مجلة “فورين بوليسي”: خلافات وانقسامات داخل طالبان “تهدد مستقبل الحركة”
النشرة الدولية –
خلص تقرير لمجلة “فورين بوليسي” إلى أن الوحدة التي ساعدت طالبان في السيطرة على السلطة في أفغانستان، تواجه تحديات كبيرة بسبب الانقسامات الداخلية التي تضرب الحركة.
وأشارت المجلة إلى أن “هذه الانقسامات تهدد بقاء الحركة”، إذا لم يتمكن قادتها من تجاوز الخلافات.
وأشارت إلى أن الخلاف يتركز بين اثنين من قادة الحركة هما: الزعيم السياسي للحركة، عبد الغني بردار، الذي شارك في تأسيس الجماعة مع الملا محمد عمر وقاعدة نفوذه في قندهار، والإرهابي سراج الدين حقاني، الذي يرأس شبكة حقاني المقربة من القاعدة.
وقالت مصادر أمنية وأكاديمية للمجلة إنه في الوقت الذي تتنافس فيه فصائل طالبان؛ للحصول على أكبر نصيب من “الكعكة”، يستقطب تنظيم داعش الأعضاء، الذين خاب أملهم من الاتجاه السياسي الذي تتخذه الحركة.
وفي خضم الصراع الداخلي على السلطة بين قيادات طالبان، “تدعم المخابرات الباكستانية تحالفا من الجماعات الجهادية الصغيرة غير الراضية على الفصائل التي تسيطر على طالبان”، بحسب وثيقة أعدتها الحكومة الأفغانية السابقة، اطلعت عليها المجلة الأميركية.
وأشارت الوثيقة إلى أن هذا التحالف، الذي يُعرف باسم “تحالف الدعوة الإسلامية” (IIA)، كان قد تم تشكيله بتمويل من وكالة الاستخبارات الباكستانية، في أوائل عام 2020 بهدف ضمان انتصار طالبان في معركتها مع الحكومة الأفغانية”.
وقال مصدر استخباراتي مشارك في الكشف عن وجود الجماعة، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الهدف الآن من هذا التحالف هو زعزعة استقرار طالبان من خلال نشر التطرف في جميع أنحاء أفغانستان.
أرسلت المجلة طلبات تعليق على التقرير إلى المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية، وإلى مسؤول العلاقات العامة والإعلام، وكذلك إلى سفارتي إسلام أباد في كابل ولندن، ولكنها لم تحصل على رد.
وقال رحمة الله نبيل، رئيس المخابرات الأفغانية السابق: “يعتبر بارادار، نائب رئيس الوزراء المؤقت الآن، رجل الغرب، بينما يمثل حقاني، القائم بأعمال وزير الداخلية، الوجه الأكثر معاداة للغرب في الجماعة، والذي يروق لباكستان”.
وأكد نبيل في تصريحات للمجلة أن الانقسامات بين الرجلين، اللذين تربطهما اتفاق غير مستقر لتقاسم السلطة، تدفع بجنود طالبان إلى أحضان تنظيم الدولة الإسلامية، وتصعب من مهمة الحركة في السيطرة على أفغانستان، وتخاطر باستقرار البلاد وربما السلام الإقليمي. وأشار إلى أن الانقسامات بين الرجلين آخذه في الازدياد.
أصبحت هذه الانقسامات علنية في سبتمبر، بعد فترة وجيزة من سيطرة طالبان على البلاد، ويمكن أن تكون وراء بعض الهجمات الأخيرة ذات الخسائر العالية المنسوبة إلى تنظيم “داعش- خراسان”، وفقًا لـ ويدا مهران، خبيرة النزاعات بجامعة اكسيتر.
وقالت مهران: “كنا نعلم أن طالبان لم تكن جماعة متجانسة. وإننا نرى العنف بين الفصائل المتناحرة أصبح الآن أكثر علنية”. وأضافت: “داعش كبش فداء مناسب للهجمات التي يُحتمل أن تكون قد ارتكبت في معركة الطرفين من أجل السيادة”.
فقد أدى هجوم أخير على مستشفى عسكري في كابل، على سبيل المثال، إلى مقتل حليف حقاني، حمد الله مخلص، قائد الفيلق العسكري في العاصمة. وقال الناجون من الهجوم لوكالة فرانس برس إن المهاجمين هتفوا “عاشت طالبان” وتجنبوا مناطق في المستشفى حيث يعالج مقاتلو الحركة.
فيما بعد، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان مسؤوليته عن الهجوم.
كما ذكرت بعض التقارير أن تنظيم داعش في خراسان يستوعب أيضًا أفرادًا من قوات أمن الدولة السابقة أثناء محاولتهم تجنب الهجمات الانتقامية من طالبان وكسب المال.
وقال نبيل إن تنظيم داعش خراسان يدفع حوالي 300 دولار شهريًا. ولكن أفرادا سابقين في قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية نفوا هذه التقارير.
وأكدت المجلة أن تنظيم داعش في خراسان والقاعدة جزء من مشهد سياسي معقد في أفغانستان، حيث تسعى المخابرات الباكستانية لضمان نفوذها على طالبان والسيطرة على الجهاد الإقليمي.
من جانبها، أثارت صحيفة واشنطن بوست المخاوف بشأن ما إذا كان الجيل الجديد من أعضاء طالبان الشباب، المدربين على الحرب والمتفجرات، سيتحولون إلى الجريمة أو العنف، خاصة في وقت يشهد فيه الاقتصاد الأفغاني حالة من الانهيار وعدم قدرة حكومة طالبان المؤقتة على دفع الرواتب.
وقال 14 مقاتل من الحركة، تحدثت معهم الصحيفة الأميركية: “عندما لا يكون هناك قتال، فإن الحفاظ على الأمن وخدمة البلد هو أيضًا شكل من أشكال الجهاد. نريد أن نكون مجاهدين”.
وأضافوا: “الآن جاء داعش إلى هنا. لقد نفذوا هجوماً بالقنابل في قندوز قبل أيام. لقد حملت السلاح للقتال والشهادة، وهذه طريقة محترمة للموت”.