قمة افتراضية مباشرة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جينبينغ
عقد الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جينبينغ أول قمة افتراضية مباشرة بينهما.
وتأتي هذه القمة وسط تصاعد التوترات بين أكبر اقتصادين على مستوى العالم حول قضايا مثل تايوان، والشؤون التجارية، وحقوق الإنسان.
وقال الرئيس بايدن إنه على الدولتين مسؤولية ضمان أن المنافسة “لن تضل طريقها لتتحول إلى صراع مفتوح”.
وتُعد هذه المحادثات هي الأهم بين المحادثات السابقة التي أجراها الزعيمان منذ تولى بايدن منصبه كرئيس للولايات المتحدة في يناير/ كانون الثاني الماضي.
وتبادل الزعيمان عبارات الترحيب الحارة، وأعرب الرئيس الصيني شي جينبينغ عن سعادته بلقاء “الصديق القديم” بايدن.
من جانبه، قال بايدن: “ربما ينبغي علي أن أبدأ حديثي بطريقة رسمية، وذلك رغم أننا لم نكن أبدا نتعامل مع بعضنا البعض بهذه الطريقة الرسمية”، وفقا لما نقلته وكالة أنباء رويترز.
وأضاف الرئيس الأمريكي: “دائما ما كنا نتواصل معا بصدق وصراحة متناهية. ولم نترك بعضنا البعض وأحدنا يتساءل ما الذي يفكر فيه الآخر”.
وقال شي جينبينغ إن هناك حاجة لدى الدولتين لتحسين “الاتصال” ومواجهة التحديات “معا”.
وأضاف أن العلاقات الأمريكية الصينية الجيدة تُعد ضرورة لمواجهة التحديات العالمية مثل التغير المناخي وكوفيد19، وفقا لوسائل إعلام حكومية في الصين.
وقال جينبينغ: “البشرية تعيش في قرية عالمية، ونواجه تحديات عدة معا. وتحتاج الصين والولايات المتحدة إلى زيادة التواصل والتعاون فيما بينهما”.
وشدد الرئيس الأمريكي جو بايدن على ضرورة “إرساء بعض قواعد الفكر السليم لضمان ألا تضل المنافسة بين بلدينا طريقها وتتحول إلى صراع مفتوح”.
وأضاف: “نؤمن – وقد تحدثنا أنت وأنا في هذا الشأن – جميع الدول لابد أن تتعامل وفقا لنفس قواعد السير، ونؤمن أيضا بأن الولايات المتحدة سوف تنهض للدفاع عن مصالحها وقيمها ومصالح وقيم حلفائها وشركائها”.
تضمنت تصريحات جو بايدن إشارات إلى قضايا تايوان التي تمثل نقطة الخلاف المتزايد بين البلدين.
ودعا الرئيس الصيني نظيره الأميركي إلى حل الخلافات بشكل بناء بين الصين والولايات المتحدة، وعدم السماح للعلاقات بين البلدين بالخروج عن السيطرة.
وفي السياق نفسه، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي أخبر نظيره الصيني بأن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بسياسة “صين واحدة” المتعلقة بتايوان.
وقال إن بايدن أكد لنظيره الصيني أن الإدارة الأميركية لا تدعم استقلال تايوان، كما أن واشنطن لا تسعى لتغيير نظام الصين ولا تنوي الدخول في صراع معها.
وتعتبر الصين تايوان ولاية تابعة لها، لكن تايوان الديمقراطية تنظر إلى نفسها كدولة ذات سيادة.
وأعلنت الولايات المتحدة في كثير من المناسبات التزامها بالدفاع عن تايوان.
وقال الرئيس الأمريكي الشهر الماضي إن بلاده سوف تدافع عن تايون حال شن الصين أي هجوم عليها، وهو ما يُعد تخلي عن نهج السياسة الخارجية الأمريكية تجاه هذه القضية الذي اتسم “بالغموض الاستراتيجي”.
كما يطرح على طاولة المفاوضات بين الزعيمين الأمريكي والصيني قضايا مثل الأمن الإلكتروني، والشأن التجاري، والحد من الانتشار النووي.
وفاجأت الدولتان المتنافستان العالم بإصدار إعلان مشترك الأسبوع الماضي يستهدف التصدي لتغير المناخ أثناء المحادثات التي شهدتها مدينة غلاسكو في أسكتلندا.
وفي بيان صدر الجمعة الماضية، قال البيت الأبيض: “من المقرر أن يناقش الزعيمان سبل الإدارة المسؤولة للمنافسة فيما بين الولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية علاوة على العمل معا حيث تلتقي مصالحنا”.
يُذكر أن هذه هي المرة الثالثة التي يعقد بايدن محادثات مع نظيره الصيني منذ تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة في يناير/ كانون الثاني الماضي.
ولم يغادر الرئيس الصيني بلاده منذ حوالي عامين عندما بدأ انتشار فيروس كورونا.
وينظر للعلاقات الأمريكية الصينية بقدر كبير من الأهمية بالنسبة للبلدين والعالم أجمع، إذ دعت بكين الإدارة الأمريكية مرات عدة إلى تحسين العلاقات التي عانت من تدهور بالغ في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.