حمزة عليان دشّن في «ذات السلاسل» الموسوعة الوثائقية للأوبئة

الصقر: إصداراته مهمة ومؤثرة ومفيدة... ونتاجه من الكتب المعلوماتية غزير

النشرة الدولية –

الجريدة – فضة المعيلي

دشّن الكاتب حمزة عليان في مكتبة ذات السلاسل بالأفنيوز، إصداره الجديد «موسوعة الأوبئة الوثائقية… كورونا Covid – 19 من المهد إلى اللقاح»، وشهد حفل التوقيع حضور عدد كبير من الشخصيات والمهتمين بالشأن الثقافي، وفي مقدمتهم رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الكويت، محمد جاسم الصقر، ورئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر، د. هلال الساير، وأمينة سر جمعية الخريجين مها البرجس، وسفير هنغاريا في الكويت، ومطران الكنيسة الأرمنية، إلى جانب شخصيات إعلامية، وكتّاب كويتيين، ونواب سابقين، ورجال أعمال، وأساتذة جامعيين، وأعضاء في مجلس رجال الأعمال اللبناني.

في البداية، ألقى الصقر كلمة قال فيها “أنا هنا اليوم لدعم الأخ حمزة عليان، أنا أعتقد أنني أكثر شخص عاصرته، فأنا عندما عُيّنت رئيسا لتحرير جريدة القبس عام 1983، كان حمزة في نفس منصبه الذي تركه قبل سنتين، وكان مركز المعلومات مركزاً عادياً، وحمزة كان لديه طموح كبير، فأنا كنت الداعم، أما حمزة فقد كان المنفّذ إلى أن عملنا مركز المعلومات، وكان له الفضل الأول في إنشائه، وقد يكون هذا المركز هو الأفضل في الصحافة العربية، طبعا السمعة تُنسب لمركز الأهرام، لكن الفعل الأساسي لمركز المعلومات في القبس”.

وأضاف الصقر أن مركز المعلومات خرّج أو ساهم في تخريج عدد كبير من خريجي الجامعات ومن الحاصلين على الماجستير والدكتوراه، وكان يأتي إلى المركز طلبة يدرسون من جامعات كبيرة، مثل أكسفورد، وكامبريدج، وهارفارد، فقد كانوا يأتون لعمل بحوثهم في جريدة القبس، مشيرا إلى أنه تم صرف مبالغ كبيرة على مركز المعلومات حتى يخرج بصورته تلك.

واستذكر موقفا مهما وقع في 2 أغسطس 1990، حيث قام عليان – من خلال قرص واحد – بإخراج كل المعلومات الموجودة، إضافة إلى الكتب، واصفا أرشيف “القبس” بأنه كان بمنزلة الثروة.

مركز المعلومات

ولفت الصقر، في حديثه، إلى أهمية مركز المعلومات وتأثيره على مستوى الجريدة بأن تكون رائدة ومميزة، لافتاً إلى أنه، “بكل فخر، كنا في القبس كنّا نخدم الصحافة الكويتية كلها، لأن مراكز المعلومات والأرشيف كانت ضعيفة لديها”.

وتابع أنه يفتخر كذلك بأن “الأخ حمزة معنا الآن في جريدة الجريدة، وإن كنت في هذه المرة ناشرا لا رئيس تحرير”، مبيناً أن علاقته بعليان في “القبس” كانت يومية، وهو كذلك الآن يراه، “لكن لتبادل المعلومات لا لتبادل الآراء حول ما ينشر، فالأخ خالد المطيري والأخ ناصر العتيبي هما الآن من يتعاملان معه”.

وأكد الصقر أن إصدارات عليان مهمة ومؤثرة ومفيدة، وأنه غزير في إصدار الكتب المعلوماتية.

إنجازات عديدة

بدورها، هنأت الكاتبة سعاد المعجل عليان، معتبرة أن “هذا الإنجاز يأتي إضافة إلى إنجازاته العديدة في مجال التوثيق وتجميع المعلومات”.

وتحدثت المعجل عن عليان ومعرفة تجاوزت 30 عاما، وقالت إنه عند الحديث عن حمزة لا تحتاج إلى ورقة وقلم، لكن تستدعي الذاكرة، فحمزة لكل من عرفه لا يمكن أن تتخيله من دون الخلفية المعهودة له التي هي عبارة عن وقفته في مركز المعلومات بجريدة القبس، ومن ورائه غابة من “الفايلات”، والأعمدة الرمادية التي تحتوي على كنوز من المعلومات التي تجمّعت عبر سنوات، مبينة أن علاقة حمزة بجمع المعلومات وتوثيقها علاقة عريقة ووثيقة.

حدث وثورة

من جانب آخر، طرحت المعجل تساؤلا قالت فيه “البعض يتساءل؛ هل فعلا يحتاج الأمر إلى أن يدوّن هذا الحدث في موسوعة؟ الحدث ليس صحيا فقط، “كورونا” ليست مجرد عارض صحي، وليست مجرد أزمة صحية اجتاحت العالم.

