الأكاديمية فاطمة ناصر العازمي: حضور المرأة الكويتية في الإعلام خجول رغم وجود رائدات في هذا المجال

النشرة الدولية –

النهار العربي – روزي الخوري –

إنجازاتها الأكاديمة والإعلامية كبيرة. فاطمة ناصر العازمي استاذة اللغة الانكليزية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب وكاتبة في صحيفة “الأنباء” وعضو الاتحاد العالمي للصحافيين وعضو جمعية الصحافيين الكويتية. طموحها الأكاديمي قادها الى نجاحات كثيرة فتقلّدت العديد من المناصب بجهد وكفاءة وبثقة المسؤولين بقدراتها. تعتبر أن الواقع الحقيقي للإعلام ليس على مستوى الطموح، وأن وجود المرأة في الإعلام الكويتي لا يزال خجولاً.

عن خبرتها الطويلة في المجالين الأكاديمي والإعلامي تحدّثت الى”النهار العربي”.

* خبرتكِ في مجال الإعلام واسعة، إذا طلب منكِ تعديل في الاعلام الكويتي فماذا تقترحين؟

– الواقع الحقيقي للإعلام في الكويت ليس على مستوى الطموح، فبيئة الإعلام بيئة طاردة للكوادر الوطنية. وإذا كانت أي دولة ترغب في وجود إعلام قوي ومُؤثر فهذا يتطلب منها الكثير، كرصد الموازنات الضخمة والاهتمام بتدريب كوادرها في الدورات المكثفة داخلياً وخارجياً، والأهم هو تكويت هذا القطاع المهم لأنه سلاح الدولة والمتحدث باسمها، لذا يجب ان يكون هناك دعم قوي للإعلام بكل أشكالة (مرئي/ مسموع/ مقروء من تلفزيون وإذاعة وصحافة وإعلام إلكتروني)، لدينا فقط نسبة قليلة لا تتجاوز 10 في المئة  في الصحافة واعتبرها صحافة عربية تصدر في الكويت لقلة الكوادر الوطنية، باستثناء بعض الكتاب، والبعض (وليس الكلّ) اتخذها جسراً لتحقيق أهداف أخرى كالحصول على وظيفة معينة او للانتخابات مثلاً.

نحتاج الى كيان إعلامي قوي، على سبيل المثال قناة “الجزيرة” تدعمها قطر بقوة بموازنات ضخمة ولديها مكاتب في العواصم الكبرى ومراسلون في دول أخرى بما يمكنها من الريادة ونقل الحدث أولاً بأول، وهناك “العربية” و”الحدث” للمملكة العربية السعودية و”سكاي نيوز” لدولة الإمارات العربية الشقيقة، وقد أثبتت هذه القنوات جدارتها وتفوقها. في الكويت، يا للأسف ليس لدينا حتى محاورون على مستوى الطموح.

بالنسبة الى الإعلام الإلكتروني لدينا ما يُقارب 500 ترخيص لصحف ومواقع إخبارية تُدار غال يتها بكوادر غير كويتية، حتى أصبحت وسائل للإيجار، وبعضها وليس الكل لإثارة مواضيع معينة او انتقاد شخصيات أو جهات معينة في الدولة. وفي رأيي أن الإعلام الإلكتروني لم يحقق الهدف المنشود منه

* المساحة المعطاة للمرأة في قطاع الإعلام في الكويت محدودة، لماذا؟

– وجود المرأةالكويتية لا يزال خجولاً على الرغم من وجود رائدات في العمل الإعلامي والصحافي، ولكن بشكلٍ عام لم تتقلد المرأة الكويتية وكذلك العربية في صحافتنا العربية مناصب قيادية أو تنفيذية، وما زالت مشاركتها ضعيفة.

نحتاج الى قانون ينظم العمل الإعلامي، واعتقد أن وجود رخصة تؤهل الشخص للعمل في الإعلام يساعد على تطويره، فمن يعمل في هذا المجال يجب أن يكون مؤهلاً لهذا العمل، مثل الطبيب والمهندس والمدرس، كلّ في مجاله. نحن في حاجة الى قانون ينظم العمل في الصحافة الكويتية، واهتمام جاد من الدولة.

*إنجازاتكِ الأكاديمية والإعلامية كثيرة، والهدف إيصال رسالة ما. أي رسالة أوصلتها إلى العالم أشعرتكِ بالفخر؟

– المثابرة والجد والاجتهاد وتطوير الذات في الدورات المكثفة والمشاركات العالمية هي من يوصلك الى هدفك المنشود. أكاديمياً نجحت، ولله الحمد، وتقلدت العديد من المناصب بمجهودي وكفاءتي وثقة المسؤولين بقدراتي، وأرى ذلك في نجاح أبنائي الطلبة والطالبات، فنجاحهم هو نجاحي وسعادتي. أما المجال الإعلامي فهو جانب آخر مما أحب عمله، إضافة الى عملي الأصلي في المجال الاكاديمي، وقد طورت نفسي في الإعلام عندما تقلدت منصب المتحدث الرسمي في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب من طريق تدريب مكثف ودورات متخصصة بالإعلام بكل أنواعه، وحصلت على العديد من الشهادات المتخصصة والمعتمدة في هذا المجال بعد إعداد بحوث متخصصة (إدارة الأزمات والكوارث/ مستشار إعلامي) وشاركت في العديد من المؤتمرات كمتحدثة عن الإعلام الالكتروني وقوانينه في الكويت (امبيريال كوليدج) ولندن، ومتحدثة في ملتقى “مغردون” في حب الوطن  في الدوحة، وغيرها الكثير.

