ناشطون تونسيين يطالبون بإعادة عشرات الأطفال العالقين في بؤر التوتر… بعضهم في سوريا وليبيا
النشرة الدولية –
تظاهر عدد من النشطاء التونسيين في العاصمة، الخميس، الماضي للمطالبة بإعادة الأطفال من جنسية تونسية الذين لا يزالون عالقين في بؤر الصراع.
وتشكل ظاهرة الأطفال والعائلات الذين التحقوا بما يسمى ببؤر الصراع، خصوصا في المخيمات بسوريا، إحدى القضايا التي لا تزال تثير الكثير من الاهتمام من طرف الحقوقيين، في دول المغرب العربي، حيث يطالبون الحكومات بالعمل على إعادتهم إلى بلدانهم.
وخلال السنوات التي أعقبت ثورات الربيع العربي، واندلاع النزاع في سوريا والعراق وليبيا، انضم الآلاف من الأجانب إلى هذه الحرب، بينهم من اصطحب عائلته معه، ومنهم من كون أسرة وأنجب أبناء في بؤر النزاع هذه.
وكان العديد من التونسيين التحقوا بهذه البؤر، وانضموا إلى الفصائل المتقاتلة هناك، لكن بعد حوالي عشر سنوات، لا يزال الأطفال من أصل تونسي، على غرار المنحدرين من أقطار أخرى، يعيشون ظروفا مأساوية في مخيمات تفتقد لأدنى شروط العيش الكريم، في وسط تنتشر فيه الجريمة والأفكار المتطرفة، ومنهم من فقد أبويه، أو أحدهما، ما يعرضهم لشتى أنواع الاستغلال. لذلك يطالب الناشطون بإعادتهم إلى بلدهم.
وقال المدير التنفيذي لمرصد الحقوق والحريات، مروان جدة، إن هذه الوقفة الاحتجاجية تأتي بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الطفل، مضيفا في حديث لـ”اصوات مغاربية”، أن الدعوة لهذه الوقفة جاءت “بعد أن خاطبنا في مناسبات عدة وزارة الخارجية وغيرها من المؤسسات الحكومية، بشأن الأطفال التونسيين العالقين في بؤر التوتر، لكن دون التوصل لأي إجابة”.
وأضاف جدة، في حديث لـ”أصوات مغاربية”، أن الوقفة جاءت لمطالبة الدولة التونسية بتسريع حل هذا الملف، وإنقاذ عشرات الأطفال المتواجدين في المخيمات السورية بشكل محدد، وكذا في المعتقلات بليبيا، مشددا على أن “تعجيل حل الملف، سيسهل على مؤسسات الدولة إعادة وإدماج هؤلاء الأطفال”، على حد تعبيره.
وأفاد الناشط الحقوقي، بأن مرصد الحقوق والحريات، رصد 120 طفل في المخيمات السورية، مبرزا أن “العدد حسب تقديرات المنظمات الدولية يصل إلى نحو 200 طفل تونسي في هذه المخيمات”.
وتابع المتحدث ذاته، أن 80 في المائة من هؤلاء الأطفال لا يزالون دون سن 13 سنة، مطالبا “الدولة بتحمل مسؤوليتها القانونية والدستورية والدينية والإنسانية لإعادة هؤلاء الأطفال وحمايتهم من المخاطر التي تحيط بهم”.
وذكر مروان جدة، أن الأطفال التونسيين في بؤر الصراع، يواجهون مخاطر الإرهاب والجريمة المنظمة والاتجار في البشر والتعذيب والاستغلال الجنسي والتحرش والتجنيد القسري وغيرها من المشاكل المحيطة بهم، على حد وصفه.
*أصوات مغاربية