فزت.. رغم الخسارة..!
بقلم: أسرار جوهر حيات
النشرة الدولية –
لم تكن مجرد ٢٥ صوتاً حصلت عليها في انتخابات منظمة الشفافية الدولية، بل كانت بمنزلة إنجاز بالنسبة لي أن أجعل 25 دولة مختلفة (ما يشكل 35% من إجمالي المشاركين) تصوّت لمصلحة مرشحة كويتية، تمثل جمعية الشفافية الكويتية، فبالرغم من أنني لم أفز في الانتخابات، فإنني استطعت أن أحقق جزءاً من طموحي، وهو تعريف العاملين بمجال الشفافية من مختلف دول العالم، بالكويت، فما بالكم أن أقنع 25 منهم بالتصويت لي، أي أنهم آمنوا بما مثلته عن الكويت.
وبالرغم من أنني ممثلة عن جمعية نفع عام، فإنني شعرت بفخر بأن أمثل الكويت في محفل دولي راق، وديموقراطي، بل وأمثل الخليج أيضاً، كوني لست أول كويتي يترشح في هذه الانتخابات، بل أول مواطن خليجي يخوضها وسعيدة بذلك.
ولا يخفى على أحد أهمية تعزيز الشفافية في البلدان كافة، وفي الكويت بشكل خاص، حيث إن هذه الكويت الصغيرة على الخريطة، الكبيرة بإرثها من الحريات والديموقراطية، وسط إقليم لم تكن ظروفه مشجعة على ذلك، تستحق أن نعمل على مزيد من ازدهارها، وتقدمها، لتكون بالمكانة التي تستحقها، ولذا كانت مشاركتي بمنزلة تحد لي، لأطلع المشاركين الآخرين على الجهود الكويتية، للحفاظ على الديموقراطية التي تربوا عليها، فكانت الديموقراطية وديمومتها وازدهارها، أحد أهم عناصر برنامجي للترشح في مؤتمر منظمة الشفافية الدولية.
ولأن جزءاً مهماً من تعزيز الشفافية، هو ربطها بمستجدات وملفات حيوية على الساحة، فلم استطع أن أغفل في برنامجي عن الأمن السيبراني، فكان محوراً آخر تحدثت عنه، إلى جانب محور تغير المناخ وضرورة الحماية من آثاره.
على الصعيد الشخصي كذلك، أؤمن تمام الإيمان، بأننا يجب ألا ننتصر في كل المعارك التي نخوضها، فبعضها يمنحنا دروساً تفوق قيمة الفوز، فاليوم، أستطيع أن أقول إنني شاركت في هذه الانتخابات، لأخرج منها بتجربة ثرية، تمثلت بخوض غمار المنافسة الانتخابية التي تمنح الإنسان العديد من الدروس المهمة، التي يستفيد منها حال تكرار التجربة، إلى جانب المنافسة مع مرشحين من دول مختلفة، بعضها متقدم جداً في التجربة الديموقراطية، وكل ما يصاحب ذلك من دروس مستفادة.
وبالرغم من أنني لم أحظ بشرف الفوز بعضوية مجلس إدارة منظمة الشفافية الدولية، فإنني فعلياً ممتنة للأصوات التي وضعت ثقتها بي، وصوتت لي، خاصة الأصوات لدول أجنبية، فليس غريباً على الأخوة والأشقاء العرب أن يقفوا إلى جانب مرشحة الكويت، لكن أن أحظى بقبول أصوات غربية، أعتبره إنجازاً تحقق ولله الحمد. ولعل من مظاهر سعادتي الأخرى أن تجاهلي، وعدم رغبتي بالحديث أو النقاش مع إحدى ممثلات الكيان الصهيوني، في الغرف الافتراضية لنقاشات المشاركين، كان أحد أسباب عدم تصويت البعض لي، فسعيدة انني سجلت الموقف العروبي الكويتي الثابت بعدم التطبيع، أياً كان شكل التطبيع!
وكم أتمنى أن أرى مستقبلاً، تكراراً للتجربة الكويتية في مثل هذه المحافل الدولية، لنثبت للعالم، أننا شعب تربى وجبل على الديموقراطية، ويسعى للحفاظ عليها.