تسعة أفلام عربية تتنافس على جوائز الأوسكار في مارس 2022
ثلاثة أشهر تفصل عشاق السينما عن أكبر حدث سينمائي عالمي، والمتمثل في حفل توزيع جوائز الأوسكار الذي يواجه تحدّيا عاما تلو الآخر بسبب تأثير فايروس كورونا على الإنتاج السينمائي العالمي. وكعادتها رشّحت الدول العربية الأفلام التي ستمثلها في منافسات الجائزة الأشهر في العالم.
وكان المغرب من أوائل الدول العربية التي رشّحت فيلمها للمنافسة على جائزة الأوسكار، واختارت فيلم “علِّي صوتك” لنبيل عيوش.
ويتناول الفيلم قصة مغني راب سابق يعيّن معلما في مركز لتنمية المواهب بأحد الأحياء الشعبية في الدار البيضاء، حيث يلتقي بمجموعة من المراهقين الذين يعيشون ظروفا اقتصادية صعبة مع تشتّت أفكارهم غير الناضجة، لكنهم بمساعدة المعلم الجديد يحاولون التعبير عن أنفسهم بموسيقى الهيب هوب وتحدّي مشكلاتهم الاجتماعية بشكل مختلف.
أما تونس فاختارت فيلم “فرططو الذهب” للمخرج عبدالحميد بوشناق، والذي تدور أحداثه حول “معز” الشرطي الثلاثيني صاحب الماضي الدموي قبل أن يلتقي بصبيّ صغير وينطلق معه في رحلة فانتازية مفعمة بالحنين والتذكّر.
ورشّحت الجزائر فيلم “هليوبوليس” لجعفر قاسم للمنافسة على جائزة الأوسكار، وهو من بطولة عزيز بوكروني ومهدي رمضاني وفضيل عسول وعدد من الممثلين الفرنسيين. وتدور أحداثه في حقبة الأربعينات من القرن العشرين ببلدة هليوبوليس بمحافظة قالمة (شمال شرق الجزائر) وما تعرّضت له هذه البلدة من مآس على يد الاستعمار الفرنسي.
واستقرت لجنة اختيار الفيلم المصري المرشّح لأوسكار أفضل فيلم أجنبي على “سعاد” للمخرجة أيتن أمين، وتدور أحداثه حول الفروق بين هوية الإنسان في الحياة الواقعية ووسائل التواصل الاجتماعي من خلال شخصيته الرئيسية “سعاد” الشابة التي تبلغ من العمر تسعة عشر عاما والتي تعيش حياة مزدوجة.
وتظل “سعاد” محافظة ومحجبة بين أسرتها ومجتمعها، ومهووسة بصورتها على وسائل التواصل الاجتماعي، ممّا يجعلها تكذب باستمرار بشأن حياتها الشخصية، وتعرض صورا تتمنّى من خلالها حياة مرغوبة مختلفة، ويتمّ سحق طموحاتها ببطء من خلال غزو واقعها الحقيقي. وفي الأثناء أدّت سلسلة من الحوادث الصغيرة إلى حدث مأسوي، جعل “رباب”، أختها الصغيرة البالغة من العمر ثلاثة عشر ربيعا، تنطلق في رحلة حقيقية للبحث عن إجابات.
أما الأردن فوقع احتياره على فيلم “أميرة” للمخرج المصري محمد دياب، وهو الفيلم الذي عُرض عالميا للمرة الأولى في مهرجان فينيسيا 2021، حيث فاز بثلاث جوائز، وهي: لانترينا ماجيكا وإنترفيلم وجائزة إنريكو فوتشينوني.