* أي رابط بين الإعلام والتربية؟ وكيف يخدم أحدهما الآخر؟

– لقد اضطر العالم اجمع الى التحول الرقمي بسبب جائحة كورونا، والاعتماد على الإنترنت، بما في ذلك المدارس والجامعات، واعتمد المتعلمون والمعلمون على أدوات الإعلام الحديث كوسائل التواصل وعلى اليوتيوب ومحركات البحث في طرق تدريسهم الطلبة وعمل الفيديوات وغيرها، ولقد انتهيت للتو من بحث يتعلق بهذا الموضوع ويتحدث عن تأثير وفاعلية استخدام وسائل التواصل في التعليم، وبالأخص تدريس الطلبة في كل المراحل، وسأشارك كمتحدثة بورقة بحثية عن هذا الموضوع في مؤتمر عالمي يقام خلال هذا الشهر في بلجيكا.

* المرأة الكويتية حاصلة عل كامل حقوقها وتضطلع بأدوار كبيرة في المجتمع، هل هي تخطّت كل العوائق أمامها؟

– تقلدت المرأة الكويتية العديد من المناصب وتخطت المعوقات بدعم من القيادة السياسية والمجتمع، فهي عضو في البرلمان وقاضية ووزيرة، وأثبتت كفاءتها في كل المجالات التي عملت فيها.

* ما الذي ينتظر العالم وفق رؤيتك بعد كورونا؟

– لقد تغير العالم بأكمله بعد هذه الجائحة، وللتو كتبت مقالاً في صحيفة “الأنباء” تناول عن أهمها:

رفع مستوى الأمن السيبراني بخاصة بعد التحول الرقمي واعتماد العالم على الانترنت، حماية لسرية المعلومات من الاختراق. الأمن الغذائي والاكتفاء ذاتياً لسد حاجات السكان من السلع الغذائية المهمة. عدم الاعتماد على مصدر واحد للدخل بل الحرص على تعدد مصادر الدخل. الاهتمام بالتعليم في كل دول العالم ومساندة الدول الفقيرة في هذا المجال. الاستعداد الجاد لأي نوع من الكوارث مستقبلاً ووضع خطط مستقبلية لها، وتعاون كل شعوب ودول العالم أجمع.

* لديكِ على “تويتر” تعليقات يومية حول كورونا، كيف تقيّمين دور الكويت في هذه المرحلة؟

– تابعت منذ ظهور هذا الوباء اللعين في الصين، وأنشأت هاشتاغ في تويتر #آخر_مستجدات_كورونا وحذرت من وصوله الى الكويت، وحوّلت حسابي في تويتر قناة إعلامية مُصغّرة أرصد بها أخبار العالم على مدار الساعة والأهم من ذلك قدمت العديد من المقترحات التي نالت استحسان المسؤولين في الدولة وتم العمل بالكثير منها ولله الحمد وكانت لدي بعض الملاحظات على أداء البعض والتي تقبّلوها برحابة صدر، وما زلت أتابع … بالنسبة الى تجربة الكويت مع كورونا اعتبرها ناجحة جداً، فقد تخطينا كل الصعوبات وانخفضت اعداد المرضى وأشغال العناية المركزة انخفاضاً شديداً وملحوظاً وكذلك عدد الإصابات اليومية آملين الوصول الى صفر إصابة بإذن الله بجهود كل الطواقم الطبية من كويتيين ومقيمين وتعاون الجميع.

* لديكِ محاضرات عديدة آخرها عن انعكاس وسائل التواصل الاجتماعي على العالم. أي دور إيجابي لها وأي دور سلبي؟

– وسائل التواصل الاجتماعي هي أدوات الإعلام الجديد التي وجدت للاستخدام الإيجابي في مجالات عديدة كالتعليم كما ذكرنا، ولكن للأسف الشديد يستغلها البعض لنشر الأفكار الهدامة والتطرف والطائفية واستغلال الأطفال جنسياً والإرهاب، ولعبت دوراً كبيراً وفاعلاً خلال جائحة كورونا، واعتبر أن اغلبه كان إيجابياً، كالتشجيع على التطعيم وتقديم النصائح والتحذير من الوباء وتشجيع كذلك الكوادر الطبية والتمريضية والمساندة وتقديم المقترحات والنصائح في هذا المجال، فلنأخذ الجوانب الإيجابية ونبتعد كل البعد من الجانب السلبي في هذا الفضاء المفتوح والذي يصعب السيطرة عليه.

* كونكِ على تماس مع الجيل الكويتي الشاب من خلال محاضراتكِ ودراساتكِ، كيف تقيّمين الجيل الشاب الكويتي؟

– من خلال احتكاكي بهذا الجيل في التعليم العالي أرى فيه طموحاً كبيراً وأتوقع له مستقبلاً باهراً في ظل هذه الثورة التكنولوجية الهائلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button