أرض الأحلام المستحيلة!
بقلم: الجازي طارق السنافي

النشرة الدولية –

الأنباء الكويتية –

كانت نظرية الحلم الأميركي أو كما تسمى The American Dream سائدة في الولايات المتحدة في الماضي، حيث كانت هي أرض الأحلام لكل مهاجر، وهي أرض الفرص والوظائف – بغض النظر عن الفوارق الاجتماعية والعرقية أو الثقافية – يمكنك أن تصنع من اللاشيء، كل شيء!

ربما هذا الحلم الأميركي قد أصبح معديا، عبر المحيطات والبحار والجزر واستقر في مكان آخر وبقعة جديدة، وهي أرض الأحلام العصرية! وأصبح الحلم «العربي» هو الحلم الجديد لكل إنسان!

فاليوم يمكن لأي شخص سواء مهاجر أو مواطن أو مقيم أو عابر أن يصبح ما يشاء في أرض الأحلام الجديدة، يمكن أن تحقق وظيفة الأحلام، أو راتب الأحلام، أو حياة الأحلام حالما تطأ قدماك أرض الأحلام، حتى لو حمل الشخص شهادة دبلوم لغة عربية أو تربية بدنية يمكنه أن يصبح طبيبا في عيادات كبرى على أرض الأحلام، سيكبر، ويكبر ويذاع صيته عبر وسائل التواصل، والإعلانات الضخمة وتتضخم أرصدته وأمواله، والمفاجأة، أنه بأمان، ولا أحد سيكتشف ذلك إلا عن طريق الصدف النادرة!

يمكن في أرض الأحلام أن تكون ثروات طائلة دون سؤالك عن مصدرها، ويمكنك أن تعيش سنوات طويلة بشكل غير قانوني وتعمل، وتدرس، وتتعالج بشكل مجاني دون أن يتعب أي مسؤول في البحث عن هويتك، يمكنك أن تصبح مليونيرا بتجارات ليس لها أي ترخيص، يمكنك استيراد أي شيء دون أن تفتتح شركة أو مؤسسة أو حتى ملحقا أو مخزنا، يمكنك أن تعلم أجيالا وتعطي شهادات مضروبة، وتحمل لقب بروفيسور أو دكتور أو أستاذ أو سعادة المستشار وغيرها من الألقاب حتى لو كنت أميا!

ويمكنك أيضا أن تدير وتشرف على مكاتب تمريض وانت لست متخصصا، ويمكنك أن تفتح عيادات خاصة دون ترخيص طبي وتمارس الطبابة والعلاج والعمليات الجراحية من غير ورقة رسمية واحدة! يمكنك أن تعمل في مطعم وتفتح مقهى حتى لوكنت لا تجيد طهي «البيض» أو عمل الشاي، ويمكنك أن تصبح مسؤولا كبيرا حتى لو أتيت بفيزا عامل أو سائق أو حتى «كومبارس» فنون مسرحية، يمكنك أن تطوق أرض فضاء وتبنيها من غير تصريح بناء أو شراء الأرض حتى! يمكنك اختلاس الملايين والهروب خارجا ولن يمكن لأحد أن يقبض عليك! يمكنك أن تخطط المدن بفرجار واحد فقط! أو ربما الحصول على بعض المخططات من «غوغل» أو «الواتساب»، يمكنك أن تدخل عالم الشهرة دون مجهود أو عمل فني جيد، ويمكنك آن تصبح مغنيا حتى لو كان صوتك «نشازا»! ويمكنك أن تصبح سياسيا مخضرما لمجرد انتقاد شخصية معينة أو اتباع نهج معين! وهناك العديد من الأمثلة المشابهة والممتعة!

لا تتعجب أو تستغرب، أنت في أرض الأحلام الجديدة، ستحظى بفرص لا تتوافر حتى على كوكب آخر! كل ما عليك فعله هو الهجرة الى أرض الأحلام المستحيلة، وتنفيذ مشاريعك الجديدة بكل سلام!

آخر السطر: بالقلم الأحمر، مستنشق الفساد لا يعرف معنى الهواء النقي!

Back to top button