“الملكة” ماريا فرهاد تبدأ السباق المثير للجدل

النشرة الدولية –

قبل يوليو الماضي، كانت ماريا فرهاد واحدة من آلاف الفتيات المهجرات من مناطقهن في محافظة نينوى، نتيجة الأعمال العسكرية، وعقب احتلال تنظيم داعش لمنطقتها، سهل نينوى، التي يتركز فيها العراقيون من أبناء الديانة المسيحية.

بعدها، توجت ماريا بتاج “ملكة جمال العراق” المسابقة التي تثير دائما الكثير من الجدل، في بلد متحفظ بشكل كبير.

واليوم، تستعد ماريا للمنافسة في مسابقة “ملكة جمال العالم” التي ستقام في بورتوريكو في ديسمبر المقبل، كأول عراقية تتنافس في المسابقة العالمية.

وسافرت ماريا، الأحد، إلى الجزيرة الكاريبية للمنافسة بين 109 من ملكات الجمال القادمات من دول ومقاطعات مختلفة على اللقب الشهير.

وكتبت على صفحتها في فيسبوك “أغادر الوطن متجهة إلى بورتوريكو للمشاركة في ملكة جمال العالم ممثلة عن العراق”، مضيفة “أتمنى أن أستطيع نقل صورة جيدة عن العراق وشعبه”.

وتدرس ماريا، وهي الثالثة من ترتيب عائلة لديها خمس أبناء، علوم الحاسبات والبرمجة، وتقول في تصريحات صحفية إن “الجميع كان يلقبها الملكة” منذ طفولتها.

وحظي الحفل الذي توجت فيه ماريا ملكة لجمال العراق، وتنافست فيه 17 فتاة، برعاية حكومية للمرة الأولى منذ عام 1947، بحسب الصحفي العراقي جورج أفريدون.

ويقول أفريدون، الذي غطى منافسات الجمال العراقية منذ 2007 لموقع “الحرة” إن “وزارة الثقافة رعت الحفل، في تغير لافت للتوجه الحكومي المعتاد، ذي الصبغة المحافظة”.

ويرعى القطّاع الخاص بالعراق منذ أعوام مسابقات شبه رسمية لاختيار “ملكة جمال العراق”، قبل أن تقرر الحكومة رعاية المسابقة بصيغة رسمية.

وقررت لجنة المسابقات في بورتوريكو هذا العام إعادة الاستعراض بملابس السباحة “البيكيني” مما “سيضيف تحديا آخر” للملكة العراقية، بحسب أفريدون.

لكن الحفل “يمثل تحديا إضافيا للتطرف” كما يقول سامان مراد، الصحفي من سهل نينوى، المهجر هو الآخر بسبب تنظيم داعش.

ويضيف مراد لموقع “الحرة” إن “الرمزية عالية في تنافس ماريا، فهي شابة مسيحية هربت من داعش في 2014، وعودتها اليوم لتمثل العراق في مسابقة جمال، ترمز إلى الانتصار على التطرف أكثر من أي شيء آخر”.

وأقيمت مسابقة ملكة جمال العراق لأول مرة في عام 1947، وكانت ريمي دنهور، من أصل يهودي، أول فائزة باللقب.