حرب “الموساد” و”فيلق القدس” في أفريقيا
بقلم: سوسن مهنا
النشرة الدولية –
“إندبندنت عربية”
في 24 يونيو (حزيران) 2019، نقلت صحيفة “التلغراف” البريطانية، عن مصدر أمني غربي، أن إيران تقوم بتأسيس بنية تحتية جديدة للنشاط الإرهابي في القارة الأفريقية بغرض مهاجمة أهداف غربية أميركية وأوروبية، كجزء من سعي طهران لتمديد نطاق عملياتها حول العالم. وقالت الصحيفة إن “إيران تنشئ شبكة من الخلايا الإرهابية في أفريقيا، رداً على قرار واشنطن بفرض عقوبات على طهران، وفقاً لمسؤولين أمنيين غربيين”. المقال الذي أعده الصحافي المتخصص في شؤون الدفاع والأمن كون كوغلين، قال إن “الشبكة الإرهابية الجديدة قد أنشئت بأوامر من قاسم سليماني، قائد فيلق القدس حينها، وقسم النخبة في الحرس الجمهوري الإيراني المسؤول عن العمليات الخارجية”. وأضاف أن هذه البنية تشرف عليها “الوحدة 400″ تحديداً من القوات الخاصة التابعة لـ”فيلق القدس”، ويمتد نشاطها بشكل خاص في كل من تشاد والنيجر وغانا وغامبيا وأفريقيا الوسطى، وتضم قائمة أهدافها المحتملة السفارات والقواعد العسكرية الأجنبية والموظفين الأجانب. من الواضح أن الاستفادة من البنية السياسية الهشة في معظم الدول الأفريقية وحرية التنقل، ودعم الشتات اللبناني، تمكنت إيران و”حزب الله” من بناء شبكات أمنية وأخرى لتهريب الأسلحة.
السنغال وغانا وتنزانيا
وفي السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، نقلت “القناة 12” الإسرائيلية عن مصادر لم تسمها، أن جهاز الاستخبارات “الموساد” أحبط سلسلة من الهجمات الإيرانية ضد أهداف إسرائيلية في عدد من الدول الأفريقية. وقالت القناة إن المهاجمين من “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، “كانوا يحاولون لأشهر استهداف رجال أعمال إسرائيليين في السنغال وغانا، إضافة إلى جولات سفاري في تنزانيا شارك فيها إسرائيليون”. ووضعت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” المحاولات المزعومة في إطار خطط “الانتقام لمقتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة” الذي تتهم طهران إسرائيل بالمسؤولية عن اغتياله.
وأفاد موقع “إنتلي تايمز” بأن الأشخاص الخمسة الذين اعتقلوا في غانا وتنزانيا والسنغال للاشتباه في تخطيطهم لهجمات ضد سياح ورجال أعمال إسرائيليين تدربوا في لبنان على يد “حزب الله”، وأشار الموقع إلى أن الشبكة التابعة لـ”فيلق القدس” الإيراني عملت تحت اسم شركة سياحية من بغداد، وتم تجنيد عناصر شيعية فيها يحملون جنسيات عربية وأجنبية. وأوضح أن عناصر الشبكة تلقوا تدريبات في لبنان على يد “حزب الله” في مجال الاستخبارات وشن الهجمات في مختلف أنحاء العالم.
خلايا إيرانية أفريقية
هذان الخبران ليسا يتيمين، فقد سبقهما الكشف عن العديد من الخلايا الإرهابية الإيرانية على الأراضي الأفريقية.
في فبراير (شباط) بداية العام الحالي، نقلت “نيويورك تايمز” الأميركية عن وكالة الاستخبارات الإثيوبية كشفها عن خلية تضم 16 شخصاً قالت إنها كانت تراقب سفارة الإمارات العربية المتحدة في إثيوبيا وتخبئ الأسلحة والمتفجرات. وقالت الصحيفة إن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين وجهوا أصابع الاتهام نحو إيران التي قامت أجهزتها الاستخباراتية بتنشيط خلية نائمة في أديس أبابا خريف 2020، مع أوامر بجمع معلومات استخباراتية عن سفارتي الولايات المتحدة وإسرائيل، في إطار حملة أوسع للبحث عن أهداف سهلة في دول أفريقية، حيث قد تنتقم إيران لمقتل فخري زادة وقائد “فيلق القدس” قاسم سليماني. وصرحت بعدها مديرة الاستخبارات لدى البنتاغون في أفريقيا الأدميرال هايدي بيرغ، أن “إيران كانت وراء العناصر الـ15 الذين تمكنت السلطات الإثيوبية من اعتقالهم، وأن المدعو أحمد إسماعيل العنصر 16، وهو العقل المدبر وراء هذه المؤامرة الفاشلة، اعتقل في السويد”.