وأضافت: “كورونا” حدث وثورة لا تقل عن الثورات التي مرّ بها تاريخ البشرية منذ تدوين التاريخ الحديث، “كورونا” أحدث انقلابا في سلوك البشر، وفي ثقافاتهم، وطال كل مناحي الحياة، هو ثورة في حد ذاته، ولم يكن مسببها الإنسان، ولم يكن الإنسان هو الذي حفّزها، وإنما كائن في غاية الدقة والصغر ولا يمكن أن ترصده العين المجردة، وتحتاج إلى أدوات متقدمة جدا حتى يتم الرصد. إذن هذا يستدعي من حمزة أن يجمع هذا الكم الهائل من المعلومات التي حوتها الموسوعة، وأن يستعين بهذا الفريق الضخم لكي يدوّن ما دونه.

استهلال

أما عن الموسوعة، فكتب عليان في استهلالها: “استشعرنا خطورة الموضوع، وقررنا تشكيل فريق من الباحثين، ووضعنا خطة العمل، وأوكلت المهام إلى مجموعة من الذين لديهم المعرفة والخبرة في البحث والرصد والكتابة، وممن يملكون المؤهلات الأكاديمية الكافية”.

وأضاف: “كانت الكويت هي المحطة الرئيسية، أما الباحثون فقد توزعوا على عدد من العواصم، ومنها القاهرة، وكندا، والكويت، وبيروت، وعلى مدى سنة ونصف السنة تقريبا، وهذا الفريق يعمل من دون توقف”، متابعاً: “مطلع عام 2021 اكتملت ملامح وعناصر المشروع، وبما يتناسب مع كونه عملا موسوعيا تتوافر فيه مواصفات الموسوعات ذات الصفة الدولية، فقد أحطنا بتاريخ الأوبئة منذ ظهورها ورتّبنا الفصول الخمسة عشر، حيث تغطي مختلف جوانب وأبعاد الطواعين والجوائح”.

وواصل: توسعنا في “وباء القرن الحادي والعشرين” وحروب “الجيل الخامس”، كما أسميناه من منظور الصراع بين الإنسان والأوبئة، معقبا بأن ذلك كان عملاً دؤوباً وجهداً متواصلاً “تطلّب سهر الليالي بالإعداد والمراجعة والتدقيق اللغوي والتعاون مع مطبعة الخط الكويتية والقائمين عليها، وبرعاية خاصة من الزميل والصديق سامي أيوب والفريق الفني المعاون له”.

الدافع والخصائص

وفي كلمة له، قال عليان ان الدافع وراء إصدار الموسوعة له هدفان؛ أولهما الرصد والتوثيق، فهذه مهنته ومهمته، والحدث عمّ الكرة الأرضية ولن يتكرر إلا بعد وقت من الزمن، لافتا إلى أنه التقط الفكرة وراح يشتغل عليها مع فريق عمل.

أما الهدف الثاني، فهو أنه بعدما صنفت منظمة الصحة العالمية “كورونا” وباء، قال إن المسألة ستطول، وستصبح من الذكريات، لذلك قرر أن يستمر ويعمل يوما بيوم ليصبح شغله الشاغل، والموسوعة عمرها سنتان بعمر فترة “كورونا” تقريبا.

من جانب آخر، ذكر عليان أن الموسوعة جمعت العديد من المميزات، فهي تعد الأولى من نوعها، نظرا للشمولية التي تتسم بها وعمق التغطية المعلوماتية، وحجم التنوع في رصد الآثار الناجمة عن الجائحة، وتتناول عرض المراحل التاريخية للأوبئة، وترسم رؤية لمستقبل البشرية، وفقا لقراءات ذات قيمة معرفية، فهي إذن أوسع تغطية علمية شاملة من نوعها، وموسوعة مرجعية ذات مصداقية توثّق قصة كوفيد 19، وتاريخ الفيروسات ومستقبلها من جميع الجوانب والأبعاد، وحروب الجيل الخامس والصراع بين الإنسان والأوبئة.

دروس تعلمناها

وقال عليان: “ما زلنا جميعا نعيش في أواخر زمان كورونا، ولم يحن الوقت بعد لنقول وداعاً، وكل واحد منّا عنده تجربة ومعاناة، طوال سنتين متواصلتين من أعمارنا، إنما هناك دروس تعلمناها في ظل هذه الجائحة، ستبقى آثارها مثار حديث وأبحاث لعقود قادمة”.

وبيَّن أن هناك تحوّلاً حدث في أنماط العيش والتنقل والتعليم والعمل، وتسيّدت خدمة “أونلاين” واستعمالاتها، وظهرت الفجوة الرقمية، وتحوّل العالم إلى قرية إلكترونية بالكامل بعد أن لبس الكمامة، وأيضا لا مفر أمام هذه الجائحة من التعاون الأممي الكامل، وكانت فرصة لإعادة بناء نظام عالمي جديد قائم على التعددية وسيادة القانون والعمل المشترك، فهذه أول حالة طوارئ في العالم بهذا الحجم، وأسوأ أزمة اقتصادية لفّت العالم منذ الحرب العالمية الأولى، ورأينا عدم المساواة بين البشر وما بين دول متقدمة صناعيا وأخرى نامية من آسيا وإفريقيا، كل ذلك كشف وجود مخاطر تهدد الوجود البشري، كأزمة المناخ والصراع النووي، والقادم من الأوبئة والكارثة التي تواجهه البيئة، علمتنا الجائحة أن الرعاية الصحية لا بّد أن تحظى بالأولوية، وأخيرا المشاركة المجتمعية في إدارة الأزمة وأهمية الشفافية وكشف المعلومات للرأي العام”.

حياة جديدة بعد الجائحة

Back to top button