ليلى داغر: لوحتي تروي حكايات صمود مدينتي وعلاقتها بالمواطن

النشرة الدولية –

النهار العربي – روزيت فاضل –

خبر لبناني إيجابي أخيراً: الفنانة التشكيلية ليلى داغر شاركت في أواخر تشرين الأول (أكتوبر) في فاعليات صالون الخريف في باريس، من خلال عرضها لوحة إكليركية رسمتها بعنوان “حيث أنتمي”، تطارد فيها خواطر وحكايات عن بيروت، هذه المدينة التي سألها الكثيرون عنها في فاعليات المعرض كمبادرة إطمئنان الى حالها وحالنا…

بعد إنتهاء المعرض في أواخر تشرين الأول( أكتوبر)، عادت داغر الى وطنها الأم لبنان لتعيش في عالمها الخاص في محترفها في منطقة الجديدة.

بدينامية لافتة، تحدثت داغر عن مشاركتها للسنة الثانية على التوالي في هذه الإحتفالية العالمية حيث نجحت في التشبيك مع فنانين ورسامين ونحاتين من مدارس تشكيلية عدة من أقطاب العالم.

تحدثت داغر عن الرسم “الذي إعتنقته ديناً لها، فأضحى معتقداً يطاردها في حياتها، وتحول فسحة حرية خاصة للغة الريشة وألوانها…”
تشكل مشاركة داغر نقطة إيجابية جداً في زمن الإحباط الذي فرض نفسه علينا في لبنان. المهم أن داغر تحدت نفسها، وتمكنت من تغطية نفقات مشاركتها في هذه الإحتفالية العالمية عن فئة المدرسة التعبيرية.
أكدت داغر أنها ” أرادت المشاركة في هذا المعرض الذي تقدمت إليه بملف خاص عن عملها، أسوة بـ 800 فنان تم إختيارهم من أصل 9 آلاف فنان  من العالم كله،” مشيرة الى أن ” لوحتها المشاركة في هذا الصالون، اختصرت علاقة المواطن بمدينته، والأثر الحقيقي لعلاقة الإنسان بهويته ونمط عيشه الصحيح في مدينته…”.
كشفت داغر تعلقاً شديداً بمدينتها التي ولدت فيها، وتجذرت من خلالها العلاقة بين المدينة والإنسان، الذي غيبت عنه عمداً ملامح واضحة لوجهه لأن خبايا هذا الشخص تكشف فعلياً أنه مواطن يشبهنا ويعيش في لبنان ومدينته بيروت….،
وشددت على أنها “تقدمت بالعمل الفني التعبيري الذي جمعت فيه هواجسها وهواجسنا، وهو صمود المدينة من خلال خلق فصول عدة في العمل نفسه، أي من خلال تكثيف الألوان الحقيقية المستوحاة من واقع الخوف على البيوت الأثرية، ومنازل المدينة والتاريخ من خلال خلق فضاء من المتضادات اللونية، والخطوط الحرة القوية، التي تعبر عن مشاعر الفنان الداخلية بما فيها من قلق على روح المدينة وذاكرتها..”
عما إذا كانت رسمت هذا العمل من وحي فاجعة بيروت قالت:” لا. كنت أنهيت هذا العمل الفني الذي تم إختياره في هذه الإحتفالية، قبل إنفجار بيروت في 4 آب  (أغسطس)…”
صمتت لدقائق لتكمل أن “القلق على هوية المدينة يبقى نفسه، وهو اليوم مصحوب بالخوف والقلق، وهو حافز أساسي للإستمرار…”
كيف تصف الإحتفالية عموماً؟ أجابت أنه “في ظل أعمال ترميم القصر الكبير في العاصمة باريس الذي كان يحضن الفاعلية عادة، عمد منظمو الصالون الى إستحداث خيم واسعة حضنت الأعمال التشكيلية والفنية كلها على إمتداد جادة الشانزلزيه”.
وقالت:” شعرت بفرح كبير عندما رأيت مجموعة من المسنين الذين يعانون من صعوبات في الحركة. هم يبذلون أيضاً جهداً لمتابعة هذا المعرض والإنتقال من خيمة الى أخرى لمتابعة فعاعلياته…”.
وأضافت:” شعرت بأهمية الفن عند الفرنسيين والمقيمين في مدينة النور والذي بات بالنسبة إليهم متساوياً مع المأكل والمشرب ونبض الحياة عموماً…”
لا بد من التوقف عند أهمية صالون الخريف 2021، الذي يبرز من خلال الكتيب الصادر عنه، لاسيما أنه يحل في ذكرى مرور 100 عام على إنطلاقته، وهي وفقاً لكلمة رئيسه  دوني لو غران أن رسامين عالميين عرضوا في فاعلياته منذ تأسيسه الى اليوم ومنهم ماتيس، بيكاسو، رودان وبراك وسواهم، معتبراً أنه ” فضاء مهم جداً اليوم أكثر من أي وقت لتشبيك الخبرات بين الفنانين وتقريب المسافات بينهم في هذا المعرض…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى