“المفلسون” يتزايدون ويتكشفون
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
يتزايدون.. يقفزون من شجرة لشجرة.. يزحفون في شتى الإتجاهات..يصرخون ويتنافخون حتى غدا انفجارهم كالبارود.. فتجاوزت أحلامهم وأوهامهم كل الحدود، بعد أن اعتقدوا أنهم حطموا جميع القيود، فأبرموا العقود بأنهم سيبنون السدود، لمنع صاحب كل فكر سليم من الوجود، فهؤلاء مفلسون سياسياً واقتصادياً ورياضياً ويعتقدون أنهم الوعد الموعود، ففي هذا الزمن الجهل يسود وكل عارف وعالم من المناصب مطرود، متناسين أن الوطن يحتاج إلى من يقود، ولكل قادر على بناء الصعود وهؤلاء هم الحل الذي يقود الأمة صوب الخلود.
“المفلسون” هم الخطر والصورة الزائفة للنهضة والفكر ، كونهم هُلاميون ولا يعلمون أن الأمل مرحلة بين الواقع المفقود لديهم والحُلم الضائع من عقولهم القاصرة، لذا يجتمعون على أوهام بلا رؤيا ومشاريع بلا أهداف فتتضخم ظلالهم أكبر بكثير من حقيقتهم، لتنكشف حقيقتهم بعد أن غادروا مكاتبهم الفارهة بأبوابها المغلقة أمام الشعب، وعادوا ليصبحوا خارج المناصب والحكومات والشركات والمؤسسات والملاعب والأندية والاتحادات، فراعهم ما صنعت أيديهم من كوارث تجاوزت حدود العقل والمعقول، فتحولوا إلى مُنظرين يُكثرون من نقد سياساتهم التي أفلست الأوطان وأعادته سياسياً وإقتصادياً ورياضيا ً للخلف، “والمفلسون” أنوع كما الطيور والحشرات فمنهم الباحثون عن المجد في شتم الآخرين، ونقيضهم من يُجيد النفاق، لذا أضاعوا الطريق وضلوا الهدف ومارسوا الضلال بأبشع الطرق.
“المفلسون” هم الراقصون على الحبال فتارة نجدهم في صفوف المُعارضة وتارة مع مصلحتهم الشخصية، ونادراً ما يكونوا مع الوطن والشعب، و”المفلسون” هم الذين تسلقوا حتى تجاوزوا أسوار المناصب ولا يعرفون معاناة الوطن ومعاناة المواطنين، “المفلسون” هم الذين لم يقرأوا كتاب منذ أعوام ويدعون معرفة أسرار العالم، هم من قيدوا الحريات في عصور الديكتاتورية القاتمة ويطالبون بالحرية في عصور الإنفتاح التي تجاوزتهم، فأصبح الطفل يفوقهم قوة وجرأة وبلاغة، فهم اعتادوا على وجهة النظر الواحدة ليفشلوا في لغة الحوار ليسقطوا في كل محفل حتى أصبح المجتمع ينظر إليهم كأنهم فُجار.
“المفلسون” هم أولائك الذين يتسابقوا للظهور في المناسبات ويصدحون برأيهم في شتى المواضيع دون أن يطلب منهم أحد، “المفلسون” هم الذين يرتدون ثوب البطولة على شاشات الفضائيات ويصعدون للمناصات دون دعوة، “المفلسون” هم الذين أنهوا حياتهم العملية ولم يجدوا لهم مكان فتحولوا للقيام بادوار التحليل والاستشراف دون معرفة، “المفلسون” الذين يحاولوا العبور من جميع الابواب دون إستئذان، “المفلسون” هم الخطر القادم من عمق المجتمع بترويج خرافاتهم وأكاذيبهم لاستعادة لحظات المجد الشخصي رافعين شعار ” أنا ومن بعدي الوطن”، ليسقطهم الشعب الواحد تلو الآخر ليزدادوا إفلاساً على إفلاسهم ليصبحوا رواد للأطباء النفسيين لإصلاح ما خربه الزمن وفي مقدمتها قرار إبعادهم وتضخم أوهامهم فيما البعض يرفض الاعتراف بمرضه ليكون الخوف من إنتشار وباء “المفلسون”.
آخر الكلام
– – – – –
لا أقصد مُفلس بنفسه إلا من أدرك حالته المرضية وبدأ بمراجعة الأطباء، فقد أصبح خبيرا بنفسه واهتدى لطريقه.