الجدير ذكره أن من بين أهداف هذه الخلية كان اغتيال السفير الأميركي في جنوب أفريقيا، ونفت طهران هذه الاتهامات كالعادة عبر بيان صادر عن سفارتها في أديس أبابا جاء فيه، أن “هذه الاتهامات التي لا أساس لها تمت فبركتها من قبل وسائل الإعلام المعادية للجمهورية الإسلامية الإيرانية العميلة للكيان الصهيوني وأنه لا إثيوبيا ولا الإمارات تحدثت عن ضلوع إيران في هذه القضية”.
وأوائل عام 2018، أعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”، في بيان صدر عنه، أن ثلاثة فلسطينيين من الضفة الغربية يواجهون اتهامات بالتجسس والإرهاب بعد اعترافهم بتولي مهمات حددتها لهم إيران، بما في ذلك التحضير لتنفيذ تفجيرات انتحارية وجلب منفذيها وإعطاؤهم شرائح هواتف محمولة إسرائيلية. وأضاف البيان أن “الخلية جندت من قبل عنصر فلسطيني يعمل لمصلحة الاستخبارات الإيرانية ويقطن في جنوب أفريقيا وهو بكر محارمة”، ولم يوضح “الشاباك” ما إذا كانت السلطات في جنوب أفريقيا على علم بالأنشطة الإيرانية على أراضيها، وأشار إلى أن جنوب أفريقيا (المتوترة علاقتها مع إسرائيل) تمثل أرضية خصبة لعمل الاستخبارات الإيرانية.
متى بدأ الاهتمام الإيراني بالقارة الأفريقية؟
وتعود أولى محطات الاهتمام الإيراني بأفريقيا إلى تسعينيات القرن الماضي وتحديداً خلال فترة رئاسة هاشمي رفسنجاني الذي زار السودان عام 1991، بعد وصول عمر حسن البشير للسلطة بعد الانقلاب على حكومة الصادق المهدي. إذ أقدمت إيران ومنذ ذلك الحين على توطيد صلاتها مع السودان على المستويات كافة نتيجة تقاربها مع حسن الترابي (الزعيم التاريخي للحركة الإسلامية السودانية). وبعد ذلك، توالت الزيارات الإيرانية إلى القارة الأفريقية خلال عهدي محمد خاتمي وأحمدي نجاد، التي تكللت بإنشاء العديد من الروابط الاقتصادية والسياسية مع دول أفريقية كجنوب أفريقيا وكينيا وتنزانيا وزيمبابوي وأوغندا ونيجيريا والنيجر والكاميرون والسنغال وجزر القمر والصومال وجيبوتي وغانا. واستمر هذا الاهتمام بعد وصول حسن روحاني إلى السلطة، إذ قام وزير الخارجية حينها محمد جواد ظريف بالعديد من الزيارات الرسمية لدول القارة الأفريقية، التي تشير بمجملها إلى تزايد رغبة إيران في توطيد علاقاتها مع بقية دول القارة الأفريقية.
وفي هذا السياق تطرقت صحيفة “الإيكونوميست” البريطانية في تقرير لها نشر في فبراير (شباط) 2010، إلى السجال بين كل من إسرائيل وإيران واحتدام المنافسة على النفوذ بينهما في القارة الأفريقية. وقالت إنه “لدى وصولك إلى العاصمة السنغالية دكار يسترعي انتباهك طراز جديد من سيارات الأجرة المستخدمة هناك من صنع إيراني يتم تجميعها في مصنع (خوردو) في السنغال، في إشارة إلى تعاظم النفوذ الإيراني في دول جنوب الصحراء الأفريقية”. وتتابع أنه ليس من الصعب فهم الدافع وراء هذا التوجه، فإيران تسعى لحشد التأييد لبرنامجها النووي في أوساط الحكومات التي ما زال من السهل اجتذابها، وفي أميركا اللاتينية، استغل الرئيس نجاد مشاعر العداء لأميركا المتفشية هناك في دول مثل فنزويلا وبوليفيا ونيكاراغوا، أما في أفريقيا حيث هناك علاقات قوية مع الغرب، فقد ركزت إيران على تركيز الترابط مع المسلمين هناك بعرضها تزويدها لهم بالنفط والمساعدات.
ويعطي تقرير “الإيكونوميست” السنغال مثالاً، ويقول إنه على الرغم من أنها دولة فقيرة وصغيرة في عدد سكانها، تبلغ نسبة المسلمين فيها 95 في المئة، فإنها ذات نفوذ دبلوماسي قوي في مجموعة الدول الفرانكفونية في أفريقيا والأمم المتحدة، ومن هنا، سارعت إيران إلى غمرها بمبادرات حسن النوايا، فعلاوة على مصنع “خوردو” لصناعة السيارات، وعدت طهران بصناعة الجرارات، وإقامة مصفاة للبترول ومصانع كيماوية بالإضافة إلى تزويدها بالنفط بأسعار رخيصة.