ويدور الفيلم حول “أميرة” المراهقة المفعمة بالحياة، والتي كبرت معتقدة أنها جاءت إلى الدنيا بواسطة تهريب السائل المنوي لأبيها السجين، إلى أن يتزعزع حسها بالهوية عندما يحاول والدها تكرار تجربة الإنجاب، فتكتشف مفاجأة تقلب مجرى الأحداث، وتتسبّب في زعزعة أواصر مجتمعها وظهور الخلافات بين أفراد أسرتها، لذلك تبدأ رحلتها لاكتشاف وإنقاذ ما تبقى من هويتها في الوقت الذي يتداعى فيه عالمها.
ويضمّ فريق عمل فيلم “أميرة” عددا كبيرا من النجوم العرب، في مقدّمتهم صبا مبارك وعلي سليمان، والممثلة الشابة تارا عبود التي يقدّمها الفيلم للمرة الأولى سينمائيا في دور أميرة، مع قيس ناشف ووليد زعيتر، وهو من مونتاج أحمد حافظ الذي سبق له التعاون مع دياب في فيلم “اشتباك”، ومن تأليف الثلاثي محمد وخالد وشيرين دياب.
ووقع اختيار لبنان على فيلم “كوستا برافا” للمخرجة مونيا عقل، وهو الفيلم الذي فاز بجائزتين في مهرجان الجونة السينمائي، وجوائز أخرى من مهرجانات عالمية مثل فينيسيا وتورنتو ولندن ومونبيليه وغيرها.
ويتناول الروائي الطويل قصة عائلة تقرّر النزوح من مدينة بيروت المهدورة كرامتها والتي لم تعد آمنة لناسها لتعيش باكتفاء ذاتي في الجبل، بأسلوب تحترم فيه البيئة وتتوالى الأحداث بعدما يتمّ إنشاء مكب للنفايات قرب منزلهم.
أما السعودية فوقع اختيارها على فيلم “حد الطار” للمخرج السعودي عبدالعزيز الشلاحي، والذي تدور أحداثه حول “دايل” ابن السياف، الذي يرفض أن يرث مهنة والده، لينفّذ أحكام القتل أو الحرابة بالسيف في حقّ من صدرت بحقّهم الأحكام الشرعية، ويقع في حب “شامة” ابنة مطربة الأفراح الشعبية، في صراع بين الفرح والموت.
واختارت العراق فيلم “أوروبا” للمخرج حيدر رشيد، وهو يروي الرحلة العسيرة للشاب العراقي العشريني “كمال” الذي يدخل أوروبا سيرا على الأقدام عبر الحدود بين تركيا وبلغاريا، على طول ما يسمى بـ”طريق البلقان” حيث تقبض عليه شرطة الحدود البلغارية، لكنه يتمكّن من الهرب، باحثا عن طريق للخلاص عبر غابة لا نهاية لها وفي عالم سفلي دونما قواعد وقوانين؛ ليعيش رحلة متشعّبة يُكافح خلالها بقوة من أجل الحرية والخلاص.
أما فلسطين فوقع اختيارها على فيلم “الغريب” للمخرج أمير فخرالدين لتمثيلها في مسابقة الأوسكار، وعرض الفيلم عالميا للمرة الأولى في مهرجان فينيسيا السينمائي وحصل على جائزة “إيديبو ري” لأفضل فيلم.
وافتتح الروائي الطويل في الثالث من نوفمبر الجاري الدورة الثامنة من مهرجان أيام فلسطين السينمائية، كما من المقرّر أن يشارك في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وضمن أسبوع النقاد الدولي خلال الفترة ما بين السادس والعشرين من نوفمبر الجاري والسادس من ديسمبر القادم.
ويتمّ مبدئيا ترشيح ثلاثة وتسعين فيلما من كل قارات العالم، وبعد التصفيات يقع الاختيار على خمسة عشر فيلما، ليصل منها خمسة أفلام فقط إلى القائمة القصيرة للمنافسة على لقب أفضل فيلم أجنبي.
ويُقام حفل توزيع جوائز الأوسكار في نسخته الرابعة والتسعين على مسرح دولبي بلوس أنجلس في السابع والعشرين من مارس 2022.