هل سنشاهد حكومة غير..؟!
بقلم: مبارك فهد الدويلة
النشرة الدولية –
لأول مرة يتأخر تكليف شخصية لتشكيل الحكومة الجديدة لأكثر من أسبوع، فقد تعودنا أن تقدم الحكومة استقالتها وتقبل في اليوم نفسه، وفي اليوم التالي تتم المشاورات التقليدية، وبعد ذلك يصدر مرسوم التكليف، لكن ماذا يعني هذا التأخير؟ وهل هو مقصود أم أن الظروف حالت دون ذلك؟
الواضح من تسلسل الأحداث أن إعادة تكليف الشيخ صباح الخالد عانت ولادة متعسرة، فبعد نجاح الحوار الوطني كان من الواضح وجود رقم مؤثر من النواب لم يكن مرحباً بما آلت إليه الأمور، مما يزيد من مخاوف تجدد التوتر بين النواب والحكومة إذا أعيد تكليف رئيس الحكومة، لذلك كان من الضروري التريث قليلاً قبل إعادة اختياره، ولعل هذا يفسّر بعض المقابلات التي أجرتها القيادة السياسية مع بعض الرموز السياسية في الأيام القليلة الماضية. والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم: هل نتوقع حكومة غير ما تعودنا عليه، منسجمة مع نتائج الحوار، أم تعود حليمة إلى عادتها القديمة؟ هل نتوقع أن يستغل الرئيس المكلف أجواء الحوار لتشكيل حكومة متعاونة مع المعارضة وبرامجها؟ هل ستستغل الحكومة النفسية الجديدة للمعارضة العاقلة والمدعومة من نواب المهجر الذين سيكون لهم دور في طرح وتبني الرأي السياسي الذي يرفع شعار «تعاون بلا تهاون»؟
هل سيتنازل الرئيس المكلف وحكومته الجديدة عن بعض ما تعودنا عليه من حكومات سابقة، كالتعامل بالندية وروح التحدي واعتبار السلطة التشريعية خصماً لا بد من مواجهته وعرقلة مشاريعه؟!
هل سنرى وزراء من فئة رجال دولة، أم سنرى حكومة محاصصة تنزل الأسماء على الرئيس من السقف؟
هل ستتم الترضيات على حساب الكفاءة والجودة، أم سيحصن رئيس الحكومة نفسه بنوعيات تفرض احترامها على خصومها قبل غيرهم؟
بمعنى آخر.. هل سنرى حكومة غير هذه المرة؟!
أين الصفقة في الحوار؟
البعض كان وما زال يعتقد أن عودة المهجرين تمت على حساب كرامتهم وتنازلات قدموها للعفو عنهم، وأكدوا أن ذلك سيظهر للعيان منذ لحظة ملامسة أقدامهم أرض الكويت. لكن شيئاً من ذلك لم يظهر، فقد رجعوا ورؤوسهم مرفوعة، وتم استقبالهم استقبال الأبطال، وخرجت الكويت بكل أطيافها لتعلن عن فرحتها بعودتهم وتتزين لقدومهم، مما يعني أن عودتهم لم تكن على حساب مصالح الشعب ولا على حساب كرامتهم، حتى المهجر فيصل المسلم أصدر بياناً يبارك لرفقاء دربه عودتهم بعد العفو السامي عنهم، ويشكر سمو الأمير على مبادرته الميمونة، ويعلن أنه سيرجع لأرض الوطن قريباً جداً. إذاً مَن تبقى من المشككين والمثبطين من الذين طعنوا في نوايا أطراف الحوار الوطني ونددوا بكل من ينفذ بنوده وأولها العودة إلى أرض الوطن؟!