لهذه الاسباب تراجعت أولوية القضية الفلسطينية عربياً
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

تراجعت القضية الفلسطينية في ترتيب الإهتمام العربي لتصبح في المركز الخامس، في ظل تغير النظرة العربية للكيان الصهيوني الذي تحول ليصبح شريك للعديد من الدول العربية، وبالتالي نجحت السياسة الصهيونية في التفوق على السياسة الفلسطينية القائمة على طلب المساندة من الأشقاء، فيما الصهاينة يروجون أنهم قادمون لزيادة المعرفة والدفاع المشترك مع القوى العربية المرتعبة من القوى الإقليمية التي تهدد الأمن المجتمعي والدولي في المنطقة .

واحتلت إيران والتصدي لها المركز الأول، بعد أن تطاولت أذرعها وأصبحت تسيطر على القرار في أربع دول عربية من خلال قواتها المنتشرة أو حلفائها المخلصين، ففي العراق تفرض هيمنتها وسيطرتها على كل شيء من قرار سياسي إلى إقتصادي وحتى إرهابي،  وفي سوريا تتواجد قواتها على الأرض فيما يوجد شريكها الرئيسي حزب الله كعابث رئيسي في لبنان، وينسحب الأمر على الحوثيين في اليمن، وأصبحت إيران تهدد السلم العالمي بفضل إصرارها على إمتلاك السلاح النووي على الطريقة الهندية الباكستانية، وتهدد جيرانها العرب باذرعها الخفية.

وفي المركز الثاني تأتي اثيوبيا كونها تشكل ضغطاً كبيراً على الحياة المصرية والسودانية بفضل بنائها سد النهضة المدعوم عربياً، لتأخذ القضية الكثير من الهم المصري السوداني ليتم نقل ملف مياة النيل إلى العديد من المحافل الدولية، وبالتالي تم تشتيت الفكر المصري مما جعله يتناسى القضية الفلسطينية ويهتم بشؤونه الخاصة، وفي ذات الوقت إنشغلت السودان بالإضطرابات فيها وفتح السفارة الصهيونية في الخرطوم، لتصبح فلسطين قضية في نهاية الحسابات ولم يأتي أوانها ولن يأتي في الأمد القريب.

وجاء الإرهاب في المركز الثالث ويمثله حسب النظرة العربية حركة الإخوان المسلمين، والتي أعلنت العديد من الدول العربية مقاومتها ومنعها من العمل على أراضيها، ولم يتبقى لها إلا مناطق محددة في الأردن وتونس والسودان، عدا ذلك فهي حركة مرفوضة غير مرخصة ويعتبر التعاطي معها جريمة إلا إذا كانت جزء من المنظومة السياسية وليست ذات رأي مؤثر.

وفي المركز الرابع قفز الوضع الإقتصادي المتردي لجميع الدول العربية عدا الخليجية منها والتي تملك صناديق إستثمار بترليونات الدولارات، لتبقى صامدة رغم أنها تقول أنها تعاني من صعوبات، وهذه الصعوبات هي نقص في الرفاهية وليس كبقية الدول التي تعاني من نقص في الأولويات.

هذه الأمور مشتركة جعلت القضية الفلسطينية تتراجع إضافة إلى التجاذب الفلسطيني الفلسطيني بين غزة ورام الله مما صنع لكل منهما حلفاء وأعداء، وبالتالي تغيرت المواقف العربية كلما زاد التباعد الفلسطيني، كما أن الكيان الصهيوني نجح في بناء العديد من العلاقات مع العواصم العربية التي أصبحت مفتوحة للصهاينة ومغلقة أمام الفلسطينين، ليكون تراجع الإهتمام العربي في القضية الفلسطينية في ظل هذا الواقع الأليم أمر محتوم، يوجب على السلطة المزيد من الحركة والتنازلات الداخلية حتى تستعيد قوة إنطلاقتها، وإلا ستجد نفسها محاصرة بالقرار الصهيوني اينما ذهبت، وعندها ستصبح هي المرفوضة دولياً وإقليمياً وعربياً.

Back to top button