نائب البغدادي سامي جاسم الجبوري يكشف الأسرار الماليّة لـ”داعش” الإرهابي
النشرة الدولية –
عرض مجلس القضاء الأعلى في العراق، اليوم الأحد، اعترافات سامي جاسم الجبوري الملقب بـ”حجي حامد”، وهو نائب زعيم “داعش” الإرهابي السابق أبو بكر البغدادي، حيث تحدث عن “بيت المال” ومسؤوليته عن تجهيز مصروفات ضرب القوات العراقية والسورية والمكافآت عن عمليات التفجير.
ومثل الجبوري أمام القضاء بعد عملية استخباراتية استمرت نحو ستة أشهر، استُدرج خلالها من مدن أوروبية.
والجبوري عراقي الجنسية، من قرية الشرقاط في صلاح الدين من مواليد عام 1974، يكنيه التنظيم بـ”حجي حامد” أو “أبو آسيا”، انضم لما يسمى “حركة التوحيد والجهاد” منذ العام 2004، ليتدرج في حركات إرهابية عدة آخرها “داعش”، حيث ترأس أهم مؤسسات ودواوين التنظيم في العراق وسوريا، وأدار موازناته المالية
وبحسب صحيفة “القضاء” التي نشرت اعترافاته، قال الجبوري أمام قاضي التحقيق: “في عام 2004 عند ظهور ما يقرب لـ12 فصيلاً مسلحاً تدعو لقتال القوات المشتركة والجيش والشرطة العراقية، اشتركت مع أحدها وكان يدعى حركة التوحيد والجهاد بقيادة أبو مصعب الزرقاوي، وزودت الحركة بالأسلحة والمقذوفات وبدأت بالعمل مع مجموعتي في زرع العبوات الناسفة وتجهيز المفخخات، بعدها صدر توجيه بتكفير كل مواطن يلتحق بالأجهزة الأمنية، فعملنا على قتل وخطف من يخالف الفتاوى والتوجيهات”.
وكشف المتهم أنّ البغدادي أسند إليه في العام 2013 “مفصل المالية في ولاية نينوى كجابي أموال مع مجموعة من الجباة”، قائلاً: “كنا نأخذ الإتاوات من ميسوري الحال وأصحاب محطات الوقود والشركات والتجار والأطباء، بحجة مساعدة مقاتلي التنظيم، وتم قتل عدد من الميسورين لامتناعهم عن الدفع، وكانت تصل قيمة إتاوات ولاية نينوى الى حوالى 500.000 دولار شهرياً، يذهب النصف إلى البغدادي والنصف الآخر يوضع تحت تصرف والي نينوى”.
وأضاف أنّ “القيادات العليا وجهتنا بالإعلان عن أن التنظيم هدفه تحرير سنة العراق من القوات الكافرة، ورفع القيود والحدود بين الدول المسلمة وتوحيدها”.
ولفت إلى أن البغادي “حضر إلى الجامع النوري، واعتلى المنبر القيادي أبو محمد العدناني ليقدمه، معلناً أنه خليفة للمسلمين، وأعلن قيام الخلافة وحرض المسلحين على احتلال باقي المحافظات والمناطق لنشر الإسلام، بعدها غادر الى جهة مجهولة”.
وتم تعيين الجبوري مسؤولاً في “ديوان الركاز” الذي يختص ببيع المشتقات النفطية وعمل الآبار والحقول النفطية، وقال: “بدأت باستغلال احتياطيات الوقود الأحفوري في العراق وسوريا لضمان استمرار التنظيم وتطويره، حيث يتكون ملاك الركاز من 2500 فرد موزعين حسب الحقول والمحطات النفطية، إذ يتم استخراج النفط وباقي المشتقات من عراقية وسورية، ويباع النفط العراقي الى الأفراد من أصحاب المعامل ومحطات التكرير، وجزء يُهرّب الى خارج الولاية، والجزء الأخير يباع في السوق السوداء عبر ميناء في سوريا بـ 180 دولاراً للطن الواحد”.
وكشف أنّ إيرادات التنظيم خلال سنتي عمله في “ديوان الركاز”، وصلت إلى ما يزيد عن مليار وربع المليار دولار سنوياً، تُسلّم إلى ديوان بيت المال للتصرف بها.
وفي غارة لطيران التحالف عام 2016 قُتل “أبو علي الأنباري” وكان مسؤولاً عن أهم دواوين “داعش” وهو ديوان بيت المال، وقال إنه بعدها كلف “بشغل منصب أمير بيت المال، وهنا أصبحت مقرباً وعلى تواصل مستمر مع القيادة العليا”.
وأضاف: “بعد المباشرة تبين أن خزينة التنظيم فيها 250 مليون دولار و3000 كلغ ذهباً مخزنة وموزعة في منازل وأنفاق تحت إمرة عدد من منتسبي بيت المال، معظمها عن صادرات النفط والجزء الآخر عن الغنائم المستحصلة من السرقات خارج حدود التنظيم”.
واردف: “بعدها قمنا بإصدار دينار إسلامي صنعناه من الذهب الخالص ليستخدم في التداول وعمليات البيع والشراء داخل أراضي التنظيم”.
وكشف الجبوري أنه خلال عمليات التحرير عام 2017 اضطر لإصدار أوامر بنقل جميع أموال التنظيم من العراق الى سوريا، وتحويل الأموال إلى حسابات شخصية خارج مناطق سيطرة “داعش”، ودفع مبالغ إلى الولاة لانقطاع طرق التواصل.
وأشار إلى أنه في تلك الفترة “اندلعت معركة بين القوات الأمنية العراقية وأفراد التنظيم، بعدها وضع خطة هجوم لصدهم تكللت بالنجاح”.
وقال إنّه إثر تقدم القوات العراقية باتجاه القائم، وجه أمير التنظيم بانسحاب كل المقاتلين الى سوريا، ولدى وصوله التقى بالبغدادي وحجي عبد الله قرداش وتم تنصيبه نائباً للأمير، وتم اشاعة اعفائه من مناصبه تحسباً لإلقاء القبض عليه نظرا لامتلاكه معلومات حساسة عن أفراد داعش وآلية عمله واضافة الى كافة مفاصله الاقتصادية.
ووفق اعترافات الارهابي، فإنه بعد تقدّم القوات السورية عام 2018، هرب العديد من مسلحي التنظيم وسلّم بعضهم نفسه الى “قوات سوريا الديموقراطية” (قسد)، في حين ارسل نائب البغدادي زوجاته الأربع وأفراد عائلته الى إحدى الدول المجاورة، قبل ان يلحق بهم ويتخذ إجراءات للتخفي عبر تغيير مظهره وعمله.
من جانبه، أكد قاضي أول محكمة تحقيق الكرخ المختصة بقضايا الإرهاب في العراق أن “المتهم اعترف بجرائمه من دون أي ضغط أو إكراه، وبحضور المدعي العام ومحاميه، حيث قتل العديد من أفراد القوات العراقية من خلال زراعته العبوات الناسفة، كونه انتسب الى حركة التوحيد والجهاد الإرهابية، إضافة الى مشاركته في خطف ميسوري الحال وغيرهم بعد عام 2014”.