أما في شرق أفريقيا، فقد مدت إيران يد العون إلى السودان، ووقع الطرفان اتفاقاً للتعاون العسكري في عام 2008، ناهيك بمحاولة إيران استمالة بعض الدول الأقل احتمالاً للتحالف مع إيران، ككينيا مثلاً ذات الغالبية المسيحية، التي زارها نجاد، ووقع صفقة لبيعها أربعة ملايين برميل من النفط الخام سنوياً، وتسيير رحلات جوية مباشرة بين طهران ونيروبي، فضلاً عن أن إيران تقيم مراكز ثقافية حيث توجد لها سفارات، ناهيك بمحاولة استمالة أوغندا التي اكتشف فيها النفط، وأعلن رئيسها يوري موسيفيني أثناء زيارته طهران (زارها أربع مرات)، أنه يفكر في تكليف إيران ببناء مصفاة لتكرير النفط ومد خط أنابيب النفط، وذلك منذ عام 2010.
إلى ذلك تقوم الجالية الثرية اللبنانية ذات النفوذ في المهجر بدور لها في هذه اللعبة عن طريق قيام أفرادها في كل من الكونغو وغينيا والسنغال بجمع الأموال من أبناء الطائفة الشيعية لمساعدة امتداد النفوذ الإيراني.
“حزب الله” اللبناني في أفريقيا
في مايو (أيار) من العام الحالي، كشف معهد “هدسون” للأبحاث أن النظام الإيراني يكثف أعماله وأنشطته في أفريقيا، وحذر من خلال تقريره، من التركيز على التقارير الإخبارية الأخيرة على النتائج المتفجرة للاستثمار الإيراني في الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة “حماس”، وإغفال أنشطة إيران في أفريقيا. وبينما تتجه كل الأنظار إلى الشرق الأوسط لم تكن إيران مكتوفة الأيدي في أي مكان آخر، حيث ظل نفوذها المستمر والمتزايد في أفريقيا تحت الرادار للعديد من المراقبين.
وقد يبدو من غير المحتمل أن يكون لإيران مصالح كبيرة في أفريقيا، ومع ذلك، إلى جانب “داعش” و”القاعدة” ومختلف الجماعات الإرهابية السنية، تسعى إيران بقوة لتحقيق تأثير داخل هذه الدول، حيث تتضمن هذه الحملة أنشطة الحرس الثوري الإيراني بمشاركة وكلائه وأشهرهم “حزب الله” اللبناني. وكان المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قد نشر صورة على “تويتر” توضح أهمية القارة الأفريقية بالنسبة إلى إيران وانتشار الثورة الشيعية. ومن بين الشخصيات المهمة جداً التي تدعم الثورة، يقف الشيخ إبراهيم زكزكي، زعيم “الحركة الإسلامية” في نيجيريا. والجدير بالذكر أن زكزكي قد اعتقل عام 2015 بتهمة تخطيط مؤيديه لاغتيال رئيس الأركان النيجيري، ولا يشكل دعم إطلاق سراح زكزكي في كل أنحاء العالم الشيعي مفاجأة لأولئك الذين يتابعون أنشطة “حزب الله” وإيران في القارة الأفريقية، وأهمية هذه القارة لقضيتهم.
عام 2018، أصدرت إيران تعليمات إلى “حزب الله” “بتدريب النيجيريين وإقامة معقل هناك حتى يكون بمثابة قاعدة عملياتية لبقية أفريقيا، بحسب “معهد الشرق الأوسط” الأميركي (2018)، ونقل عن مصادر (لم يسمها) مقربة من التنظيم اللبناني، قولها إنه “شوهد رجال طوال القامة يرتدون الزي الأفريقي التقليدي الخاص بشمال نيجيريا في الضاحية، وهي منطقة في جنوب بيروت، معظم سكانها من الشيعة حيث يدير حزب الله مركزاً ثقافياً”. وأضافت، “يقتصر التدريب على عدد قليل من الأشخاص، لكنه يتزايد باستمرار، ويحصل النيجيريون في البداية على تدريب طائفي ديني قبل تدريب عسكري يجري في معسكرين في البقاع اللبناني”.
