“ضيوف الحكومة الامريكية”.. 4300 أفغاني ينتظرون “الإجلاء الثاني”

النشرة الدولية –

“ضيوف الحكومة” هم 4300 أفغاني تم إيوائهم مؤقتا داخل قاعدة هولومان الجوية في نيو مكسيكو، التي يطلق عليها ” أمان أوميد”، والتي تعني “السلام والأمل”، وهي المشاعر التي يقول المسؤولون الأميركيون إنهم يحاولون تعزيزها، بحسب تقرير لصحيفة “واشنطن بوست“.

وقاعدة هولومان الجوية هي من بين 8 منشآت أصبحت محاور لواحدة من أكبر عمليات إعادة التوطين الإنسانية في تاريخ الولايات المتحدة.

ولا تزال الإدارة الأميركية في طور إعادة توطين حوالى 45000 أفغاني تم إيوائهم في معسكرات مؤقتة في القواعد العسكرية الأميركية بعد أن تم نقلهم جوا من وطنهم، وذلك بعد أكثر من شهرين على الانسحاب الأميركي من أفغانستان.

ووفقا لمسؤولين أميركيين، فإن حوالي 73 ألف أفغاني وصلوا إلى الولايات المتحدة منذ سقوط كابل في أيدي طالبان.

وسيطرت طالبان على السلطة في أفغانستان منتصف أغسطس الماضي، وأطاحت بالحكومة السابقة المدعومة من الولايات المتحدة، متعهدة بإعادة الاستقرار بعد حرب استمرت 20 عاما.

واستقبلت قاعدة هولومان 7100  أفغاني نصفهم من الأطفال بين أواخر أغسطس وأوائل أكتوبر الماضيين.

ويقول مسؤولون إن من بين الأفغان المقيمين في هولومان، أشخاص خاطروا بحياتهم لمساعدة الحكومة الأميركية خلال الجهود العسكرية التي استمرت عقدين في في أفغانستان، والبعض الآخر هم أقارب أولئك الذين خدموا أو لمواطنين أميركيين.

وقال كورتيس فيلاسكيز، الكولونيل في سلاح الجو والذي يدير حاليا مركز الإيواء في هولومان: “نحن فخورون بما نقوم به هنا لضيوفنا الأفغان”، واصفا المخيم بأنه “ملاذ آمن”.

ويضم المخيم صالات تثقيفية لتعليم اللغة الإنكليزية، ألعاب أطفال، تلفزيونات جماعية تعرض مباريات الكريكيت الدولية وأفلام بوليوود، وإنترنت. كما يتم تزويد الأفغان بمعاطف شتوية.

وتم تطعيم جميع البالغين ضد فيروس كورونا.

 

المخيم يضم صالات تثقيفية لتعليم اللغة الإنكليزية - المصدر: "واشنطن بوست"
المخيم يضم صالات تثقيفية لتعليم اللغة الإنكليزية – المصدر: “واشنطن بوست”

في المقابل، قد يواجه هؤلاء انتظارا طويلا، فضلا عن وجوب التنقل بين النظام التأشيرات والهجرة، بينما يصر المسؤولون على أن جميع الأفغان الذين خضعوا لفحص دقيق، سيبدأ معظمهم حياة جديدة في الولايات المتحدة بـ “عفو إنساني”، دون مسار فوري للحصول على إقامة دائمة أو مجموعة كاملة من المزايا والخدمات المقدمة للاجئين، بحسب تقرير الصحيفة.

وفي سياق متصل، يتجنب المسؤولون تقديم تنبؤات حول السرعة التي ستتمكن بها العائلات الأفغانية من مغادرة المخيم وبدء حياتهم من جديد، ولكن مهمة العاملين في القاعة مستمرة حتى شهر مارس المقبل، ما يعني أن الآلاف الذين ينتظرون إعادة التوطين قد يظلون حوالى 6 أشهر بعد.

ونقل التقرير عن مسؤولين قولهم إن وجهات إعادة التوطين المطلوبة مثل كاليفورنيا وفيرجينيا وتكساس لا تستطيع استيعاب أعداد الأفغان الذين يريدون الذهاب إلى هناك، مع وجود أماكن قادرة على اصطحابهم عاجلا مثل برمنغهام، آلا، وتشاتانوغا، وتين.

بدوره، اعتبر دانييل إي غابرييلي، العميد في سلاح الجو الذي يرأس العمليات في المخيم، أن “غالبية الأفغان هنا خاطروا من أجل الأمن الأميركي أكثر مما تخاطر به الغالبية العظمى من الأميركيين”.

يذكر أن إدارة الرئيس جو بايدن طلبت من الكونغرس تمرير قانون التكيف الأفغاني، وهو مشروع قانون من شأنه أن يسمح للأفغان بدخول البلاد للتقدم بطلب للحصول على البطاقات الخضراء بعد عام، مما يسهل عليهم أن يصبحوا مقيمين دائمين وجلب الأقارب الذين تركوا وراءهم.

وقال مسؤول بوزارة الخارجية إن الحكومة تعمل على إجلاء بعض الذين تركوا وراءهم، بمن فيهم الآباء والأطفال الذين انفصلوا في المطار، من خلال “تأجير رحلات جوية خاصة بها وكذلك العمل مع شركات الطيران لحجز عدد معين من المقاعد على الرحلات الموجودة بالفعل، بحسب التقرير.

ولكن المسؤول، الذي رفض تأكيد هذه الجهود بشكل رسمي، لم يكشف كيف يمكن للأفغان الذين يخشون اضطهاد طالبان الوصول إلى مطار تسيطر عليه طالبان، مشيرا إلى جهود قطر التي تلعب دور الوسيط مع الحركة.

وفي هذا الصدد، قال رهط الله دوست، الموظف السابق في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن زوجته وأطفاله الصغار حاولوا الدخول إلى مطار كابل عدة مرات، دون أن يتمكنوا من السفر بسبب الحشود وعناصر طالبان.

وأضاف: “ابنتي صغيرة جدا، لم يكن عمرها حتى عام واحد، لا أرغب في أن أفقدها”.

وأشارت شابة تبلغ من العمر 21 عاما في المخيم، عرفت عن نفسها باسم بيبي، إلى أن والدها رجل أعمال أفغاني بارز وهو مختبئ “لأن طالبان تبحث عنه”.

والأسبوع الماضي، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقيم بعثة مصالح في أفغانستان تديرها قطر لإحداث خط مباشر لمساعدة الرعايا الأميركيين والتواصل مع طالبان بعدما أغلقت واشنطن سفارتها في كابل إثر استيلاء الحركة على السلطة.

وقد أبدت الولايات المتحدة تفاؤلا حذرا بشأن الحوار مع طالبان لكنها أوضحت أن إعادة فتح السفارة الذي سيعني اعترافا بنظامها، ليست مطروحة في الوقت الراهن.

ومنذ سيطرة طالبان على السلطة في أفغانستان، نقلت الولايات المتحدة عمليات سفارتها في كابل إلى قطر.

زر الذهاب إلى الأعلى