لتجنب تشرذم سوريا!!
بقلم: صالح القلاب

النشرة الدولية –

إنّ من حق بعض الدول العربية أن تدعو لعدم التطبيع مع نظام بشار الأسد، وذلك مع الإحترام والتقدير لمن يرون رأياً مخالفاً دوافعه متعددة وكثيرة، فهذا النظام في حقيقة الأمر بات “لا يهشّ ولا ينشّ”، كما يقال، وإذْ أنّ سوريا العظيمة التي كانت والتي ستعود بالتأكيد، “قلب العروبة النابض”، قد أصبحت ممزقة وعلى هذا النحو وأصبحت تخضع لإحتلالات متعددة وكثيرة.

وإنّ أبشع الإحتلالات هو إحتلال إسرائيل لهضبة الجولان السورية وإلحاقها بدولة العدو الصهيوني ومن مشارف دمشق وحتى بحيرة طبريا التي كانت وعلى مدى حقب التاريخ بحيرة عربية وهي ستعود وبالتأكيد عربية والمشكلة هنا أنّ هذا النظام الذي لم يعد يسيطر لا على درعا ولا على معظم مناطق حوران يتصرف وكأنه نظام والده حافظ الأسد الذي كان قد حوّل هذا البلد “موحداًّ” ورقما رئيسيا في المعادلة الدولية وبالطبع في المعادلة العربية.

والآن فإن المعروف أن سوريا: “القطر العربي السوري” قد أصبح بمعظم جغرافيته ممزقاً ويخضع بالإضافة إلى الإحتلال الإسرائيلي إلى إحتلالات كثيرة.. أي الإحتلال التركي (العثماني) والإحتلال الإيراني والروسي وما هبّ ودب وأنّ هناك ما يسمى: “سوريا الديموقراطية” (قسد) التي هي في حقيفة الأمر دولة كردية تشارك فيها الأقليات الآشورية والسريانية والتركمانية والأرمنية والشركسية والشيشانية وبعض الميليشيات العربية التي وجدت نفسها معزولة ولا علاقة لها بالعاصمة السورية.

وهنا وتفادياً لأي تأويل فإنه على العرب كلهم أن يبقوا يتمسكوا بسوريا الموحدة رغم تمزقها وأنْ يكون هناك إعتراف بتشكيل في الخارج من عدد من قوى المعارضة الرئيسية وأن يكون هذا التشكيل قريباً من الجامعة العربية وعلى إتصال مع الأمم المتحدة وكل الهيئات الدولية المعنية.

وحقيقة أنّ المشكلة في هذا المجال ليست إعتبار أنّ نظام بشار الأسد ممثلاً للدولة السورية لا بل أن الخوف كل الخوف هو أنْ يؤدي كل هذا التمزق السوري إلى أن تصبح هناك دولاً طائفية “مايكروسكوبية” متعددة، إلى جانب دولة سوريا الديموقراطية التي هي في حقيقة الأمر دولة كردية، سيكون أخطرها هو الدولة “العلوية” التي كانت قد ظهرت وإنْ لفترة قصيرة سابقة باتت بعيدة.. وكان أهم الذين كانوا قد أعترضوا طريقها المفكر القومي العروبي الكبير زكي الأرسوزي الذي هو أحد أبرز “العلويين القوميين” الذين كانوا قد تمسكوا بإنتمائهم العربي وكانوا مساهمين رئيسيين في تشكيل الأحزاب العربية القومية وفي مقدمتها حزب البعث .. بالطبع وبالتأكيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى