فيروز في عيدها السادس والثمانين تجمع اللبنانيين وتوحّدهم على مواقع التواصل الاجتماعي
النشرة الدولية –
لم ينس اللبنانيون هذا العام ككل عام الاحتفال بعد ميلاد جارة القمر السيدة فيروز ضمن عدة هاشتاغات منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي على غرار #فيروز86 و#عيد_الدني و#فيروز.
ووسط الأزمات المتلاحقة التي يمر بها لبنان، وتصدّر عدة قضايا النقاش العام على المنصات الافتراضية، إلا أن هذا الأمر لا ينسيهم هذه الاحتفالية، التي تجمعهم على الرغم من انقساماتهم.
ولا تغيب فيروز عن حديث اللبنانيين على مواقع التواصل الاجتماعي رغم تغييب نفسها عن الساحة الفنية، وتحديدا إحياء الحفلات منذ العام 2011، وعن الأضواء والشاشات.
ويعتبر اللبنانيون فيروز رمزا وطنيا في مخيلتهم و”سفيرة لبنان إلى النجوم”، و”جارة القمر”، ورمزا للبنان الكرامة والموحد دون تفرقة دينية أو طائفية، حيث يحبها الجميع ويتجمعون حبا في صوتها ودائما ما يهتفون وراءها “بحبك يا لبنان”. ورفضت فيروز أن تُجرّ إلى خصومات سياسية أو دينية لاسيما خلال سنوات الحرب الأهلية (1975-1990)، وتصدّرت أغنياتها الإذاعات المتناحرة على جانبي خطوط القتال. وخلال الحرب الأهلية أيضا، رفضت الغناء في لبنان لتجنّب أن تُحسب على منطقة دون أخرى، فيما بلدها ساحة صراع بين قوى طائفية مدعومة من قوى خارجية.
وتمثل فيروز لكل اللبنانيين أملا في أن يكون لبنان لجميع اللبنانيين، خاصة أن جيلا جديدا من الشباب اللبناني يعيد اكتشاف صوتها من خلال أغانيها الوطنية وروحها اللبنانية الخالصة التي تصدرت تغريدات الآلاف من اللبنانيين على مواقع التواصل الاجتماعي في ذكرى الاحتفال بمرور 86 عاما على ميلادها. وكتبت إعلامية:
وغرد ناشط:
michelarached@
اليوم عيد ما تبقى من لبنان الجميل #فيروز86.
وكتبت معلقة:
ويحتفل اللبنانيون كل عام يوم الثاني والعشرين من شهر نوفمبر بعيد الاستقلال، لكنهم رغم ذلك يعتبرون أن “فيروز وحّدت اللبنانيين أكثر من عيد الاستقلال!”. وقال معلق:
KhaledAjib@
“إن صوت فيروز تتمثّل فيه أربعة آلاف سنة من الحضارة”. #بيروت #لبنان #فيروز #سفيرتنا_إلى_النجوم.
ووصف فنان:
وانتقد لبنانيون من يتعمد إخراج فيروز من سياقها كظاهرة توحّد اللبنانيين، ويضعها في متاهات الحسابات والحساسيات السياسية والدينية.وفي هذا السياق حاز السياسي اللبناني جبران باسيل، وهو صهر رئيس الجمهورية اللبنانية مشال عون سخرية وانتقادا لاذعين بعد نشره تغريدة على تويتر تحتفل بعيد ميلاد جارة القمر.
ويعد لبنانيون فيروز رمزا حقيقيا للبنان، صوتها ملك للوطن ولجميع اللبنانيين، إذ لم تدعم يوما خطا سياسيا ولم تتلون ولم تتلوث بشعاراتهم! واستعاد مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي أرشيفها الحافل وصورها على شكل تغريدات وتدوينات، كتحية منهم إليها. وفاضت المنصات الافتراضية بعبارات الحبّ لشخصية أصبحت رمزا.
يذكر أن فيروز التي نادرا ما تظهر على جمهورها، كان لها 3 إطلالات بين الفترة الممتدة من أبريل 2020 ويونيو 2021، من خلال حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان الظهور كان من خلال فيديو أخرجته ابنتها ريما الرحباني وشاركته على يوتيوب، وهو عبارة عن صلاة خاصة من فيروز بسبب أزمة كورونا. أما الظهور الثاني كان في 31 أغسطس 2020، حيث جمعتها صورة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته إلى منزلها بمنطقة الرابية شمال بيروت. أما إطلالة فيروز الأخيرة فكانت بصورة سيلفي مع ابنتها ريما الرحباني في يونيو 2021، مع تعليق “سيلفي والماضي خلفي”.
وفي سياق آخر، شارك مستخدمو مواقع التواصل من مختلف الدول العربية في الاحتفال بعيد ميلاد فيروز، مؤكدين أنها “ليست شأنا لبنانيا ولا تهم اللبنانيين وحدهم. فيروز تخصنا جميعا كجمهور يعشق صوتها ويحفظ أغنياتها ويحترم مسيرتها”.
وتجاوزت شهرة فيروز، المرأة النحيلة البنية والباردة الملامح، واسمها الحقيقي نهاد حداد، حدود البلد الصغير، وجذبت معجبين من كل أنحاء العالم. وتخطى صوت فيروز حدود الوطن لتغني للشام ومصر وبغداد وعمان وفلسطين ومكة وتونس. وتعدّ فيروز من آخر جيل الكبار في العصر الذهبي للموسيقى العربية في القرن العشرين.
يعد لبنانيون فيروز رمزا حقيقيا للبنان، صوتها ملك للوطن ولجميع اللبنانيين، إذ لم تدعم يوما خطا سياسيا ولم تتلون ولم تتلوث بشعاراتهم
وراجت أغاني فيروز في كافة أنحاء العالم العربي لتصبح فقرة رئيسية في إذاعات العالم العربي، ليطلق عليها لقب “ملكة الصباح”، ووصل رصيدها من الأغاني إلى أكثر من 800 أغنية و70 ألبوما و22 مسرحية.
يذكر أنه في خطوة غير مسبوقة، رفضت مجلة “فوربس” الاقتصادية الأميركية، في نسختها الشرق أوسطية، عام 2018 وضع اسم السيدة فيروز ضمن قائمة “النجوم العرب الأكثر تأثيرا في الساحة الفنية العالمية”، فخصّصت لها مكانا خارج التصنيف، مؤكّدة أنّها لا تقارن بأحد، وأنّها “أسطورة”، تجاوز صوتها النادر حدود الاختلافات بين محبيها انطلاقا من لبنان إلى أنحاء العالم كافّة. كما صنفتها المجلة أنّها “أعظم نجوم الفن لكل العصور” للفنانين العرب الذين لا يزالون على قيد الحياة. وتعد هذه المرتبة استثنائية وفريدة