الولايات المتحدة تفرض عقوبات على ثلاثة من قادة داعش فرع “خرسان” في أفغانستان
فرضت الولايات المتحدة، الاثنين، عقوبات على ثلاثة من قادة فرع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في أفغانستان ورجل آخر اتهمته بتسهيل العمليات المالية للتنظيم، في خطوة أعقبت سلسلة من الهجمات التي شهدتها كابل وأعلن التنظيم مسؤوليته عنها.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في بيان، الاثنين، إنه تم إدراج أمير الجماعة سناء الله غفاري، والمتحدث باسمها سلطان عزيز عزام، والقيادي بإقليم كابل مولوي رجب على قائمة الإرهابيين العالميين.
وأدرجت وزارة الخزانة الأميركية أيضا عصمت الله خلوزي على القائمة السوداء بتهمة إدارة شبكة غير رسمية لنقل الأموال، مقرها تركيا، لتحويل أموال إلى تنظيم الدولة الإسلامية في ولاية خراسان.
وكانت مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة بأفغانستان قالت، الأربعاء الماضي، إن تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان وسع نطاق عملياته وإنه الآن “يبدو موجودا في جميع الأقاليم”.
وقالت مبعوثة الأمم المتحدة ديبورا ليونز لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إن رد فعل طالبان “مثير للقلق لأنها تعتمد بشكل كبير فيما يبدو على عمليات الاعتقال والقتل خارج نطاق القانون” للمشتبه في أنهم أعضاء في تنظيم (الدولة الإسلامية-ولاية خراسان).
وكان تنظيم الدولة الإسلامية خرسان قد أعلن خلال الأشهر الماضية مسؤوليته عن عدد من التفجيرات في العاصمة الأفغانية، وذلك في بيان بثه التنظيم المتشددة في حساب تابع له على تطبيق تليغرام.وشهدت كابل، سلسلة تفجيرات شملت استهداف مناطق شيعية في غرب المدينة عدة مرات.
أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية- ولاية خراسان” مسؤوليته عن بعض من أكثر الهجمات دموية في السنوات الأخيرة في أفغانستان وباكستان. وقد ذبح مدنيين في مساجد ومستشفيات وأماكن العامة. واستهدفت الجماعة السنية المتطرفة بشكل رئيسي المسلمين الذين تعتبرهم كفاراً، خصوصا الشيعة.
وفي آب (أغسطس) 2019، أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم شُن على شيعة خلال حفلة زفاف في كابول، وأسفر عن مقتل 91 شخصا. كما أسفر هجوم شُن في أيار (مايو) 2020 واستهدف مستشفى للتوليد في حي تقطنه أغلبية شيعية في كابول، عن مقتل 25 شخصاً من بينهم 16 أمّا ورضيعا.
وفي الولايات التي تمركزت فيها المجموعة، ترك وجودها آثارا عميقة. أطلق مقاتلوها النار على قرويين وقطعوا رؤوسهم وعذبوهم وأرهبوهم وزرعوا ألغاما أرضية في كل مكان.
ما العلاقة بين تنظيم “داعش” وطالبان؟
على الرغم من أنهما كلتاهما مجموعتان سنيتان متطرفتان، فإنهما تختلفان من حيث العقيدة والاستراتيجية، وتتنافسان حول تجسيد الجهاد. وكدليل على العداء الشديد بينهما، وصفت بيانات لتنظيم “داعش” طالبان بالكفار.
واجه تنظيم “الدولة الإسلامية- ولاية خراسان” قمعا من طالبان استهدف المنشقين عنها ولم يتمكن من توسيع أراضيه، بخلاف النجاح الذي حققه التنظيم في العراق وسورية.
وفي العام 2019، أعلن الجيش الحكومي في أفغانستان، بعد عمليات مشتركة مع جيش الولايات المتحدة، هزيمة “داعش” في ولاية ننغارهار (في شرق البلاد).
ووفقا لتقديرات الولايات المتحدة والأمم المتحدة، يعمل تنظيم “الدولة الإسلامية- ولاية خراسان” منذ ذلك الحين من خلال خلاياه النائمة في المدن، من أجل شن هجمات كبيرة في وقت لاحق.
ما ردة فعل التنظيم على عودة طالبان إلى الحكم؟
انتقد تنظيم “داعش” بشدة الاتفاق الذي أبرم في شباط (فبراير) 2020 في الدوحة بين واشنطن وطالبان، وينص على انسحاب القوات الأميركية والأجنبية من أفغانستان، متهما الحركة بالتراجع عن القضية الجهادية.
وبعد دخول كابول والاستيلاء على السلطة في 15 آب (أغسطس)، تلقت طالبان تهنئة من العديد من الجماعات الجهادية، وإنما ليس من تنظيم “داعش”.
لكن التنظيم قد يستفيد من انهيار أفغانستان. وقد أشار “مستر كيو”، وهو متخصص غربي في شؤون “داعش” وينشر بحوثه على “تويتر” تحت هذا الاسم المستعار، إلى 216 هجوما نفذها تنظيم “الدولة الإسلامية- ولاية خراسان” بين الأول من كانون الثاني (يناير) و11 آب (أغسطس) من هذا العام، مقارنة بـ34 هجوما نفذها خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
لوكالة فرانس برس “هذا يجعل أفغانستان من أكثر ولايات تنظيم ‘داعش’ نشاطا. ليس كل شيء مرتبطا مباشرة بالانسحاب الأميركي، لكن انتصار طالبان يوفّر متنفسا لـ‘تنظيم الدولة الإسلامية- ولاية خراسان’”.
وأقر كولن كلارك، مدير “مركز صوفان للبحوث الجيوسياسية” في نيويورك، بأن “انهيار الجيش الأفغاني هو تذكير غريب بما رأيناه في العراق في العام 2011. وأخشى أن يتكرر الوضع في أفغانستان، مع تطور تنظيم ‘داعش’ وانبعاث تنظيم القاعدة”.
ما التهديد في مطار كابول؟