اد غابريال لـ”لبنان24″: ميقاتي أثار إعجاب المشرّعين الأميركيين ونعمل معه لتنفيذ استراتيجية اصلاحية
النشرة الدولية –
لبنان 24 – هتاف دهام –
عندما تسلمت إدارة الرئيس جو بايدن السلطة في الولايات المتحدة، أربكت دول المنطقة والخليج، خاصة وأن الرئيس الأميركي تعمد التركيز في خطابه على علاقات بلاده المعقدة مع الصين وروسيا فضلا عن تعزيز علاقته مع حلفاء واشنطن في حلف شمالي الأطلسي، ليعقّب سريعا على الملف الإيراني ويسدل في الوقت عينه الستار على صفحة دعم الحملة العسكرية السعودية في اليمن. يومذاك برز بشكل واضح أن معالم سياسة أميركية جديدة تتظهر تجاه الشرق الاوسط الذي لم يعد ضمن الأولويات الاميركية في تحوّل طرح الكثير من الاسئلة حيال تراجع الإدارة الأميركية الحالية عن الاهتمام بلبنان وتركه لمصيره مع تراكم أزماته المالية والاقتصادية. ورغم ارتطام لبنان في القعر، لم تتخد الأدارة الأميركية أية اجراءات حقيقية قادرة على سحبه من قعر جهنم، إذ بقيت مساعدتها محصورة بمؤسسات وجمعيات محددة.
ثمة من يقول إن النواب الاميركيين اللبنانيي الأصل في الكونغرس ربطا بممثلي المنظمات اللبنانية- الاميركية لدى لجنة الشؤون الخارجية يمكن التعويل على عملهم لحث الإدارة الأميركية على ايلاء لبنان الاهتمام اللازم. ومن هذا المنطلق تبرز أهمية زيارة الوفد الذي ضم النائبين في الكونغرس داريل عيسى ودارين لحود ورئيس “مجموعة العمل الاميركية من أجل لبنان” أدوار غبريال،والاعضاء مايك أحمر ، هانيا أحمر،ماكاي لحود،جايمس ماكليلن.
الوفد الذي جال على القيادات اللبنانية استمع إلى وجهات نظرهم وقدم افكارا للمعنيين يمكن تساهم في معالجة المشاكل الراهنة وركز على أهمية إجراء الإنتخابات النيابية المقبلة في موعدها وأهمية استفادة لبنان من ثرواته النفطية وعدم تعطيل الحكومة التي تشكل بابا للانقاذ اذا نجحت في تنفيذ الإصلاحات الضرورية.
للولايات المتحدة قضايا جيوسياسية رئيسية تتطلب اهتماماً جدياً ، لكن لبنان ليس في اسفل سلم اولوياتها، يقول غبريال لـ”لبنان24 فهو أحد أكبر المتلقين للمساعدات الأميركية التي تضمن سيادة لبنان وأمنه، وذلك من خلال دعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وبرامج شبكات الأمان الاجتماعي لدعم احتياجات الفئات الأكثر ضعفًا، فضلا عن ان واشنطن تعد واحدة من أكبر المساهمين في احتياجات التعليم في لبنان والجامعة الأميركية في بيروت والجامعة اللبنانية الأميركية.
لقد اتخدت إدارة بايدن خطوات قوية للغاية لدعم الوضع الحرج في لبنان وهذا ما فعلته ايضا ادارة الرئيس السابق دونالد ترامب ، فالولايات المتحدة هي أكبر مانح للبنان ، حيث قدمت في السنوات القليلة الماضية مساعدات للبنان تجاوت مساعدات أي دولة أخرى في العالم وقدرت بعدة مليارات من الدولارات، فحصل الجيش اللبناني على أكثر من ملياري دولار منذ العام 2006 ، مما يجعل واشنطن أكبر داعم لهذا الجيش. وعقب انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020 ، ساهمت في المزيد من المساعدات التي بلغت أكثر من 200 مليون دولار.
تعمل الإدارة الأميركية،وفق غبريال، مع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لدفع استراتيجية إصلاح تلبي احتياجات الشعب اللبناني وتبدي دعما لبرنامج الإغاثة التابع لصندوق النقد الدولي، ولن تتسامح الولايات المتحدة، كما يقول غبريال مع الفاسدين أو الذين يحضنون الإرهابيين أو ينتهكون حقوق الإنسان للشعب اللبناني فهي اتخذت خطوات لدعم مطالبة اللبنانيين من خلال إجراءات تنفذ في هذا الصدد.
تقود الولايات المتحدة بقوة جهدًا دوليًا مع فرنسا لجلب دعم دولي إضافي، فضلا عن مساعيها ودعوتها إلى احداث تقارب بين لبنان ودول الخليج وسوف تواصل جهودها لمنع المزيد من التدهور في الوضع في لبنان.
ومع ذلك، يتعين على واشنطن، وفق غبريال، الاعتماد على شراكة مع حكومة لبنانية تضع شعبها في المقام الأول. فمن دون هذا التعاون، لن يتوقف التدهور في لبنان مهما تعددت اشكال المساعدة من الولايات المتحدة .
في هذا الصدد ، يؤكد غبريال أن حكومة ميقاتي بدأت بداية قوية. فقد أثار ميقاتي إعجاب المشرّعين الأميركيين برؤيته وكفاءته وتصميمه. ولكن الآن يجب على الحكومة، بما في ذلك البرلمان والمؤسسات الأخرى، أن تتحد لدعم حزمة الإصلاح الاقتصادي وأن تتخذ خطوات للتعامل مع الفساد وبرامج شبكات الأمان الاجتماعي في أسرع وقت ممكن. لقد أوضحت الولايات المتحدة أنها ستدعم حكومة تعمل لمصلحة شعبها ، لكنها لن تدعم بعد الآن أي حكومة لا تستطيع وقف الفساد أو ترفض وضع البلاد على مسار الإصلاح.
في الختام، يقول غبريال لقد انهينا رحلتنا إلى لبنان بأمل حذر. لقد شهدنا حكومة منخرطة في تلبية الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية الصعبة لبلدها، ولكن الواقع يفرض أن تتكاتف الحكومة بأكملها من أجل تحقيق النجاح.