وقدمت إيران تدريبات عسكرية على غرار “حزب الله” لمئات النيجيريين في المعسكرات في مختلف أنحاء شمال نيجيريا. كما أنشأت بنية تحتية من المساجد والمراكز الثقافية والجمعيات الخيرية والمؤسسات التعليمية التي عملت على نشر أيديولوجيتها الثورية في أفريقيا. ومن خلال الاستفادة من البنية السياسية الهشة في معظم الدول الأفريقية، وحرية التنقل بين الدول، ودعم الشتات اللبناني، تمكنت إيران و”حزب الله” من بناء شبكات إجرامية وأخرى لتهريب الأسلحة وتجنيد عملاء محليين لقضيتهم. كما استطاعت التسلل والاستيلاء على العديد من الشركات والأعمال التجارية في أفريقيا، وأنشطة مثل تهريب الألماس، مثال على ذلك ثلاث عائلات لبنانية، أحمد ونصور وخنفر، معروفة كمهربين دوليين للألماس، وشركات النقل التي تديرها شخصيات لبنانية بارزة، أمثال قاسم تاج الدين، رجل الأعمال اللبناني المصنف من قبل الولايات المتحدة كممول لـ”حزب الله”، وألقي القبض عليه على الأراضي الأميركية في مارس (آذار) 2017 بتهم تتعلق بالإرهاب، وغيرها من الأنشطة المالية التي تهدف إلى دعم الحزب اقتصادياً.
في هذا الصدد، يدرب “فيلق القدس”، من خلال “الوحدة 400″، ويمول ويجهز العديد من الجماعات الانفصالية في أفريقيا، مثل جبهة “البوليساريو” في الصحراء الغربية، فضلاً عن توفير التدريب للمنظمات الشيعية، بما في ذلك الحركة الإسلامية النيجيرية. وكان وزير الخارجية والتعاون المغربي ناصر بوريطة، قد أشار إلى “أن المشروع الطائفي التوسعي يهدف إلى التغلغل في الدول العربية في المشرق والمغرب، عبر أداته القذرة حزب الله” (2018)، تعليقاً على خبر دعم إيران جبهة “البوليساريو”.
وتنفذ “الوحدة 400” عمليات خاصة في أفريقيا، بما في ذلك جمع المعلومات الاستخبارية، وتمويل الأنشطة الإرهابية بالوكالة. وتبين أنها لعبت دوراً في تجنيد وتدريب خلية “سرايا الزهراء” في جمهورية أفريقيا الوسطى، التي كان يقودها المواطن التشادي إسماعيل جيدا حتى اعتقاله في وطنه في أبريل (نيسان) 2019. وتضم الخلية حالياً بين 200 و300 عضو، وتنسق مع خلايا أخرى في تشاد والسودان، بهدف تشكيل المزيد من الخلايا في الكاميرون وغانا والكونغو والنيجر.
نيجيريا
تضم الشبكة التي ألقي القيض عليها مصطفى فواز، وهو عضو في منظمة تابعة لـ”حزب الله”، وقد اعتقل في نيجيريا عام 2013، حيث أقر بانتمائه للحزب، كما اعترف بأسماء آخرين ينتمون للشبكة.
ويفيد تقرير لـ “معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى” نشر في 2 ديسمبر 2016 بعنوان “دبلوماسيو “حزب الله” ينتقلون إلى ميدان العمليات”، لماثيو ليفيت، مدير برنامج ستاين لمكافحة الإرهاب والاستخبارات في المعهد، “ينسق مسؤول وحدة العلاقات الخارجية علي أحمد شحادة سفر أفراد “حزب الله”، بما في ذلك من السنغال إلى ساحل العاج، وهو يساعد بشكل كبير عبدالمنعم قبيسي، الذي تعتقد الحكومة الأميركية أنه الممثل الشخصي لحسن نصرالله في غرب أفريقيا. كما استضاف قبيسي كبار المسؤولين في الحزب الذين يزورون ساحل العاج وغيرها من الدول في أفريقيا، علماً بأن أنشطته علنية عموماً، كالتحدث مثلاً في المناسبات المحلية التي يقيمها الحزب وافتتاح مؤسسة رسمية لـ”حزب الله” في ساحل العاج”.
وأشارت وزارة الخزانة الأميركية إلى أنه يتم استخدام هذه المؤسسة “لتجنيد أعضاء جدد للصفوف العسكرية لـ”حزب الله” في لبنان. وكانت هذه الخطوات وغيرها قد جذبت انتباه المسؤولين في أفريقيا، حيث أشارت الذراع الإقليمية لـ”فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية” إلى أنشطة شحادة ضمن “وحدة العلاقات الخارجية” في تقرير صدر عام 2013، بشأن تمويل الإرهاب في غرب أفريقيا. وفي أماكن أخرى، نظم العضوان في “وحدة العلاقات الخارجية”، فوزي فواز، وعبدالله طحيني، سفر وفود “حزب الله” إلى نيجيريا.