لماذا؟ … لا ندرس المخاطر
بقلم: فريدة العبيدلي
دراسة المخاطر المتوقعة شخصيًا ومؤسساتيًا تخفف من وقع الصدمة
النشرة الدولية –
الراية القطرية –
تلقيتُ سؤالًا غير عادي من إحدى الفتيات يتمحور حول المخاطر، تتساءل فيه عن أسباب عدم دراسة المخاطر في حياتنا؟.. سألتها ما المخاطر التي تقصدينها؟، أجابت جميع المخاطر التي نصادفها، في حياتنا كبشر
نواجه في حياتنا الكثير من المخاطر التي تتغير بتغير مراحل حياتنا العمرية والمهنية والأسرية.
ونحن صغار كثيرًا ما كنّا نسمع عبارات تحذيرية تتكرر على مسامعنا باستمرار لارتباطها بصحتنا ومستقبلنا، إذا لم تأكلوا لن تكبروا، إذا لم تدرسوا لن تنجحوا، إذا لم تلبسوا ملابس تقيكم من البرد ستمرضون.
أمهاتنا كنّ من يوجهننا للمخاطر المتعلقة بحياتنا كطلاب لننجح، ولصحتنا لننعم بصحة جيدة، ولنأكل لنكبر.
السؤال الذي يفرض نفسه في عصرنا الحالي الذي يشهد تغييرات متنوعة ومتسارعة علمية وتكنولوجية، هل علينا أن ندرس المخاطر كعلمٍ قائمٍ بذاته؟ مبني على أسس وقواعد ونظم لنكتسب مهارات حياتية تساعدنا على مواجهة المخاطر التي قد تعترضنا في حياتنا على المستوى الشخصي، والأسري والعملي، كما يفترض أنها تدرس على المستوى المؤسسي، والدولي.
على المستوى الشخصي هناك الكثير من المخاطر التي يجب على كلِ فرد منا تعلمها لتلافي صدماتها فيما بعد منها:
– الدراسة: هل ندرس التخصص المطلوب والرائج في سوق العمل؟ أو ما يستهوينا؟
– الزواج : من بدء التفكير في اختيار الشخص المناسب، واحتساب تكاليف الزواج وتبعاته فيما بعد.
– بناء بيت العمر: من بدء التصميم، التكاليف المالية، مواعيد الإنشاء والتسليم، العمالة غير المؤهلة.
المخاطر المتعلقة بها يجب أن تدرس من مختلف جوانبها لتلافي الصدمات الحياتية المترتبة عليها.
عند شراء سيارة: هل نؤمنها ضد الغير أو تأمينًا شاملًا؟
مخاطرها تحسب في حال وقوع حادث لا قدر الله.
بالنسبة للمؤسسات الأمثلة كثيرة ولكن لو نظرنا إلى البنوك كمثال؛ ما هي المخاطر المهمة بالنسبة لهم؟.
السلف والقروض الشخصية والأخرى الخاصة بالشركات، تحسب المخاطر لديهم من واقع دراسة مدى ملاءة الشخص أو الشركة المقترضة، ومدى القدرة على سداد القروض التي ستصرف لهم، وهل لديهم ضمانات بنكية، ويدرس كل ذلك لحماية رأس مال البنك من أية مخاطر قد تحدث مستقبلًا.
أما بالنسبة للدول، فتتمثل بدراسة مخاطر الجانب الجيواستراتيجي المتمثلة في الوضع الأمني، الاقتصادي، الكوارث الطبيعية، تهديدات تغيرات المناخ، الأوبئة مثال « كوفيد 19»
من واقع المخاطر التي قد يتعرض لها كل فرد منا، يتّضح أن دراسة المخاطر المتوقعة على المستوى الشخصي والأسري والمؤسسي والدولي، تخفف من وقع الصدمة، وتساعد على وضع خطط معالجة للمخاطر التي قد تتحقق على أرض الواقع، وتدفع للبدء في تنفيذ الخطط البديلة.