الأنشطة الرياضية وحلقات ودروس «توعوية»، والسماح لأصحاب اتجاهات بعضها متطرفة بدخول تلك المدارس وإلقاء محاضرات لترغيب الطلبة في الانخراط بالعمل الحزبي، وتمجيد سيرة أشخاص مثل البنا وقطب وغيرهما.

كما تقوم إدارة هذه المدارس باختيار الطلبة المبرزين، في مرحلة مبكرة، والتركيز عليهم وجذبهم لصفوفها لتسهل برمجة عقولهم. كما يقومون بإحياء مناسبات دينية في أماكن محددة في مزارع العبدلي أو الوفرة أو جواخير كبد، ويصرفون على تنشئتهم بسرية وصمت، وكل هذا وغيره جاء على لسان أحد الطلبة الذي حاولوا استمالته لهم، واستجاب في البداية، ولكنه تخوف من مخططاتهم تالياً، فتركهم وقرر فضح أفعالهم في شريط انتشر على مواقع التواصل.

في هذا السياق نفسه، أعلن في الصحف عن قيام مركز تابع لجمعية دينية متشددة عن إحياء موسمه «الثقافي»، وفتح باب التسجيل للأولاد من عمر 12 إلى 20، والذي يتضمن أنشطة عديدة وبرامج تربوية ورياضية.

كما أكدت مصادر استخباراتية، من خلال نشرة سرية، أن منطقة الخليج العربي، والكويت بالذات، تواجه بالفعل قضايا جوهرية، وأولاها وأكثرها أهمية ما تشكّله جماعة الإخوان المسلمين من خطر اجتماعي وأمني. فقد كانت هذه الجماعة جزءاً من المؤسسة الكويتية منذ عقود، وقويت شكوتهم بعد التحرير، بالرغم من خيانتهم العظمى خلال فترة الاحتلال! كما لهم وجود قوي داخل البرلمان، ويسيطرون على جهات حكومية عدة من خلال أعوانهم، ومنها التربية، وأغلبية المناصب الأكاديمية والإدارية العليا في الجامعة. كما لدى الجماعة استثمارات ضخمة مسجّلة بأسماء كويتيين.

وورد في التقرير أن الحكومات أبدت، تاريخياً، تسامحاً مع الإخوان، وحابتهم، لاعتقادها أنهم أسهل في العمل والتحكم مقارنة بالنشطاء الليبراليين والمدنيين الذين يسعون إلى تغيير حقيقي. وكيف أنها استغلتهم، من خلال القضية الفلسطينية ورفض الاعتراف بإسرائيل، وجعلتها وسيلة للخروج من أية أزمة سياسية. وكيف أن هذا الاعتماد المفرط عليهم أثبت أنه سيف ذو حدين. فالتساهل مع مطالبهم العلنية يصعب على الحكومة مجاراة جيرانهم في التطبيع. وإن هذا التساهل حوّل الإخوان لجهة يصعب السيطرة عليها. كما زادوا من سيطرتهم بعد ذلك. وورد في التقرير أنهم يستعينون بخبرات نظرائهم في الأردن، المدعومين من أجهزة حكومية عليا.

وورد في التقرير السري أن الإخوان لا يخططون حتماً لأي انقلاب، بل يكتفون بمد سيطرتهم تدريجياً وبسلاسة، وفي ذلك يتلقون الدعم ربما من عناصر خارجية، ليكونوا دمى لها مستقبلاً (!!).

سؤال أخير: لا يكاد يمر شهر من دون أن نسمع عن فضيحة مالية وفساد كبير في مؤسسة دينية، وجميع هذه الجهات تدار من أحزاب دينية، فما سبب «قوة عين» هؤلاء؟ ولماذا لا يكترثون أو يخافون كغيرهم من العقاب؟

ملاحظة: أعلنت Hotelier Middle East المرموقة في عالم السياحة والفندقة عن أفضل 100 مدير عام مؤثر، وورد اسم السيد فهد أبو شعر، المدير العام لفنادق شيراتون الكويت، ضمن القائمة.

ألا تستحق هذه الكفاءات الجنسية الكويتية بدلاً من منحها لعوير وزوير؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button