ليس هذا «عهدي» بك أيها الصديق.. الليبرالي!
بقلم: أحمد الصراف

النشرة الدولية –

يعتقد البعض أنهم دعاة إصلاح وحماة أوطان، وهم لا هذا ولا ذاك، بل مجرد دمى تبحث عن الشهرة، واضعين أنفسهم في طبقة أعلى من الآخرين، ومنها يقومون بتوزيع «صكوك الغفران» و«أوسمة الوطنية» على البعض، وحجبها عن البعض الآخر!

قام مغرّد، كنت أكن له شيئاً من الاحترام، بانتقاد ما كتبته عن «الإخوان المسلمين»، طالباً مني ضمناً بأن أنتقد حزب الله وخلاياه، خصوصاً أن تغريدته تزامنت مع أخرى طالب فيها الزميل علي البغلي بأن يكتب عن خطر خلية «حزب الله» في الكويت بقدر ما يكتب عن الإخوان.

وبما أن الأستاذ البغلي محام، فهو ليس بحاجة إلى دفاعي، وبالتالي هذا ردي على المغرّد وأشكاله.

الذي هاجمني، والإعلامية التي «صفت معاه»، ليسا أول المفترين ولا آخرهم، فقد سبقهما العشرات، ولا أدري حقيقة لماذا يتطلب الأمر مني أن أكتب، بين الفترة والأخرى، عن خطر خلية العبدلي، أو خطر «حزب الله»، لأنال رضا أو قبول هذا الطرف أو غيره، وبعضهم عليه ما عليه من كلام!

فمن وضعوني، بكل صفاقة، في دائرة الاتهام وطالبوني بالدفاع عن نفسي وإثبات وطنيتي من خلال الهجوم على الحزب ومؤيديه في الكويت، ليسوا أولياء على ما أكتب، ولا يحق لهم أن يملوا عليّ تصرفاتي، وقد أجد لهم بعض العذر، فهم لا شك «جهلة» بسابق آرائي التي بيّنتها في عشرات المقالات، و«أكثر جهلاً» بمواقفي من «حزب الله» بالذات! ولن أكرر ما سبق أن ذكرته من قبل، لكي أنال «غفرانهم»!

لقد تعبت وأنا أكتب للذي يسوى، وما أكثرهم، وللذي لا يسوى، بأنه ليس من حق أياً كان إطلاق صفات، مذهبية أو عنصرية، على الغير، ومطالبتهم بين الوقت والآخر بالتصرف عكسها، وبخلاف ذلك، فإن تهمة المذهبية والعنصرية ثابتة عليهم!

فكون المواطن منتمياً، أو بالأحرى «مولوداً» لأسرة تنتمي إلى مذهب أو دين أو عقيدة مخالفة لمذهب أو دين الأغلبية، فيجب ألا يعني شيئاً، فالجميع، من الناحية الدستورية والمنطقية والوطنية، سواسية أمام القانون، وبالتالي لا الكاتب ولا الإعلامي، ولا أي مواطن، مجبر على اختيار مواضيع مقالاته أو آرائه أو تصرفاته بناء على رغبات البعض لكي يحصل على «إبراء ذمة» منهم، فالوطنية والإخلاص للوطن ورموزه أمر مفروغ منه، والخيانة هي الاستثناء.

كما أن الاستجابة لطلب هؤلاء والكتابة في موضوع «إبراء الذمة»، مع كل سخافة الطلب لا تعني أن العالم أجمع قد عرف به، وانتهى دوري، بعد أن أبرأت ذمتي، بل سيخرج آخرون، بعد يوم أو شهر، ويطالبون بالشيء ذاته، وهكذا سيتكرر الأمر، فهل يعني ذلك أن أكتب كل شهر مقالاً أعلن فيه موقفي من هذه القضية أو تلك؟

نحن جميعاً أبناء وطن صغير لا يتحمل الفرقة والاختلاف، ولا يجب بالتالي دفع المواطن الشريف والوطني دفعاً لأن يحتمي أو يلجأ إلى جماعته وقبيلته ومنطقته بدلاً من اللجوء إلى الدولة والنظام والقانون. وعلى من يعتقدون أنهم أكثر وطنية من غيرهم التوقّف عن توزيع الاتهامات، ومطالبة الغير بأن يثبتوا لهم، مع كل إشراقة شمس، صحة ولائهم الوطني، فهذا عبث ما بعده عبث!

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button